بوتين واثق من الفوز غدا.. لكنه «لم يقرر بعد» البقاء في الحكم 12 سنة أخرى

نفى عزمه التشدد إزاء الاحتجاجات.. وجدد رغبته في تعيين ميدفيديف رئيسا للوزراء

ميدفيديف (يمين) يترأس اجتماعا لمجلس الأمن القومي، بينما يجلس بوتين إلى يمينه، في موسكو أمس (أ.ب)
TT

أكد فلاديمير بوتين في مقابلة بثت أمس أنه واثق من دعم الأغلبية له قبل انتخابات الرئاسة المقررة غدا (الأحد) في روسيا على الرغم من موجة الاحتجاج، موضحا أنه «لم يقرر بعد» ما إذا كان سيبقى في السلطة حتى 2024.

وفي مقابلة مع وسائل إعلام أجنبية نشرت على الموقع الإلكتروني للحكومة الروسية، ذهب رئيس الوزراء الروسي إلى حد الترحيب بالحركة الاحتجاجية ضد حكومته في اليوم الأخير من الحملة. وقال ردا على سؤال عن المظاهرات منذ الانتخابات التشريعية التي نظمت في ديسمبر (كانون الأول) الماضي وقالت المعارضة إنها شهدت عمليات تزوير: «إنني مثلا سعيد جدا بهذا الوضع. هذا معناه أن السلطات يجب أن تتفاعل بحيوية مع ما يجري في البلاد ومع ميول الشعب، وأن تلبي تطلعاته»، معتبرا أنها «تجربة جيدة لروسيا».

واستبعد في الوقت نفسه أي تشدد حيال الاحتجاجات، وقال متسائلا: «لماذا سأفعل ذلك؟! لماذا هذه المخاوف بينما نفعل عكس ذلك تماما؟! لم نقرر أي شيء من هذا النوع». إلا أن بوتين الذي يرجح أن يعاد انتخابه لولاية رئاسية ثالثة بعد توليه الحكم في 2000 و2008، أكد أنه واثق من دعم غالبية الروس له حتى في المدن الكبرى أو في الطبقة الوسطى حيث يعتقد أن المعارضة تتمتع بدعم أكبر. وقال: «هل تعتقدون أن غالبية السكان هناك ضدي بالاستناد إلى أي استطلاعات للرأي؟ بكل بساطة لدي عدد أقل من المؤيدين لكن (هؤلاء) يشكلون الغالبية رغم ذلك».

وسعى بوتين في الأشهر الأخيرة إلى اتهام معارضيه بأنهم يعملون لحساب الولايات المتحدة وبالإعداد لعمليات تزوير انتخابية للتشكيك في السلطة وحتى بالسعي لاغتيال أحد قادتهم لإلصاق التهمة بالسلطة. وتدين المعارضة هذا الخطاب وترى أن انتخابات الأحد لا يمكن أن تكون حرة بما أن بوتين استفاد خلال حملته من دعم كل وسائل الإعلام الحكومية وهيئات الدولة.

وفي الواقع شهدت الحملة عرض عدة أفلام «وثائقية» تقدم البلاد وكأنها حصن محاصر وتؤكد أن قادة المعارضة هم مأجورون يعملون لحساب حكومات أجنبية. وآخر هذه الأفلام بثته مساء الخميس شبكة «إن تي في» التي تسيطر عليها المجموعة العملاقة للغاز «غازبروم»، ويؤكد أن قادة في المعارضة ومدافعين عن حقوق الإنسان ممولون من قبل الأميركيين ويعملون لحساب وكالة الاستخبارات المركزية (سي آي إيه) للإضرار بروسيا. وأعلنت شبكة «إن تي في» أمس أنها تخلت عن بث فيلم وثائقي آخر كان مبرمجا للبث في المساء أعده الألماني أوبرت سايبل بعنوان «أنا.. بوتين» بعد شكاوى تؤكد أن الفيلم لا يحترم «روح» القانون الانتخابي، وفق ما نقلته وكالة الصحافة الفرنسية عن متحدثة باسم الشبكة. وتنوي المعارضة القيام بمظاهرة الاثنين صبيحة الاقتراع، بعد التجمعات غير المسبوقة التي نظمتها بين ديسمبر وفبراير (شباط) الماضيين.

من جهة أخرى، لمح رجل الاستخبارات السوفياتية السابق الذي يحكم منذ عام 2000، بشكل واضح إلى أنه لا يفكر في الانسحاب من الحياة السياسية قائلا إنه لا يستبعد ترشحه للانتخابات الرئاسية التي ستجري في 2018 لأن ذلك سيكون «أمرا طبيعيا» مع دعم الروس له. وقال «لا أعرف ما إذا كنت أريد أن أبقى (في السلطة) عشرين عاما وبضع سنوات. لم أقرر بعد. حاليا يتعلق الأمر بانتخاب الرئيس للسنوات الست المقبلة». وأضاف بوتين: «سيكون أمرا طبيعيا إذا جرى كل شيء على ما يرام وإذا أعجب الناس بذلك. لن يكون طبيعيا إذا لم يحب الناس ذلك وإذا جرت الأمور بشكل سيئ وإذا تمسك شخص ما بكرسيه وخالف القانون». ولم يكن بوتين قادرا على الترشح للرئاسة للمرة الثالثة بعد ولايتيه في 2000 و2008، لذلك أصبح ديمتري ميدفيديف القريب منه، رئيسا.

وأكد بوتين في مقابلة أمس أنه سيعين ميدفيديف رئيسا للحكومة إذا فاز في انتخابات الأحد. وقال: «إذا كان مواطنو البلاد يثقون بي في منصب رئيس البلاد فسأرشح ميدفيديف لرئاسة الحكومة». وأضاف «نقول بشكل واضح وبنزاهة للبلاد ما سنقترحه». وأوضح بوتين أنه اتفق منذ فترة طويلة مع ميدفيديف على أن يكون المرشح للرئاسة هو الأكثر شعبية بينهما. وقال: «اتفقنا في الماضي على أن يكون أحدنا مرشحا للرئاسة. في نهاية السنة الماضية كان من الواضح أن شعبية خادمكم أكبر من تلك التي يتمتع بها ميدفيديف».