تونس: حكومة الجبالي تتهم المعارضة بالتحضير لـ«مؤامرة» عليها

قيادي في المعارضة ينفي وجودها ويعتبر الأمر مجرد تجاذبات طبيعية

TT

فوجئت الساحة السياسية التونسية بتصريحات أدلى بها أمس لطفي زيتون، المستشار السياسي لحمادي الجبالي، رئيس الحكومة، حول وجود اتصالات مكثفة بين قيادات سياسية تونسية معارضة وجهات أجنبية تروم التخطيط لإسقاط الحكومة، وإجهاض عملها تمهيدا للانقلاب عليها والانقضاض على الحكم.

وقال زيتون، إن وجوها سياسية لم يسمها استقبلت مسؤولين أوروبيين وأميركيين زاروا تونس وتفاوضت معهم حول منع كل أنواع الدعم عن حكومة الجبالي، وحجب القروض عنها، مرددين لدى أولئك المسؤولين الأجانب أن الحكومة المنتخبة في طريقها إلى الاندثار ولا يمكن المجازفة بتوقيع اتفاقيات من أي نوع معها.

واعتبر مستشار رئيس الحكومة أن المعلومات التي لديه مؤكدة وهي عبارة عن مؤامرة لإسقاط الحكومة والانقلاب على الشرعية خلال شهر مارس (آذار) الحالي. وقال إن حكومة بديلة قد تشكلت بين الأطراف المعارضة لحكم الائتلاف الثلاثي الذي يقود تونس بعد انتخابات 23 أكتوبر (تشرين الأول) الماضي.

وكشف زيتون، من ناحية أخرى، طلب أطراف من المعارضة من سفارات غربية التوقف عن دعم الحكومة الحالية، وتأجيل الاستثمار مما قد يؤدي إلى غضب الشعب وتدهور الأوضاع الاقتصادية، وتنتهي الوضعية بثورة جديدة تسفر عن إسقاط حكومة الجبالي.

وكانت حركة النهضة قد فازت في الانتخابات التي جرت يوم 23 أكتوبر بنسبة تجاوزت 44 في المائة، وهي التي تقود الائتلاف الحكومي.

ويواجه الائتلاف الثلاثي الحاكم موجة اعتصامات واحتجاجات تربك السير الطبيعي لعمل السياسي. ويتهم الائتلاف الأقلية المعارضة بعرقلة برامجه والضغط على الحكومة عن طريق الشارع المطالب بالتنمية والتشغيل.

وفي سياق ذلك، قال نور الدين العرباوي، القيادي في حركة النهضة، إن المؤامرة مؤكدة، مشيرا إلى أن أطرافا سياسية حملت شعار «إسقاط النظام» يوم السبت الماضي في مسيرة نظمتها المنظمة العمالية (الاتحاد العام التونسي للشغل).

وذكر العرباوي لـ«الشرق الأوسط»، أن حكومة الجبالي كانت مترددة في الإعلان عن مخطط المؤامرة لما قد تخلفه من مشاكل سياسية ولكنها في نهاية الأمر قررت الكشف عنها، مشيرا إلى أن الحكومة مطالبة بعد فترة وجيزة بالكشف عن المتورطين مع سفارات أجنبية لما تمثله تلك العملية من مخاطر على أمن واستقرار البلاد.

ومن ناحيته، نفى عادل الشاوش، عضو المكتب السياسي لحركة التجديد المعارض نفيا قاطعا وجود مؤامرة ضد الائتلاف الحاكم. وقال لـ«الشرق الأوسط»: «لا وجود ألبتة لمؤامرة، ولكن التجاذبات السياسية، وضغط الشارع وصعوبة المرحلة تقف وراء هذه التصريحات»، على حد قوله.

وأضاف الشاوش، أن القصور الذاتي في عمل الحكومة، ونقص الخبرة في إدارة الشأن العام، ووجود صعوبات مرحلية موضوعية، هي التي تفسر اليوم العلاقة بين الحكومة والمعارضة.

ولم يخف الشاوش تبرمه من تلك التجاذبات، معتبرا أنها «في غير محلها من كل الأطراف، ولا بد من الضغط على الفرامل وتحمل المسؤولية والابتعاد عن كل أشكال الاحتقان والتفكير الجدي في حلول اقتصادية واجتماعية تستجيب لطموحات الشباب الثائر على البطالة والظلم والفساد».