بوتين: لا علاقة خاصة لنا مع سوريا

المتحدث بإسم الخارجية: معاهدة الصداقة لا تلزمنا بمساعدة دمشق اذا حدث تدخل خارجي

متظاهرون في جمعة «تسليح الجيش الحر» في إدلب أمس (أوغاريت)
TT

في تصريحات اعتبرتها صحيفة «التايمز» البريطانية تحولا في سياسة روسيا إزاء الصراع الذي دام عاما كاملا في سوريا، دعا رئيس الوزراء الروسي فلاديمير بوتين، الرئيس السوري بشار الأسد لتنفيذ «إصلاحات مؤجلة منذ أمد بعيد»، نافيا أن تكون هناك أي علاقات خاصة مع الرئيس السوري بشار الأسد.

وأكد بوتين، في مقابلة مع وسائل إعلام أجنبية نشرت أمس الجمعة، أن روسيا «لا ترتبط بأي علاقة مميزة مع سوريا»، مبررا استخدام موسكو حق النقض (الفيتو) لمنع تبني قرار ضد دمشق في مجلس الأمن الدولي بأنه موقف «مبدئي» في مواجهة وضع «حرب أهلية».

وقال بوتين، كما جاء في النص الذي نشره موقع الحكومة الروسية على شبكة الإنترنت «ليست لدينا أي علاقة مميزة مع سوريا. لدينا موقف مبدئي حول طريقة تسوية هذا النوع من النزاعات، ولا نؤيد هذا الطرف أو ذاك». وأضاف بوتين أن «المبدأ هو الامتناع عن تشجيع نزاع مسلح، وحمل الأطراف على الجلوس إلى طاولة المفاوضات والاتفاق على شروط وقف لإطلاق النار». وتابع رئيس الوزراء الروسي أن «ما يجري هناك حرب أهلية. هدفنا هو إيجاد حل بين السوريين».

وامتنع بوتين عن التعبير عن أي دعم لبشار الأسد ردا على سؤال طرحه صحافي عن فرص الرئيس السوري في البقاء في السلطة مع الحركة الاحتجاجية التي أسفر قمعها عن سقوط أكثر من 7600 قتيل منذ نحو سنة حسب أرقام الأمم المتحدة. وقال «لا أعرف، ولا يمكنني أن أطلق تكهنات من هذا النوع».

وقد عرقلت روسيا، حليفة سوريا منذ فترة طويلة، مع حليفتها الصين قرارين في مجلس الأمن يدينان القمع الدامي لنظام الرئيس بشار الأسد، مما أثار غضب البلدان الغربية والعربية. وقال بوتين إن روسيا حاولت إجلاء الفرنسية إيديت بوفييه الجريحة في سوريا، لكن العملية «فشلت» لأن الصحافية كانت «بين أيدي متمردين» في مدينة حمص. وأضاف بوتين أن «آلية ومروحية أرسلتا إلى مكان ما في الحي (بابا عمرو)، حيث تتواجه قوات الحكومة والمعارضة»، كما ورد في نص المقابلة التي نشرت على موقع الحكومة الروسية. وأضاف أن «هذه المروحية التي كانت تقل ممثلين عن الصليب الأحمر كانت مستعدة لنقل الصحافية إلى لبنان أو فرنسا»، موضحا أن العملية لم تؤد إلى نتيجة، لأن الصحافية «كانت بين أيدي متمردين» يسيطرون على هذا الحي. وتابع بوتين أن روسيا كانت مستعدة حتى لإرسال طائرة من وزارة الحالات الطارئة الروسية لإجلاء الصحافية الفرنسية.

وردا على سؤال لصحافيين رأوا أن العلاقات بين روسيا وسوريا أقوى مما يتحدث عنه بوتين، قال رئيس الوزراء الروسي «لا أعرف حجم مبيعاتنا من الأسلحة لهم. لدينا مصالح اقتصادية في سوريا، لكنها على الأرجح ليست بحجم مصالح بريطانيا أو أي بلد آخر في أوروبا».

وكان بوتين كتب في مقال نشرته أواخر فبراير (شباط) إحدى وسائل الإعلام الروسية تمهيدا للانتخابات الرئاسية الروسية الأحد، اتهم الدول الغربية بالوقوف إلى جانب المعارضة والتخلي عن نظام بشار الأسد، وحذر من أي تدخل في سوريا.

وحول غيوم الحرب التي تخيم على إيران قال بوتين إن بلاده سوف تبذل قصارى جهدها من أجل الحيلولة دون اندلاع الحرب في المنطقة، محذرا من مغبة العواقب السلبية التي يمكن أن تمس روسيا بشكل مباشر، بما في ذلك تدفق النازحين على المناطق المجاورة لبحر قزوين وأذربيجان بالدرجة الأولى. وأشار بوتين في الوقت نفسه إلى عدم قبول بلاده للتصريحات المعادية لإسرائيل من جانب القيادة الإيرانية، وهو ما قال إن موسكو لفتت اهتمام طهران إليه. غير أنه أضاف أيضا قوله بضرورة منح إيران فرصة تطوير برنامجها النووي السلمي تحت رقابة الوكالة الدولية للطاقة الذرية، وفي إطار استئناف التعاون بين طهران والوكالة.

ومن جانبه، أعلن ألكسندر لوكاشيفيتش، الناطق الرسمي باسم وزارة الخارجية الروسية، أن «معاهدة الصداقة والتعاون التي وقعها الاتحاد السوفياتي مع سوريا في عام 1980 والتي تظل سارية المفعول، لا تلزم روسيا بتقديم مساعدة عسكرية لسوريا في حال تعرضها لتدخل خارجي». وأشار لوكاشيفيتش ردا على تساؤل عما إذا من الممكن أن تقدم روسيا كوريثة للاتحاد السوفياتي مساعدة عسكرية لسوريا بموجب تلك المعاهدة التي تقول إحدى موادها إنه في حال غزو طرف ثالث أراضي سورية فإن الاتحاد السوفياتي يكون مدعوا إلى التدخل، إن «هذه المادة شأن المواد الأخرى في هذه المعاهدة لا تتحدث حول تقديم المساعدة العسكرية من جانبنا». وأشار لوكاشيفيتش إلى أنه وفي كل الأحوال فإن «روسيا لا تنوي القيام بعمل كهذا»، فيما أكد أن المعاهدة لا تزال سارية المفعول.