روسيا تتحسب لمظاهرات بعد انتخابات الأحد.. وتتهم واشنطن بالتأثير على الاقتراع

بوتين يحذر من فوضى وعمليات اغتيال.. والمعارضة تستعد لنصب خيام قرب الكرملين

بوتين (يسار) أثناء وصوله لترؤس اجتماع حكومي في موسكو أمس (أ.ف.ب)
TT

اتهمت روسيا أمس الولايات المتحدة بمحاولة التأثير على الانتخابات الرئاسية المرتقبة الأحد عبر تمويل مجموعات معارضة. وقال وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف في مقابلة نشرتها صحيفة «روسيسكايا غازيتا» الحكومية على الإنترنت إن «الأيام التي يمكن فيها إلقاء محاضرات أو عظات على روسيا قد ولت. إن شركاءنا الأميركيين يدركون هذا الأمر جيدا، لكن يبدو أن المقاربات الماضية والنمطية في واشنطن لا تزال قائمة». وأضاف: «نرد بحزم على أي محاولات للتأثير على العملية السياسية والانتخابية في روسيا، بما في ذلك تمويل منظمات مجتمع مدني».

جاء هذا فيما حذر فلاديمير بوتين، المرشح الأوفر حظا للفوز في انتخابات الأحد، من احتمال لجوء عناصر متطرفة من المعارضة لما من شأنه إثارة الفوضى والارتباك في أعقاب الإعلان عن نتائج الانتخابات. ولم يستبعد بوتين خلال لقاء مع أنصاره من أعضاء الجبهة الشعبية، قيام مثل هذه العناصر بعمليات اغتيال يروحون بعدها بتوجيه الاتهامات إلى السلطة بتنفيذها، وناشد الجميع الارتقاء بالثقافة السياسية إلى ما يتناسب مع مقتضيات المرحلة. وأكد عزمه على تنفيذ كل ما وعد به في مقالاته السبعة التي نشرها وكانت بمثابة برنامجه الانتخابي السياسي والاقتصادي والاجتماعي. وشدد على ضرورة وجود الأجهزة الإعلامية الفعالة، مؤكدا عدم عقلانية فرض أية قيود عليها، وهو الذي طالما اتهمه معارضوه بخنق حرية الكلمة والحد من الحريات وإخضاع كل وسائل الإعلام المرئية والمسموعة والمكتوبة لسيطرة «موظفي إدارة الكرملين».

وفيما طالب بوتين أنصاره بتوخي الحذر وعدم الانسياق إلى مواجهات غير محسوبة لا سيما بعد إعلان الكثير من الحركات المعارضة عن عزمها الخروج احتجاجا على نتائج الانتخابات في الخامس من مارس (آذار) الحالي، أعلن تنظيم «ناشي» (خاصتنا) الموالي للحزب الحاكم عن عزمه التصدي لفصائل المعارضة التي تهدد بنصب مخيماتها على مقربة من الكرملين في اليوم التالي للانتخابات الرئاسية، والذي يتوقع أن يُعلن فيه عن فوز بوتين.

وكانت السلطات المحلية للعاصمة الروسية رفضت منح أي تصاريح لإقامة مظاهرات أو تجمعات جماهيرية على مقربة من الكرملين وطرحت على قيادات المعارضة ساحة «بولوتنايا» على الجانب الآخر من نهر موسكو المواجه للكرملين. وقالت مصادر المعارضة إن النشطاء يعتزمون الخروج إلى قلب العاصمة دون تصاريح رسمية وإنهم استعدوا لنصب خيامهم على مقربة من الكرملين وإقامة ما يشبه «الميدان». وكان زعماء المعارضة انقسموا على أنفسهم حول فكرة الخروج غير الشرعي إلى وسط العاصمة، في وقت عاد المسؤولون في بلدية موسكو إلى تحذيرهم من مخالفة القانون، بينما كشفت المصادر الأمنية عن استعدادات أجهزة الشرطة لمواجهة أي تحد من جانب المتظاهرين.

ومن محبسه، انضم ميخائيل خودوركوفسكي إلى الحركات المعارضة من خلال مقال أودعه وصاياه السبع التي ناشدها فيها استبعاد أية سيناريوهات راديكالية مثل «اقتحام الكرملين». ودعا خودوركوفسكي إلى رأب الصدع بين فصائل المعارضة وعدم الانجرار وراء مكاسب آنية والتركيز على الاستمرار في المظاهرات السلمية والذهاب إلى مراكز الاقتراع والحرص على الإدلاء بأصوات ممثلي المعارضة من أجل انتخابات نزيهة، وبما يمكن معه الإعلان عن جولة ثانية. وحرص خودوركوفسكي كذلك على مناشدة ممثلي المعارضة على العمل من أجل حشد قواهم في إطار حزبين أو ثلاثة على أكثر تقدير مع ضرورة استمالة العناصر التي تنشق على فريق بوتين والانتشار أكثر في الأقاليم. وكشف خودوركوفسكي عن ملامح خطة تقول بضرورة حل البرلمان والإعلان عن انتخابات برلمانية مبكرة عام 2013 والدعوة إلى جمعية تأسيسية تعكف على دراسة تعديل الدستور من أجل تعديل النظام الرئاسي في روسيا إلى نظام برلماني رئاسي بما يمكن أن يتبعه الإعلان عن انتخابات رئاسية مبكرة عام 2015 دون الانتظار حتى عام 2018 الموعد الدستوري المقرر لانتهاء الولاية الثالثة لفلاديمير بوتين.