كلينتون تصف الرئيس السوري بأنه «مجرم حرب»

وزيرة الخارجية تطالب بـ51.6 مليار دولار لمهمات الولايات المتحدة الخارجية

هيلاري كلينتون (أ.ف.ب)
TT

أكدت وزيرة الخارجية الأميركية هيلاري كلينتون في شهادتها أمام لجنة المخصصات بمجلس الشيوخ صباح أمس أن الرئيس السوري بشار الأسد يمكن أن ينطبق عليه وصف «مجرم حرب»، قائلة إن هناك أدلة تتيح ملاحقته بتهم ارتكاب جرائم حرب، لكنها حذرت من أن استخدام هذا الخيار قد يعقد الوصول إلى حل للأزمة السورية.

وفي سؤال للسناتور ليندسي غراهام حول الأوضاع في سوريا وقدرتها على إدراج الرئيس بشار الأسد في فئة مجرمي الحرب بعد سقوط أكثر من 7500 قتيل خلال أعمال العنف في سوريا، وفقا لتقديرات الأمم المتحدة، قالت كلينتون: «لن يكون هناك جدل لإثبات أنه يناسب هذه الفئة».

وأوضحت كلينتون أن المجتمع الدولي يجب أن يقوم بهذا التوصيف، محذرة في الوقت نفسه أن اتخاذ هذه الخطوة وتوجيه اتهامات للأسد يجعل من الصعب دفعه إلى التنحي، وقالت: «استخدام مثل هذه التسميات تحد من الخيارات لإقناع الزعماء عن التنحي عن السلطة».

وقالت كلينتون في شهادتها: «عندما تسلمت المنصب، رأيت عالما يحتاج إلى أميركا لكنه يشكك في تركيزنا واستمرارنا. ووضعنا القيادة الأميركية على أسس راسخة للعقد القادم، بينما نقوم بالتراجع في بعض الأماكن.. وركزنا موقفنا كقوة في المحيط الباسفيكي ودمجنا الاقتصاد في دبلوماسيتنا، ومددنا اليد للانخراط مع الشعوب مع التركيز على الفتيات والنساء».

وأوضحت كلينتون أن دبلوماسية الولايات المتحدة في القرن الحادي والعشرين تركز على التوصل لطرق أكثر ذكاء للعمل في مجالي الدبلوماسية والتنمية، كما أنشأت مكتبين لمكافحة الإرهاب والتركيز على الطاقة والتركيز على مساعدة الدول الهشة اقتصاديا. وأشارت إلى أن الولايات المتحدة تقوم بعملية «مقايضة»، حيث طالبت في الميزانية بـ18 في المائة أقل في ميزانية أوروبا وآسيا الوسطي حتى يتم تعزيز برامج أخرى في أماكن أخرى، كما تراجعت في مجال المشتريات وتقوم بخطوات أكبر لتقليل التكلفة.

وقالت كلينتون «إن وزارة الخارجية الأميركية والوكالة الدولية للتنمية تطلبان مبلغ 51.6 مليار دولار للميزانية الخارجية للولايات المتحدة، وهي تشكل تراجعا بنحو 1 في المائة من الميزانية الفيدرالية رغم تزايد مسؤوليات الولايات المتحدة» ووضعت كلينتون أولويات لوزارتها، وهي الحفاظ على مهمات المصالحة في أفغانستان والعراق، مؤكدة أن حياة الشعب الأفغاني قد تحسنت في السنوات الأخيرة وأكدت الالتزام بالخروج من أفغانستان في نهاية 2014.. وقالت: «هذه ليست مهمة إلى ما لا نهاية، ووجودنا في أفغانستان مكننا من ملاحقة القاعدة والقضاء على زعمائها وملاحقتهم في ملاذاتهم الآمنة، ومساعدة الشعب الأفغاني ليست بالقدر الذي نأمله؛ لكن هناك تقدم ملموس بسبب تضحيات الجنود الأميركيين». وأضافت: «أقول بضمير مرتاح إن عملنا طوال السنوات الماضية خلق احتمالا كبيرا لمستقبل أفضل للأفغان».

وأوضحت كلينتون أن الإدارة الأميركية تبذل جهودا غير مسبوقة لبناء شبكة قوية من العلاقات في آسيا والمحيط الهادي وتعزيز التحالف وإطلاق حوار استراتيجي ومبادرات اقتصادية والانضمام إلى المؤسسات المتعددة الأطراف، وقالت «كل ذلك يضمن أن الولايات المتحدة سوف تظل تشكل قوة في المحيط الهادي».

وأكدت كلينتون أن من بين أولوياتها التركيز على موجة التغيير التي تجتاح العالم العربي ومنطقة الشرق الأوسط، وقالت «اقترحنا توفير 770 مليون دولار في صندوق للحوافز للشرق الأوسط وشمال أفريقيا، وسيكون دور هذا الصندوق دعم المقترحات ذات المصداقية لالتزام البلدان بالتغيير إلى الديمقراطية وبناء المؤسسات وقاعدة عريضة لنمو الاقتصاد في وقت لا يتيح لنا التنبؤ بالتطورات؛ لكنه يتيح لنا الاستجابة لجميع الاحتياجات غير المتوقعة على نحو يعكس ريادتنا في المنطقة».

وأوضحت أن طلب الميزانية يسمح بمساعدة الشعب السوري للبقاء على قيد الحياة في مواجهة الهجوم الوحشي والتخطيط لمستقبل من دون الأسد، مؤكدة كذلك على أهمية المساعدة المقدمة للمجتمع المدني في الأردن وتونس.