نتنياهو: نحتفظ بحريتنا في الرد على التهديدات الإيرانية

أوباما: نياتنا تجاه طهران تشمل جزءا عسكريا

الرئيس أوباما لدى نزوله من طائرة هليكوبتر لزيارة جنود جرحى في المستشفى العسكري بولاية ميريلاند أمس ( أ ف ب)
TT

أكد رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو أمس رغبته في «الحفاظ على حرية إسرائيل» في الرد على التهديدات الإيرانية، وذلك في اليوم الأول من زيارة لكندا تسبق لقاءه المرتقب باهتمام مع الرئيس الأميركي.

وقال نتنياهو في مؤتمر صحافي مشترك مع نظيره الكندي ستيفن هاربر «أريد الحفاظ على حرية إسرائيل في المناورة وفقا للتهديدات» الإيرانية، مضيفا «كل بلد سيطالب بهذا الشيء نفسه».

كما رفض نتنياهو فكرة استئناف المفاوضات الدولية مع إيران بهدف منعها من صنع أسلحة نووية.

ويلتقي رئيس الوزراء الإسرائيلي بالرئيس الأميركي باراك أوباما يوم الاثنين لإجراء محادثات بشأن الخلافات المتزايدة بين الرجلين في ما يتعلق بمخاوف واشنطن من شن إسرائيل لهجوم على منشآت نووية إيرانية.

ويفضل أوباما الآن النهج الدبلوماسي مع زيادة العقوبات من أجل كبح البرنامج النووي الإيراني.

وفي مؤتمر صحافي في أوتاوا عقب محادثات مع رئيس الوزراء الكندي ستيفن هاربر، قال نتنياهو «يمكنها (إيران) مجددا أن تفعل ما قامت به من قبل.. يمكن أن تواصل أو تستغل المحادثات مثلما فعلت في الماضي للخداع والمماطلة حتى يمكنها مواصلة تطوير برنامجها النووي والوصول إلى خط النهاية النووي بسرعة». وأضاف «أعتقد أنه ينبغي ألا يقع المجتمع الدولي في هذا الفخ».

واستخدم أوباما في مقابلة نشرت أمس أشد لغة حتى الآن لتحذير إيران من استعداده للجوء إلى الخيارات العسكرية إذا لزم الأمر لمنع طهران من امتلاك أسلحة نووية.

وفي مقابلة مع مجلة «أتلانتيك»، قال أوباما إن كل الخيارات مطروحة على الطاولة للتعامل مع خطط إيران النووية. وأضاف عندما سئل عن النيات الأميركية، إنها تشمل جزءا عسكريا.

وقال أوباما أنه لا يمزح حول مهاجمة إيران إذا بنت سلاحا نوويا، لكنه، في مقابلة نشرت أمس، حذر أيضا إسرائيل بأن هجوما سابقا لأوانه على إيران سيضر أكثر مما ينفع.

وقال في مقابلة مع مجلة «أتلانتيك» الأميركية: إن إيران وإسرائيل تفهمان أن «الخيار العسكري» هو واحد من الخيارات في التعامل مع إيران، جنبا إلى جنب مع العقوبات والدبلوماسية.

وقالت مصادر إخبارية أميركية: إن هذا التهديد من جانب أوباما هو الأكثر مباشرة صدر خلال الأشهر القليلة الماضية التي شهدت ليس فقط تصاعد التوتر مع إيران حول برنامجها لتطوير الأسلحة النووية، ولكن، أيضا، ردا على تصريحات مسؤولين إسرائيليين كبار قالوا فيها بأنهم ربما لن ينتظروا إذنا من أوباما لضرب إيران بسبب هذه الأسلحة النووية. بل يبدو أن هذه التصريحات تستهدف إسرائيل وأنصارها في الولايات المتحدة أكثر من إيران.

الجدير بالذكر أن أوباما سوف يخاطب المؤتمر السنوي لمنظمة «أيباك» (اللجنة الأميركية الإسرائيلية للعمل السياسي) وهي أكبر منظمات اللوبي اليهودي في الولايات المتحدة يوم الأحد. وسيقابل رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو يوم الاثنين في البيت الأبيض. كما سيخاطب نتنياهو نفسه مؤتمر «أيباك».

وقال أوباما في المقابلة الصحافية: «أعتقد أن الحكومة الإسرائيلية تدرك أنني، كرئيس للولايات المتحدة، لا أمزح. وأنا أيضا، لا أتجول غربا وشرقا وأرفع إعلانات عن نوايانا. الحكومتان (الإسرائيلية والإيرانية) تعترفان بأنه عندما تقول الولايات المتحدة إنها لا تقبل امتلاك إيران لسلاح نووي، فإنها تعني ما تقول».

وقالت مصادر إخبارية أميركية إن أوباما سيحاول إقناع نتنياهو بتأجيل أي خطط من طرف واحد لمهاجمة المنشآت النووية الإيرانية في الأشهر المقبلة. وإن مثل هذا الهجوم لن يشمل الولايات المتحدة، لا في التخطيط ولا في التنفيذ.

