الناصرية: قوات مكافحة الشغب تفرق بخراطيم المياه العشرات من أنصار الصرخي

الناطق الإعلامي باسم رجل الدين الشيعي لـ «الشرق الأوسط»: هناك استهداف واضح لنا

TT

أعلن الناطق الإعلامي باسم مكتب رجل الدين الشيعي محمود الصرخي، أن «ما يجري في بعض المحافظات والمدن الجنوبية من العراق ضد السيد محمود الحسني الصرخي إنما هو استهداف واضح وغير مبرر». وقال محمد الياسري في تصريح لـ«الشرق الأوسط»، إن «ما حصل أمس (أول من أمس) في الناصرية أمر محير فعلا حيث كانت هناك تظاهرة لأنصار الصرخي تطالب بفتح مسجد محمد باقر الصدر وإعادة فتح مكتب الرفاعي، وبالفعل فقد تم الاتفاق مع الجهات المعنية هناك على مثل هذا الأمر»، مشيرا إلى أنهم «أعطوا الموافقات الأصولية للصلاة يوم الجمعة في هذا المسجد غير أن الذي حصل هو أن قوات الأمن قامت بضرب مئات المصلين بكل أنواع العصي فضلا عن تفريقهم بخراطيم المياه واعتقال العشرات منهم حيث إنهم الآن في السجون».

وأوضح الياسري قائلا «إننا لا نعرف إن كانت حكومة الناصرية تتبع للدولة المركزية أم أنها حكومة فيدرالية بحيث تتصرف مثلما يحلو لها!». وحول ما إذا كان التوتر في الناصرية فقط أم في مناطق أخرى، قال الياسري إن «التوتر موجود في مناطق أخرى ولكنه ليس بمستوى ما يحصل في الناصرية على الرغم من وجود حالات متتالية في مناطق أخرى منها مثلا حصول اعتداء على مكتب للصرخي في إحدى نواحي محافظة القادسية بما في ذلك سرقة أموال من المكتب». وحول الجهة التي تقف وراء ذلك، قال الياسري «إننا نحاول معرفة الجهة التي تقف وراء ذلك على الرغم من أن العديد من الحوادث التي حصلت كان يقف خلفها وكلاء السيد السيستاني، غير أن الجهات الأمنية هي من تتولى الجانب التنفيذي في ذلك».

وكانت قوات مكافحة الشغب في الناصرية فرقت أمس أنصار الصرخي أثناء تجمعهم لأداء صلاة الجمعة في شارع الحبوبي وسط المدينة، باستخدام خراطيم المياه. وتجمع المصلون في الشارع بعد أن منعت قوات الشرطة وصولهم إلى جامع محمد باقر الصدر لأداء صلاة الجمعة. وفي الوقت نفسه أعلن مكتب الصرخي أن «قوات الشرطة اعتقلت أكثر من 100 من أنصاره ومنعت وصول المصلين إلى جامع محمد باقر الصدر»، متهما قائد شرطة المحافظة بقيادة حملة الاعتقالات، بينما أكد تطويق جميع مكاتب المرجع في المحافظة. وقال مدير المكتب علي الساري في تصريح إن «قائد شرطة ذي قار اللواء صباح الفتلاوي قاد حملة اعتقالات كبرى لمقلدي السيد الحسني أثناء توجه المصلين لأداء صلاة الجمعة»، مبينا أن «عدد المعتقلين وصل إلى أكثر من مائة معتقل». وأضاف أنه «تم تطويق الشوارع المؤدية إلى جامع محمد باقر الصدر ووضع الحواجز العسكرية على مداخل المدينة لمنع الوافدين من الأقضية والنواحي من الوصول إلى المسجد»، مؤكدا «تطويق جميع مكاتب الصرخي في مختلف أنحاء ذي قار وإعلان حالة الطوارئ، إذ أقيمت صلاة الجمعة في شارع الحبوبي وسط طوق أمني كبير يقوده قائد الشرطة».

وفي تطور آخر منفصل على صعيد الصراعات الشيعية - الشيعية، اتهم زعيم التيار الصدري مقتدى الصدر «المحتل والبعث» بتهديد آل الصدر عبر رسائل تصلهم. وقال الصدر ردا على استفتاء بشأن رسائل تهديد تصل إلى بعض أنصاره وصدر على شكل بيان حصلت «الشرق الأوسط» على نسخة منه، إن «المحتل وأياديه وحزب البعث ومن ينصبون العداء لآل الصدر هم من يقوم بذلك». وتأتي اتهامات الصدر للمحتل بعد نحو أكثر من شهرين على انسحاب القوات الأميركية من العراق، غير أنه كثيرا ما يربط في اتهاماته بين الأميركيين وبين من يعتقد أنها جهات ترتبط بهم وتنفذ إرادتهم، وهي جهات حكومية «شيعية»، حيث سبق للتيار الصدري أن وقف بقوة ضد مسألة منح الحصانة للجنود الأميركيين الذين كان يفترض بقاؤهم بصفة مدربين للقوات العراقية. وبينما وقف الصدر على الحياد في قضية الاتهامات المتبادلة بين مقلدي المرجع الأعلى آية الله علي السيستاني والصرخي، فإنه وصف ما يجري بأنه نوع من «الخزعبلات».