أوباما سيقدم «إنذارا نهائيا» لإيران في مؤتمر «أيباك»

إسرائيل تخشى من تطبيق نموذج كوريا الشمالية على إيران

TT

بينما قال مسؤولون عسكريون أميركيون إن إيران كثيرة الثقة في مفاعلاتها النووية التي بنتها تحت الأرض، خاصة مفاعل «الفردوس»، وإن البنتاغون يملك قنابل قادرة على اختراق الجبال وتدمير المفاعل، قالت مصادر إخبارية أميركية إن الرئيس باراك أوباما سيقدم «إنذارا نهائيا» إلى إيران عند إلقاء خطابه الأسبوع القادم بمؤتمر «أيباك» (اللجنة الأميركية الإسرائيلية للعمل العام)، أكبر منظمات اللوبي اليهودي في الولايات المتحدة، وإن «الإنذار النهائي» سيرافق اجتماع أوباما مع بنيامين نتنياهو، رئيس وزراء إسرائيل.

وقال جاي كارني، المتحدث باسم البيت الأبيض، أمس إن «كل الخيارات على الطاولة»، لكنه ركز على العمل الدبلوماسي والضغوط الاقتصادية. ورغم أنه لم يقارن الموقف الأميركي مع الموقف الإسرائيلي، فقد قال إن هناك «اتصالات مستمرة ومكثفة» بين البلدين. لهذا، قالت مصادر إخبارية أميركية إن «الإنذار النهائي» من أوباما ربما سيرضي إسرائيل واللوبيات اليهودية، خاصة «أيباك»، وأيضا مؤيديهم في الكونغرس.

وفي إجابة عن سؤال عن خطورة استعداء إيران، واحتمال تدخلها في أفغانستان، مثلما تدخلت في العراق، قال كارني إن الولايات المتحدة تضع ذلك في الاعتبار. وقالت مصادر إخبارية أميركية إن هذه إشارات إلى أن إسرائيل إذا شنت ضربة ضد المنشآت النووية الإيرانية، ستعقد الوضع في المنطقة، وإن إيران المتاخمة لأفغانستان تقدر على تكرار خطوات مثل تسليح المتمردين في العراق، وإنها لم تفعل ذلك في أفغانستان حتى اليوم، بصورة عامة، وإن هناك مخاوف حقيقية أنه إذا سارت الأمور سيرا خطأ بسبب هجوم إسرائيلي، سيكون ممكنا لإيران أن تبدأ في تسليح المتمردين في أفغانستان، وفي محاولة قتل جنود أميركيين هناك.

وقال كارني «نرى أنه من المؤكد أن أي عمل عسكري في هذه المنطقة سيكون سببا في زيادة عدم الاستقرار في المنطقة، وسيهدد الأمن هناك. نعم، إيران متاخمة لأفغانستان والعراق. ونعم، لدينا موظفون مدنيون في العراق. ونعم، لدينا عسكريون، بالإضافة إلى مدنيين، في أفغانستان. ونعم، هناك كل أنواع العواقب المحتملة للعمل العسكري في تلك المنطقة، وفي إيران على وجه التحديد». وأضاف كارني أن النهج الأميركي الحالي هو مواصلة السير في طريق الدبلوماسية، مقترنا بعقوبات «قاسية جدا»، بالإضافة إلى تصعيد الضغط على طهران، وإنه من المهم ملاحظة أن إيران لم تنفذ التزاماتها الدولية، ولم تقنع المجتمع الدولي لإثبات أنها ليست لديها طموحات في مجال الأسلحة النووية.

وفي إجابة عن سؤال بشأن ما ستفعل واشنطن إذا ضربت إسرائيل إيران، قال كارني إن السؤال افتراضي، لأن لدى واشنطن «التزاما لا يتزعزع بأمن إسرائيل»، وإنه «التزام غير مسبوق، خاصة في التعاون العسكري والاستخباراتي، وإن هذا الالتزام لم يكرره فقط الرئيس أوباما، ولكن أيضا مسؤولون في الحكومة الإسرائيلية، بما في ذلك رئيس الوزراء ووزير الدفاع». في الوقت نفسه، نشرت صحيفة «واشنطن بوست» تصريحات لمسؤولين عسكريين أميركيين قالوا فيها إن وكالات الاستخبارات الغربية ظلت، لسنوات، تراقب موقع «الفردوس» الصلب المحصن وسط الجبال، والذي صمم لتحمل أي هجوم جوي، وإن مسؤولين عسكريين إيرانيين قالوا إن الموقع «منيع تماما».

لكن حسب تصريحات العسكريين الأميركيين، الموقع «ليس منيعا»، وإنهم «على ثقة متزايدة في قدرتهم على توجيه ضربة خطيرة ضد الفردوس عندما يأمر الرئيس في أي وقت بتنفيذ هجوم». غير أن هؤلاء قالوا إنهم ليست لديهم أي خطة وشيكة لقصف الموقع، وحذروا من أن شن هجوم أميركي، أو إسرائيلي، سيكون سبب «مخاطر مدمرة، مثل ارتفاع أسعار النفط، وانتقام إيران، وزيادة التوتر في هذه المنطقة الهشة».

ومن جانبه، أعرب مصدر إسرائيلي رفيع عن قلقه من محاولة الإدارة الأميركية اعتبار تراجع كوريا عن تطوير مشروعها النووي «نموذجا صالحا للحالة الإيرانية». وقال إن أي مقارنة بين إيران وكورية هو خطأ فاحش. وقالت مصادر في تل أبيب، أمس، عشية سفر رئيس الوزراء، بنيامين نتنياهو، إلى واشنطن إن إسرائيل تصر على مطلبها بأن يعلن الرئيس الأميركي، باراك أوباما، أن الخيار العسكري ضد إيران ما زال قائما وبقوة أكبر.