تلميذ كردي يقتل معلمه الأميركي داخل المدرسة

انتحر بعد قتله في السليمانية

طالبتان مصدومتان بعد خبر مقتل معلمهما الأميركي في السليمانية أمس (رويترز)
TT

تحول يوم دراسي عادي في إحدى المدارس النموذجية في السليمانية أمس إلى يوم دام بعد أن قتل تلميذ معلمه الأميركي إثر نشوب خلاف بينهما. وبعد قتل الأستاذ داخل الصف الدراسي، وجه التلميذ مسدسه إلى رأسه وانتحر.

وأعلن محافظ السليمانية زانا محمد صالح، أن خلافا دب بين التلميذ ومعلمه الأميركي ونتيجة لهذا الخلاف قتل التلميذ معلمه بالرصاص باستخدام مسدس كان معه ثم انتحر.

وقال صالح إن المعلم الأميركي يدعى جيرمايا سمول، بينما يدعى التلميذ بيار سرور. وأضاف أنه لا يستطيع أن يقول إن هناك بعدا سياسيا أو دينيا للحادث، وأن التحقيق لا يزال جاريا، مشيرا إلى أنه حادث جنائي.

والمعلم الأميركي من مواليد ولاية واشنطن الأميركية وعمره 33 عاما، يقيم في مدينة السليمانية منذ خمس سنوات معلما بإحدى مدارسها النموذجية.

وأكد سركوت أحمد المتحدث الرسمي باسم قيادة شرطة السليمانية، لـ«الشرق الأوسط»، أن المعلم المذكور لقي مصرعه جراء إطلاق النار عليه من أحد تلامذة مدرسة «ميديا» النموذجية بحي «كاريزة وشك» بمدينة السليمانية، وهو البالغ من العمر 17 عاما. وأشار أحمد إلى أن «السلطات الأمنية باشرت تحقيقاتها في الحادث بعد أن تم إلقاء القبض على الجاني الذي يرقد حاليا بغرفة العناية المركزة بمستشفى السليمانية جراء إصابته بطلق ناري في رأسه عندما حاول الانتحار بعد قتل المعلم الأميركي، وهو الآن تحت الرقابة الطبية المكثفة بسبب حالته الحرجة جدا».. وكان أحمد يتحدث بينما الطالب بيار في المستشفى حيث نقل لمعالجته قبل أن يتوفى في وقت متأخر من مساء أمس، قبل علمه بذلك.

وحول دوافع الجريمة التي ارتكبها الطالب والتي قيل إنها كانت بسبب نزاع ديني بين المعلم والطالب، قال متحدث الشرطة «نظرا لسوء الحالة الصحية للطالب وعدم استقرارها حاليا، فمن الصعب استجوابه لكشف أسباب ودوافع الجريمة، وقد سألنا زملاءه التلامذة عن ذلك فأكدوا لنا وجود نزاع سابق بين الطالب والمعلم، ولكنهم لم يشيروا إلى وجود أي نزاع ديني كدافع للجريمة».

وبسؤال متحدث الشرطة عن كيفية السماح للطالب بحمل مسدس شخصي وهو الذي ارتكب به جريمته، وخاصة أنه يدرس بمدرسة نموذجية، قال «نعم المدرسة نموذجية وهي بالأساس مدرسة ثانوية يدرس فيها تلاميذ صغار، والجاني في مقتبل العمر، وهو طالب في الصف الحادي عشر، ولكن حسب المعلومات الأولية التي حصلنا عليها من إدارة المدرسة والطلاب فإن الجاني بعد أن تنازع مع معلمه عاد إلى منزله ليجلب المسدس ولم يكن معه أثناء دوامه بالمدرسة». ونفى المتحدث الرسمي باسم قيادة شرطة السليمانية الأنباء التي نشرها موقع «سبه ي» الكردي الذي تديره حركة التغيير المعارضة أمس، «من أن الجاني هو حفيد لشقيق الرئيس العراقي جلال طالباني»، مؤكدا أن «الجاني لا يمت بأي صلة لعائلة الرئيس طالباني».

ويعد الحادث هو الأول من نوعه منذ قدوم الأميركيين إلى العراق عام 2003، حيث لم يلق أي أميركي مصرعه في كردستان، سواء كان جنديا بالقوات التي دخلت العراق، أو من الوفود الزائرة، أو المقيمين في كردستان.

وكانت الدراسة قد تعطلت أمس بتلك المدرسة بعد أن سارع أهل التلامذة إلى المدرسة لسحب أبنائهم منها، وخيمت حالة من الفزع والخوف بين التلامذة.

يذكر أن مدرسة «ميديا» هي إحدى المدارس النموذجية التي أنشئت في العديد من محافظات إقليم كردستان، حيث يتلقى طلابها دروسهم فيها باللغة الإنجليزية حصرا.