وسأل أوباما في المقابلة الصحافية: «في وقت لا يوجد فيه كثير من التعاطف مع إيران وحليفها الحقيقي الوحيد (سوريا) يتأرجح في الهواء، هل نريد صرف الأنظار (بضرب إيران)، مما يعطي إيران فرصة تصوير نفسها كضحية؟».

وقالت المصادر الإخبارية الأميركية إن أوباما، في هذه المقابلة، ذهب إلى أبعد مما هو معروف، وأشار صراحة إلى إمكانية استخدام القوة العسكرية ضد إيران. وأنه يرفض بشدة أي احتمال بأن الولايات المتحدة قد تتوصل إلى تسوية لوضع استراتيجية لردع إيران عن استخدام سلاح نووي، أي قبول «الأمر الواقع» بأن إيران ستكون دولة نووية.

وقال أوباما: «أنا أتحدث عن المنطقة الأكثر توترا في كل العالم. وعدد من الدول في تلك المنطقة يعارض أن يكون لإيران سلاح نووي وهي لا تملك سلاحا نوويا. هذا بالإضافة إلى أن إيران ترعى منظمات إرهابية. هذا يعني أن انتشار الخطر أكثر أبعادا وتكثيفا».

وفي المقابلة، أشار أوباما إلى الاضطرابات الاقتصادية في إيران. وأكد مجددا أن العقوبات ضد النظام الإيراني بدأت تلدغه. إلى ذلك ، وفي ضوء تدفق كبار القادة الإسرائيليين على واشنطن للتباحث حول الضربة العسكرية لإيران، والحديث عن أزمة جديدة بين البلدين، تدفق عشرات ألوف المواطنين الإسرائيليين، الذين تدفقوا على مراكز توزيع الكمامات الواقية من الغاز والأسلحة الكيماوية، وراحوا يتدافعون، ووقعت بينهم الشجارات، وعاد الكثيرون منهم خائبي الرجاء، لأن الكمية المتوفرة من الكمامات لم تكف لسد حاجة المواطنين.

وأعلن قائد دائرة الكمامات في قيادة الجبهة الداخلية في الجيش الإسرائيلي، المقدم ليئور جباي، أمس، أن مجموع ما وزع على الجمهور حتى الآن هو 4 ملايين كمامة، أي ما يعادل 54% من المواطنين، وهذا يعني أن 46% من المواطنين يزيد عددهم عن 3 ملايين نسمة سيحرمون من هذه الوقاية وسيكونون معرضين لخطر الإصابة في حال تعرض إسرائيل لصواريخ تحمل رؤوسا كيماوية. وقال صراحة إن ما بقي في المخزون حاليا هو فقط 120 ألف كمامة. وستوزع في 5 مراكز على طريقة من يسبق يحصل. واعترف بأنه لا يوجد في الأفق أي احتمال لإنتاج مزيد من الكمامات، لأن الحكومة لم ترصد الميزانية الكافية لهذا الغرض. وأضاف أن المبلغ المطلوب اليوم لإنتاج ما تحتاجه إسرائيل من كمامات هو 1.2 مليار شيقل (340 مليون دولار). وحتى لو قررت الحكومة رصد هذا المبلغ فإن شركات الإنتاج تحتاج سنتين حتى توفر احتياجات السكان من الكمامات.

وكانت قيادة الجبهة الداخلية في الجيش الإسرائيلي قد بدأت توزيع الكمامات قبل سنتين، مع بدء الحديث عن خطر نشوب حرب مع إيران وحزب الله وحركة حماس. ولم يتدفق المواطنون إلى مراكز التوزيع آنذاك، دليلا على عدم الاقتناع بخطر الحرب. ولكن بعد نشوب الثورات في مصر وغيرها من الدول العربية، وخصوصا في سوريا، وبعد أن روجت مصادر أمنية أنباء تقول إن هناك خطرا بأن تكون الفوضى في سوريا أدت إلى نقل كميات من الصواريخ السورية المتطورة إلى حزب الله في لبنان وكميات أخرى من الأسلحة الليبية إلى قطاع غزة، وإنه قد يكون بينها صواريخ تحمل رؤوسا نووية، بدأ الجمهور الإسرائيلي يهتم أكثر بالحصول على الكمامات. وزاد هذا الاهتمام مع تصعيد التهديدات الإسرائيلية بتوجيه ضربة عسكرية إلى إيران، حيث يتوقع الجميع أن ترد إيران بقصف صاروخي على البلدات الإسرائيلية.

وأعلنت الجبهة الداخلية عن الأول من مارس (آذار) كموعد أخير لتوزيع الكمامات في المراكز داخل البلدات. وإبقاء التوزيع مقصورا على 5 مراكز فقط في كل إسرائيل. فتدفق المواطنون بالألوف على المراكز المقرر إغلاقها.