الشرطة البريطانية تزيل خيام احتجاج حركة «احتلوا لندن»

بناء على أمر قضائي بتفكيك المعسكر القائم منذ 4 أشهر

عامل يقوم بنظافة الأنقاض التي خلفتها حركة «احتلوا لندن» من على الرصيف خارج كاتدرائية سانت بول في وسط لندن أمس (أ.ف.ب)
TT

أخلت الشرطة البريطانية خياما تابعة لحركة «احتلوا لندن»، التي تحتج على جشع الشركات، أمام كاتدرائية سانت بول. وقالت الشرطة إنه تم اعتقال 20 شخصا في عملية «سلمية بنسبة كبيرة» لإخلاء خيام متظاهري حركة «احتلوا لندن» بناء على أمر قضائي بتفكيك المعسكر الاحتجاجي القائم منذ أربعة أشهر.

وقد حزم معظم النشطاء خيامهم وحقائبهم عندما أمرتهم الشرطة بالمغادرة بعد منتصف الليل، ولكن آخرين رفضوا الأمر وقاوموه.

وقال فيتو جوميز (31 عاما): «لن أغادر من تلقاء نفسي.. لذلك عليهم أن يجلوني». وقام نحو 20 ناشطا بوضع متاريس وحواجز في الميدان، وقالوا إنهم لن يرحلوا، ولكن قوات الشرطة أزالت الحواجز.

وقال المتحدث باسم شرطة مدينة لندن: «اعترضت أقلية محدودة من المتظاهرين عمل مسؤولي المحكمة، وجرى اعتقال 20 شخصا.. العملية كانت سلمية بصورة كبيرة».

وذكرت هيئة الإذاعة البريطانية (بي بي سي) أنه لم يعرف إذا ما كان تفريق المعتصمين قد أسفر عن وجود إصابات من عدمه، فيما قامت قوات الأمن بإزالة الخيام وكافة ما نصبه المحتجون التابعون لحركة «احتلوا لندن».

كان قد تمت إقامة الخيام في 15 أكتوبر (تشرين الأول) الماضي في أعقاب مظاهرات عالمية مناهضة للرأسمالية للاحتجاج على «الجشع والإسراف» اللذين كشفتهما الأزمة المالية العالمية.

وكان عدد المعتصمين أمام الكاتدرائية التي تعد أحد معالم لندن الشهيرة 300 شخص، ولكن عددهم تقلص خلال الأشهر الأربعة الماضية.

وكانت محكمة الاستئناف رفضت الأسبوع الماضي طلب استئناف قدمه محتجون ضد أمر الطرد. وقضت المحكمة العليا بأن عملية الطرد «قانونية ومبررة تماما».

وكان المحتجون يزمعون في الأصل التجمع أمام كاتدرائية سان بول ثم الزحف باتجاه المركز المالي لمدينة لندن من أجل «احتلال» منطقة سكوير مايل للبنوك والشركات. إلا أن قوات الشرطة أغلقت كل مخارج الأزقة والشوارع بالقرب من الكاتدرائية، وتركت المحتجين محاصرين بـ«حوائط من رجال الشرطة».

وصاح المحتجون بعبارات «إنها شوارعنا»، و«لنا حق الإضراب»، ورفعوا لافتات عليها عبارات مثل «لا لتخفيض (الوظائف)»، و«كافحوا من أجل كل وظيفة»، و«أصحاب البنوك حصلوا على إنقاذ مالي ونحن باعونا».. إلخ.

وقال موقع حركة «احتلوا لندن» إن الحركة تهدف لمعالجة عدم المساواة الاجتماعية والاقتصادية في بريطانيا وما وراءها، «كجانب من الحركة العالمية للديمقراطية الحقيقية».

وكانت حركة «احتلوا لندن» انطلقت من حركة «احتلوا وول ستريت» في نيويورك التي انطلقت في 17 سبتمبر (أيلول) الماضي حينما حاول عشرات المتظاهرين - غالبيتهم من الشباب - نصب خيام أمام مقر بورصة وول ستريت. وحينما منعتهم الشرطة حولوا اعتصامهم لمتنزه زوكوتي الذي يبعد قليلا عن مبنى البورصة وتملكه شركة «بروكفيلد» العقارية.

وتزايد عدد المحتجين وأقيمت بعض المنشآت لتقديم الطعام وبيع الكتب وتوفير الخدمة الطبية بموقع الاعتصام. حتى إن المعتصمين بدأوا يصدرون صحيفة خاصة بهم تحت عنوان «صحيفة احتلوا وول ستريت».

وينتقد المحتجون جشع الشركات والتفاوت الاجتماعي ومشكلات أخرى مثل تغير المناخ، ولكن حتى الآن لم يقدموا أي مطالب سياسية واضحة، كما لم يحددوا البرنامج الذي يريدونه للإصلاح. ومع ذلك وجدوا دعما قويا من شتى مناحي المجتمع، إذ يشعر عدد كبير من الأميركيين بالإحباط إزاء التعافي الاقتصادي البطيء بالبلاد إثر ركود استمر 3 سنوات، وكذا معدل البطالة المرتفع والمتواصل الذي سجل 9.1 في المائة.

وشهدت مدن كثيرة في العالم مظاهرات على غرار المظاهرات المناهضة لوول ستريت في الولايات المتحدة. وخرج الآلاف في روما وفرانكفورت ولندن وأثينا وأوسلو وأمستردام وكوالالمبور وأوتاوا وكالياري وفانكوفر وتورنتو ومونتريال وكيبك في كندا وسيدني ومدن أخرى حول العالم، احتجاجا على النظام المالي العالمي.