مقتل جنديين من «الأطلسي» برصاص أفغانيين أحدهما رجل أمن

الأمم المتحدة تدعو لمعاقبة المتورطين في إحراق المصاحف بأفغانستان

ممثل الأمم المتحدة يان كوبيس يتحدث خلال مؤتمر صحافي في كابل أمس (رويترز)
TT

أعلن حلف شمال الأطلسي أن أفغانيين، أحدهما جندي مفترض، قتلا جنديين من قوات الحلف بالرصاص في هجوم بجنوب أفغانستان أمس. وقالت قوة «إيساف» التابعة للحلف في بيان إن «عنصرين أحدهما يفترض أنه جندي أفغاني والآخر يرتدي لباسا مدنيا صوبا سلاحيهما على عسكريين أفغان من (إيساف)، وقتلا جنديين من القوة الدولية».

ومن جهته، قال مسؤول إقليم زهاري نياز محمد سرهادي لوكالة الصحافة الفرنسية إن «أستاذا أفغانيا أخذ سلاحا من جندي وفتح النار على أميركيين ما أدى إلى مقتل اثنين منهم. ورد الجنود مما أدى إلى مقتل الأستاذ والعسكري الأفغانيين». ولم تكشف «إيساف» على الفور هوية أو جنسية الضحايا.

وجاء مقتل الجنديين بعد مقتل اثنين من كبار الضباط الأميركيين بالرصاص في وزارة الداخلية الأفغانية يوم السبت الماضي على يد من قال مسؤولو أمن أفغان إنه مسؤول بمخابرات الشرطة الأفغانية. وأفيد بأن هجوم السبت نفذ بعد تعليقات حول موضوع إحراق المصاحف أثارت غضب المسؤول الأمني الأفغاني.

وانضمت الأمم المتحدة أمس إلى الرئيس الأفغاني حميد كرزاي في مطالبة الجيش الأميركي باتخاذ إجراء تأديبي بحق من أحرقوا نسخا من المصحف في قاعدة تابعة لحلف شمال الأطلسي، واصفة الحادث بأنه «خطأ فادح».

وعلى الرغم من اعتذار الرئيس الأميركي باراك أوباما، فقد أذكى إحراق نسخ المصحف في قاعدة باغرام، شمال العاصمة كابل، موجة من الغضب ضد الغرب في أنحاء البلاد. وسقط 30 قتيلا على الأقل في الاحتجاجات.

وقال يان كوبيس، ممثل الأمين العام للأمم المتحدة الخاص في أفغانستان في مؤتمر صحافي: «بعد الخطوة الأولى بتقديم اعتذار قوي، يجب أن تكون هناك خطوة ثانية تتضمن اتخاذ إجراء تأديبي»، ولم يخض كوبيس في تفاصيل الإجراء التأديبي الذي يتعين اتخاذه.

وقال أوباما في رسالة اعتذار لكرزاي، الأسبوع الماضي، إن إحراق المصاحف كان عملا «غير متعمد» و«خطأ». وأبدى كوبيس أسفه للهجوم الذي وقع على مجمع للأمم المتحدة في إقليم قندوز في شمال البلاد، الأسبوع الماضي، في محاولة لأن ينأى بالمنظمة الدولية عن الغضب المعادي للغرب في أفغانستان. ونقل موظفو الأمم المتحدة في أنحاء البلاد من أماكنهم إلى أماكن أخرى. وقال كوبيس: «لسنا نحن الذين أحرقوا المصاحف. نكن للإسلام احتراما عميقا». وأضاف في تصريح يعد من أقوى التصريحات صياغة تصدره منظمة دولية إلى الآن بشأن إحراق المصاحف: «تضررنا بشدة من السماح للجيش الدولي بالتعامل مع المصاحف بعدم احترام. أعلنا رفضنا وإدانتنا لهذا الفعل، ولا يهم أن ذلك كان بطريق الخطأ».

وجاءت دعوة بعثة المعاونة التابعة للأمم المتحدة في أفغانستان لاتخاذ إجراء تأديبي، بعد أن طالب الرئيس كرزاي بمحاكمة المتورطين في إحراق المصاحف علانية ومعاقبتهم. وقال إنهم جميعا جنود أميركيون. وتقول قوة المعاونة الأمنية الدولية التابعة لحلف الأطلسي إن أي إجراء تأديبي «يعتبر ضروريا» ستتخذه السلطات الأميركية بعد مراجعة دقيقة للوقائع من خلال تحقيق.

ومن المتوقع أن تعلن قريبا نتائج تحقيقات منفصلة أجراها حلف الأطلسي والسلطات الأفغانية في الحادثة. وقد تندلع احتجاجات جديدة، إذا اعتبر أن فرق التحقيق تساهلت أكثر مما ينبغي مع من أحرقوا المصاحف. ويعتقد أن الحادثة دفعت أيضا شرطيا عمره 25 عاما إلى قتل ضابطين أميركيين كبيرين داخل وزارة الداخلية الأفغانية. وأثار الهجوم تساؤلات بشأن استراتيجية حلف الأطلسي التي تقضي باستبدال الوحدات القتالية الكبيرة بمستشارين في إطار جهود الحلف لإنهاء الحرب.