بارونة من الأحرار في بريطانيا تستقيل من حزبها بعد تصريحات ضد إسرائيل

أقيلت سابقا من منصبها بعدما قالت إنها لو كانت فلسطينية لأصبحت انتحارية

جيني تونغ («الشرق الأوسط»)
TT

مرة أخرى يتصدر اسم النائبة البريطانية السابقة عن حزب الأحرار الديمقراطيين، أحد طرفي الائتلاف الحكومي، البارونة جيني تونغ الأخبار، والسبب تصريحات جديدة ضد إسرائيل ومع القضية الفلسطينية. واستقالت البارونة تونغ من كل مهام إدارة شؤون الحزب في مجلس اللوردات البريطاني، لكنها احتفظت بلقبها، بعد أن رفضت طلب زعيم الحزب نائب رئيس الوزراء نك كليغ، الاعتذار عما نقل عنها في ندوة في إحدى الجامعات البريطانية حول مصير دولة إسرائيل.

ونقل عن البارونة القول في الندوة التي نظمتها جامعة ميدل سيكس في غرب لندن، إن «إسرائيل لن تبقى إلى الأبد، وإنها ستحصد ما ستزرع». وقالت في الندوة التي احتد فيها النقاش وعلت فيها أصوات مؤيدي إسرائيل مقاطعين لها «حذار يا إسرائيل.. إسرائيل لن تكون هناك للأبد.. لأنه في يوم من الأيام ستمل الولايات المتحدة من دفع 70 مليار دولار في السنة لما أسميه حاملة الطائرات الأميركية في الشرق الأوسط.. وأقصد هنا إسرائيل». وأضافت «في يوم من الأيام سيقول الشعب الأميركي للوبي (مجموعة الضغط) الإسرائيلي في الولايات المتحدة.. كفى كفى.. لن تستمر إلى الأبد.. إسرائيل ستفقد التأييد وعندئذ ستحصد ما تزرع».

وكانت تونغ قد استقالت من منصبها كمتحدثة باسم الحزب لشؤون الأطفال عام 2004، بعدما طلب منها ذلك زعيم الحزب في حينه تشارلز كيندي عقابا لها على ما نقل عنها من قول عقب زيارتها للأراضي الفلسطينية ومشاهدتها لمعاناة الشعب الفلسطيني على الحواجز الإسرائيلية «لو كنت إسرائيلية لأصبحت انتحارية». وفصلت عام 2010 من منصبها كمتحدثة باسم الحزب لشؤون الصحة، بعد أن دعت إلى التحقيق في قيام فرق طبية إسرائيلية عملت في هايتي بعد الزلزال الذي ضربها بسرقة أعضاء بشرية من ضحايا الزلزال.

وأثار كلام تونغ حملة من الإدانات قادها السفير الإسرائيلي في لندن دانيال تسؤف. واعتبر زعيم الأحرار كليغ تصريحات تونغ «خاطئة وهجومية ولا تعكس قيم الحزب». وأضاف كليغ في بيان أن حزب الأحرار «فخور بسجل حملات الدفاع عن حقوق الفلسطينيين، وأن هذا الموقف سيستمر، لكن موقفنا واضح من تأييد حل الدولتين».

وطلب كليغ من البارونة تونغ سحب تصريحاتها والاعتذار عنها، لكنها رفضت وتركت الحزب. وقالت تونغ إن تصريحاتها أخرجت من سياقها، وجاءت خلال اجتماع عاصف في الجامعة حاول خلاله مؤيدون لإسرائيل عرقلة كلمتها. وجاء تعليقها هذا احتجاجا على معاملة إسرائيل للفلسطينيين في قطاع غزة والضفة الغربية، وكذلك معاملتها لمواطنيها من الفلسطينيين. وأضافت «طلبت مني قيادة الحزب أن أعتذر لكني رفضت ذلك وقررت الاستقالة من مهام إدارة شؤون الحزب في مجلس اللوردات». وأعربت عن إحساسها بخيبة الأمل لأن قيادة حزبها لم تتشاور معها بشأن ما نقل على لسانها، وأذعنت لمطالب وضغوط اللوبي الإسرائيلي. واتهمت البارونة تونغ إسرائيل بالعمل «ضد القانون الدولي واتفاقات جنيف وحقوق الإنسان، وأنها تفعل ذلك وهي تتمتع بالحصانة». وحذرت من أنه «في حال لم تتخذ أحزابنا السياسية إجراءات حيال ذلك، فيتعين على الأفراد أن يفعلوا».

وقال زعيم حزب العمال إد ميليباند معلقا على صفحته على موقع التواصل الاجتماعي «تويتر»: «ليس ثمة مكان في السياسة لمن يشككون في وجود دولة إسرائيل».