وفاة الطالب قاتل المدرس الأميركي في كردستان.. والشرطة تؤكد: لا دوافع دينية

حكومة الإقليم تصدر قرارا بمنع حمل السلاح في المدارس والجامعات والدوائر الرسمية

أم تواسي ابنتها الطالبة في مدرسة «ميديا» بعد حادث إطلاق النار أول من أمس (أ.ب)
TT

تمضي قيادة شرطة مدينة السليمانية بتحقيقاتها في ملابسات مقتل المدرس الأميركي جيريمايا سمول الذي لقي حتفه أول من أمس على يد أحد طلابه، فيما أكدت مصادر أمنية أن القاتل بيار سرور «توفي في مستشفى طوارئ السليمانية متأثرا بجراحه، وسلم جثمانه إلى ذويه بمديرية الطب العدلي».

وكان سرور الطالب في الصف الحادي عشر في مدرسة «ميديا» النموذجية بالسليمانية قد أدخل المستشفى أول من أمس بعد أن أطلق رصاصة على رأسه محاولا الانتحار داخل صفه إثر قتله المدرس الأميركي.

في غضون ذلك أصدرت حكومة إقليم كردستان قرارا بوقف إعطاء تراخيص حمل السلاح بكافة أشكاله، ومنع إدخال أي نوع من الأسلحة إلى المدارس والجامعات والدوائر والمؤسسات، تمهيدا لصدور قانون برلماني يمنع حمل السلاح الشخصي لأي سبب كان.

وفي الوقت الذي تتضارب فيه التصريحات حول ملابسات ودوافع الجريمة التي أودت بحياة المواطن الأميركي في كردستان، وهو أول حادث قتل يتعرض له الأميركيون في الإقليم منذ سقوط النظام العراقي السابق، أكد متحدث قيادة شرطة السليمانية في اتصال هاتفي مع «الشرق الأوسط» أن التحقيقات الأولية تؤكد عدم وجود أية دوافع سياسية أو دينية وراء الحادث، «فالطالب الجاني من عائلة أرستقراطية معروفة في المدينة ووالده يعمل طبيبا ووالدته مهندسة، وقد تربى بدلال داخل الأسرة، وحدثت مشادة بينه وبين مدرسه داخل الصف فانفجر غضبا وأخرج مسدسا من حقيبته المدرسية وأطلق أربع رصاصات على المعلم فأرداه قتيلا داخل الصف، ثم حاول الانتحار بإطلاق رصاصة على رأسه ونقل على أثر ذلك إلى المستشفى، لكن لخطورة إصابته بالرأس توفي في المستشفى أثناء إجراء عملية جراحية طارئة له».

وأكد النقيب سركوت أحمد، المتحدث باسم شرطة السليمانية، أن «الطالب المذكور لم يعرف عنه انتماؤه إلى أي تنظيم سياسي أو ديني، وأنه اقترف جريمته تحت تأثير الغضب وليس كما يقال نتيجة مشادة بينه وبين مدرسه حول مناقشة دينية».

وكانت تقارير صحافية قد أشارت إلى حدوث صدام بين الطالب والمعلم على خلفية نزاع ديني، مشيرة إلى أن الطالب المذكور «سبق وأن وجه تهديدات لعدة مرات إلى المدرس في أوقات سابقة جراء استمرار الأخير بالترويج للدين المسيحي، حيث عارض الطالب طروحات المدرس، مؤكدا في كل مرة أن الأكراد متمسكون بدينهم الإسلامي ولا داعي لأن يروج المدرس لأفكاره داخل المدرسة».

وفي السياق ذاته كلفت السفارة الأميركية في بغداد قنصليتها في أربيل بمتابعة الموضوع والتنسيق مع الجهات الأمنية المختصة للوقوف على التحقيقات الجارية بهذا الشأن. في غضون ذلك أصدر اتحاد معلمي كردستان بيانا بالمناسبة أشار فيه إلى أنه «في الوقت الذي تنهمك فيه قيادة إقليم كردستان بجهودها لتحديث برامج التربية والتعليم بكردستان، وتحاول الاستفادة من تجارب الدول المتقدمة في هذا المجال، وتستعين بالخبرات الدولية لمراكز متعددة منتشرة في أنحاء العالم لتحقيق هذا الهدف، قامت مجموعة من المراكز والمؤسسات التعليمية وعدد من جامعات العالم بالتسابق لدخول هذا المجال التربوي، وبادرت بفتح العديد من المدارس النموذجية لتعليم النشء الجديد بكردستان بأحدث أساليب ومعايير التربية الحديثة المعتمدة في الدول المتقدمة، ولكن للأسف بدلا من تقدير جهود تلك المراكز والمؤسسات التعليمية التي عاونت حكومة الإقليم بهذا الصدد، وقعت يوم الخميس جريمة نكراء وجهت ضربة قوية لعملية التحديث التربوي». وأضاف البيان: «وفي الوقت الذي ندين فيه بشدة هذه العملية الإجرامية، ندعو حكومة إقليم كردستان إلى بذل جهودها لحماية المدرسين والمعلمين وأساتذة الجامعات الذين تركوا أوطانهم ونذروا حياتهم لخدمة الأجيال القادمة بكردستان، لأن الشعب الكردي أحوج ما يكون اليوم إلى اللحاق بركب الحضارة عبر تحديث وتجديد مناهج التربية والتعليم».