مساعد وزيرة الخارجية الأميركية: شعبية الأسد في الدول العربية وصلت إلى «الحضيض»

فيلتمان: سوريا لم تكن حليفتنا ولا تسلمت منا مساعدات

فيلتمان وفورد أمام لجنة العلاقات الخارجية بمجلس الشيوخ الأميركي أمس (أ.ف.ب)
TT

قال مساعد وزيرة الخارجية الأميركية لشؤون الشرق الأدنى جيفري فيلتمان، أمس، إن خروج منظمة حماس الفلسطينية من سوريا «عرى نظام (الرئيس السوري بشار) الأسد»، مؤكدا أن الأسد لم يعد يتمتع بشعبية، ليس فقط في سوريا، ولكن أيضا في الدول العربية.. مشيرا إلى أن استفتاء أخيرا (أجراه مركز «زغبي» الأميركي) حول شعبية الرئيس السوري في الدول العربية، أوضح أنها «في الحضيض».

وفي ذات جلسة الاستجواب أمام لجنة العلاقات الخارجية التابعة لمجلس الشيوخ الأميركي عن سوريا، قال السفير الأميركي لدى سوريا، روبرت فورد، الذي ترك سوريا قبل شهرين، إن غضب السوريين ليس فقط على نظام الأسد، وإنما أيضا على الدول والمنظمات الأجنبية التي تؤيده، وأشار إلى حزب الله وإيران وروسيا والصين، موضحا أن السوريين يقومون بحرق أعلام هذه الدول إلى جانب أعلام حزب الله اللبناني.

وعن قدرة أميركا على التحرك بقوة في سوريا، قال فيلتمان وفورد إن الولايات المتحدة لم تكن لها علاقات قوية مع سوريا قبل الثورة، وإن سوريا بدورها لم تكن من الدول التي تسلمت مساعدات أميركية كبيرة، كما أنها لم تكن حليفة، ولهذا «قلّت أوراق اللعبة التي كان يمكننا استعمالها».

وفي إجابة عن أسئلة من أعضاء الكونغرس عن دور الإسلاميين، قال فورد إن على الولايات المتحدة التركيز على إنهاء الديكتاتورية الحالية، وأيضا على تأكيد أنها لا تريد أن تستبدل ديكتاتورية بديكتاتورية، مشيرا إلى أنه، خلال اجتماعاته مع قادة المعارضة، سمع منهم التزاما بتأسيس نظام ديمقراطي سلمي تعددي.

وركز فورد على أهمية عدم استهداف العلويين في سوريا، وذلك حتى لا يتحول الصراع إلى مذهبي. وأشار إلى دروز سوريا، وقال إنهم يتحولون من تأييد الأسد إلى معارضته، وإنهم ظلوا لسنوات طويلة حلفاء للعلويين، موضحا أنه بدأت تحدث انقسامات حتى وسط العلويين. واختلف السفير فورد مع سيناتور ركز على دور الإسلاميين، وخاصة تنظيم القاعدة، في سوريا، وقال فورد إن الوضع لم يتحدد بعد، وإن الولايات المتحدة بتأييدها لرحيل الأسد، وهو نفس هدف الإسلاميين والمتطرفين، لا تريد أن تتحالف مع الإسلاميين أو المتطرفين، وقلل فورد من قلق بعض أعضاء اللجنة من أن تسليح الولايات المتحدة للمعارضة، بطريقة أو بأخرى، يمكن أن يضع هذه الأسلحة في يد «القاعدة»، أو منظمات إرهابية أخرى.

وقال مساعد الوزيرة إن الخطوة التالية هي التركيز على الجانب الإنساني، وإن هناك مشروع قرار يمكن أن يقدم إلى مجلس الأمن، معبرا عن أمله في إمكانية إقناع روسيا والصين بتأييد عمليات إنسانية في سوريا، وقال إن مجلس الأمن لن يرسل مساعدات إنسانية فقط، ولكن أيضا سوف يطلب تعهدا من نظام الأسد بحماية الذين يقدمون هذه المساعدات، وبالسماح لهم بالوصول إلى «أي مكان يريدون الوصول إليه». وقال فيلتمان إن الولايات المتحدة، منذ البداية، كررت أهمية رحيل الأسد، وإنها سبقت في هذا الدول العربية، التي لم تقل ذلك بصورة واضحة، حتى الآن، مضيفا أن «الأمل ليس فقط إصدار قرار من جامعة الدول العربية يوضح صراحة أهمية رحيل الأسد، ولكن أيضا أن تكون هذه هي رغبة المجتمع الدولي».

وقال إن هذا، إذا حدث، «سيحسم الهدف، وإن لن يحسم الوسيلة». وفي إجابة عن سؤال حول تأييد روسيا والصين لنظام الأسد، قال فيلتمان إن الدولتين تريدان «تحدي ما تريانه سيطرة الغرب على الوضع الدولي»، إلى جانب ما تحصل عليه البحرية الروسية من تسهيلات بحرية في «مكان مهم، والوحيد، في البحر الأبيض المتوسط». وعن تسليح المعارضة، اتفق فيلتمان وفورد على أن المعارضين اضطروا لأن يحملوا السلاح «للدفاع عن أنفسهم»، وقالا إن «هذه طبيعة بشرية»، لكنهما لم يقترحا أن تعلن الولايات المتحدة تأييدها لتسليح المعارضة. وعن أسلحة الدمار الشامل التي يملكها نظام الأسد، عبر أعضاء في اللجنة عن قلقهم من احتمال «وقوعها في أيدي إرهابيين»، ورد مساعد الوزيرة بأن «الجهات المعنية تتخذ خطوات مكثفة لضمان عدم وقوع هذه الأسلحة في أيدي إرهابيين».