اليمن: 22 جريحا في تفجير وسط مظاهرة بصعدة.. والحوثيون يتهمون السفير الأميركي

مظاهرات في صنعاء وباقي المدن للمطالبة بإعادة «هيكلة» الجيش اليمني

جندي يمني يراقب آلاف اليمنيين الذين شاركوا في مظاهرة تطالب بإعادة هيكلة الجيش ووحدات الأمن في صنعاء أمس (إ.ب.أ)
TT

سقط أكثر من 20 يمنيا جرحى، أمس، في انفجار قنبلة وسط حشد من المتظاهرين في محافظة صعدة بشمال البلاد، في وقت شهدت فيه المدن اليمنية مظاهرات للمطالبة بإعادة هيكلة المؤسستين العسكرية والأمنية.

وقالت مصادر محلية في محافظة صعدة: إن ما لا يقل عن 22 شخصا سقطوا جرحى في انفجار قنبلة وسط متظاهرين من أنصار عبد الملك الحوثي، خرجوا في مظاهرة تندد بما سموه «التدخل الأميركي» في الشؤون اليمنية، وتحديدا الجيش والأمن. وأورد المكتب الإعلامي للحوثي أسماء الجرحى، واتهم، في بيان صادر عنه، حصلت «الشرق الأوسط» على نسخة منه، الولايات المتحدة بالوقوف وراء التفجير وبالتحديد السفير الأميركي في صنعاء، وقال البيان: «نؤكد أن هذا التفجير جاء لاستهداف موقفنا الرافض للتدخلات الخارجية التي يقوم بها جيرالد فايرستاين، السفير الأميركي لدى اليمن، مثل تدخله في هيكلة الجيش والأمن ومساعيه الشيطانية لتغيير عقيدة الجيش اليمني، كما هو استهداف لموقفنا المشجع لكل الأحرار والمستضعفين الذين يئسوا من مواقف بعض الأحزاب والقوى التي خذلت الشعب».

وأضاف البيان الصادر عن الحوثي أن السفير فايرستاين يقف وراء الحادث بـ«عناصره العميلة التي يوزعها بين الشعب ويوزع عليها المهام؛ فبعضهم يزج بهم إلى القتال كما في عاهم وكتاف وبعضهم إلى التفجيرات كما حدث اليوم في صعدة وغيرها من المحافظات الأخرى». وأردف أن «هذا التفجير الفاشل لن يثنينا عن التمسك بمطالب الشعب والاستمرار في الثورة والثبات على المطالبة بأهدافها والاستمرار فيها؛ كونها ستكشف عن العدو الحقيقي للثورة وستعرف الأحرار في الشعب اليمني من هو العدو الحقيقي لثورتهم».

إلى ذلك، خرجت مظاهرات في العاصمة صنعاء ومعظم المحافظات اليمنية بدعوة من اللجنة التنظيمية للثورة الشبابية اليمنية، ورفع المتظاهرون والمتظاهرات شعارات تطالب بإعادة هيكلة المؤسسة العسكرية، سواء الجيش أو الأمن، قبل الدخول في الحوار الوطني المزمع إجراؤه قريبا في اليمن، في ضوء المبادرة الخليجية لحل الأزمة في اليمن.

على صعيد آخر، أصدر الرئيس اليمني الجديد، المشير عبد ربه منصور هادي، مساء أول من أمس، أول قراراته؛ حيث نص قرار جمهوري على تعيين المهندس وحيد علي رشيد محافظا لمحافظة عدن، في حين نص قرار آخر على تعيين اللواء مهدي مقولة، نائبا لرئيس هيئة الأركان العامة للقوى البشرية، بينما نص القرار الثالث على تعيين اللواء سالم علي قطن قائدا للمنطقة العسكرية الجنوبية، قائدا للواء 31 مدرع.. ومقولة هو أول المسؤولين العسكريين المقربين من الرئيس السابق علي عبد الله صالح الذي يغادر منصبه بقرار من الرئيس الجديد، في الوقت الذي عين رئيس الوزراء، محمد سالم باسندوة، مديرا جديدا لأمن محافظة عدن هو العميد الركن صادق حيد، وقد كان يشغل منصب رئيس العمليات في وزارة الداخلية.

من جهة أخرى، أكد أوليفر روبنز، مساعد رئيس الوزراء البريطاني لشؤون الأمن، أن بلاده ستحرص على «العمل لحشد الدعم اللازم لمساعدة اليمن اقتصاديا». وقال في اتصال هاتفي أجراه مع الرئيس اليمني عبد ربه منصور هادي: «نحن نعمل مع فريقكم ومع الشركاء لعقد مؤتمر أصدقاء اليمن في الرياض في شهر أبريل (نيسان) المقبل، وسنعمل مع حكومتكم وحكومة المملكة العربية السعودية من أجل ضمان أن يكون ضمن أولويات المؤتمر الوضع الاقتصادي في اليمن وحشد الدعم اللازم من حيث الاستثمارات وتنفيذ المشاريع التنموية». وأضاف: «سنعمل مع الشركاء من أجل ضمان أن يفي الشركاء بالوعود التي قطعوها على أنفسهم سابقا من حيث المساعدة الاقتصادية لليمن ولإيجاد مشاريع تساعد في امتصاص العمالة».

وحسب مصادر رسمية فإن المسؤول البريطاني أوضح للرئيس اليمني هادي أن «بريطانيا ستقدم كل ما بوسعها من أجل الحفاظ على وحدة اليمن ومكافحة الإرهاب»، وأنها «ستكيف دعمها بما يتوافق مع الخطط التي تضعها الحكومة اليمنية».