عباس يضع لمساته الأخيرة على «أم الرسائل».. ووفد فلسطيني ثلاثي يسلمها لنتنياهو

تحدد الرؤيا الفلسطينية لاستئناف المفاوضات وتحقيق السلام رغم القناعة بأن الجانب الإسرائيلي غير معني به

الرئيس الفلسطيني محمود عباس («الشرق الأوسط»)
TT

خلافا لما تتناقله وسائل الإعلام فإن الرسالة المنتظرة من الرئيس الفلسطيني محمود عباس (أبو مازن) إلى رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو التي يحدد فيها الرؤية الفلسطينية لاستئناف مفاوضات السلام المباشرة بين الطرفين وإنهاء الصراع، ليست جاهزة بعد. هذا ما قاله مصدر فلسطيني لـ«الشرق الأوسط» الذي أكد أن هذه الرسالة ستسلم بشكل مباشر إلى الجانب الإسرائيلي رغم القناعة السائدة في الجانب الفلسطيني بأن نتنياهو وحكومته غير معنيين بتحقيق السلام. وحسب ما نقلته صحيفة «يديعوت أحرونوت» الإسرائيلية عن مصادر فلسطينية، فإن القيادة الفلسطينية مقتنعة بأن الطريقة الوحيدة للخروج من المأزق الحالي، هي في إعادة النظر أو ربما تغيير اتفاقات منظمة التحرير الفلسطينية مع إسرائيل.

ونفى المصدر الفلسطيني المطلع أن يكون وزير الخارجية الأردني ناصر جودة هو الذي سيقوم بنقل هذه الرسالة، كما ذكرت بعض وسائل الإعلام.

يذكر أن الأردن رعى سلسلة من اللقاءات التفاوضية المباشرة التي أطلق الفلسطينيون عليها مطلع العام وعلى مدى 3 أسابيع «مفاوضات استكشافية» في محاولة لإخراج المفاوضات المتوقفة من مأزقها لكن هذه الجهود باءت بالفشل بسبب الرفض الإسرائيلي إلزام نفسه بمقترحات بعينها بشأن الحدود والأمن، ردا على المقترحات الفلسطينية.

وقال المصدر الفلسطيني المطلع لـ«الشرق الأوسط» إن الرسالة التي يصفها البعض بـ«أم الرسائل» شبه جاهزة. واستطرد المصدر الذي طلب عدم ذكر اسمه قائلا: «إن المقدمة التاريخية للرسالة جاهزة أما بقية التفاصيل فهي شبه جاهزة وإن أبو مازن الذي عاد قبل أيام قليلة إلى رام الله بعد جولة شملت مصر وقطر، يعمل على وضع اللمسات الأخيرة عليها».

وأكد المصدر أن الرسالة ربما تكون جاهزة مع عودة نتنياهو من الجولة الحالية التي يقوم بها وتشمل كلا من كندا والولايات المتحدة حيث يلتقي الرئيس الأميركي باراك أوباما ويلقي كلمة في مؤتمر لجنة العلاقات العامة الأميركية الإسرائيلية «أيباك» أقوى مجموعات الضغط اليهودية الأميركية الذي يعقد في واشنطن. وقال المصدر إن أبو مازن سيكلف وفدا ثلاثيا يشمل رئيس الوزراء سلام فياض وصائب عريقات رئيس دائرة المفاوضات في منظمة التحرير الفلسطينية عضو اللجنة المركزية لحركة فتح والمفاوض محمد إشتية عضو اللجنة المركزية، بمهمة تسليم الرسالة.

وأكد أمين سر اللجنة التنفيذية لمنظمة التحرير ياسر عبد ربه أن تسليم الرسالة سيكون مباشرا دون أن يكون هناك دور لأي طرف في نقل هذه الرسالة.

وأكد عبد ربه في حديث لصوت فلسطين ما قاله المصدر حول عدم وجود رسالة بصيغتها النهائية ولم تسلم مثل هذه الرسالة لأحد، وأن ما يتردد هو تقديرات وتوقعات.

وأوضح أمين سر اللجنة التنفيذية أن الشيء الوحيد المتحرك على الأرض هو النشاط الاستيطاني المنهجي واسع النطاق لتقام دولة للمستوطنين في الضفة الغربية والقدس وليست دولة للشعب الفلسطيني. وتابع أن إسرائيل تريد إعداد خريطة جديدة في الأراضي الفلسطينية لفرضها على الشعب الفلسطيني والعالم في وقت نسعى فيه إلى حل تفاوضي يقوم على أسس الشرعية الدولية. وشدد على أنه لن تكون هناك مفاوضات في الأمد القريب مع الإسرائيليين لأن الهوة واسعة بين الطرفين.

وختم ياسر عبد ربه حديثه لصوت فلسطين أن إسرائيل لا تريد بدء عملية سياسية جادة وإنما تريد أن يكون هناك اتصالات وعملية شكلية، ولا تريد وحدة الكيان في الضفة وغزة، ولهذا لا مانع لإسرائيل أن تشجع نزعات في قطاع غزة لتفصله عن الضفة الغربية ولدفع قطاع غزة ليكون تحت مسؤولية مصر وتحت إدارة حركة حماس أو غيرها.

وحسب بعض وسائل الإعلام فإن الرسالة غير الجاهزة حسب المسؤولين الفلسطينيين، مصاغة باللغتين العربية والإنجليزية، اطلع الجانب الأميركي عليها. وتشمل الرسالة استعراضا لتجربة عملية السلام بين الجانبين على مدى العقدين الماضيين. وتحدد الرسالة شروط الفلسطينيين لإعادة عملية السلام بين الجانبين، وهي: «قبول الحكومة الإسرائيلية بمبدأ الدولتين على حدود عام 1967. مع إمكانية تبادل طفيف للأراضي متساو بالقيمة والمثل، ووقف كافة النشاطات الاستيطانية بما يشمل القدس الشرقية. الإفراج عن المعتقلين، خاصة الذين اعتقلوا قبل عام 1994. وإلغاء كافة القرارات التي اتخذتها الحكومات الإسرائيلية منذ عام 2000». وتتضمن الشروط أيضا «احترام الاتفاقات الموقعة، إذ لا يجوز أن يبقى الالتزام بالاتفاقات الموقعة والالتزامات الدولية قائما من الطرف الفلسطيني فقط».