الأكراد ينتقدون تصريحات المالكي حول نيلهم حقوقا أفضل في العراق من نظرائهم في دول الجوار

المتحدث باسم التحالف الكردستاني لـ : نفس الكلام كنا نسمعه من البعثيين

أفراد أسرة يتقاذفون كرات الثلج في منطقة قرب السليمانية بإقليم كردستان العراق أمس (رويترز)
TT

أثارت التصريحات التي أدلى بها رئيس الوزراء العراقي، نوري المالكي، حول نيل الأكراد العراقيين حقوقا أفضل مما حصل عليه نظراؤهم في دول الجوار الجغرافي للعراق، التي يقطنها أكراد أيضا، مثل إيران وسوريا وتركيا، انتقادات كردية على المستويات الرسمية والإعلامية.

وفي هذا السياق، أكد المتحدث الرسمي باسم التحالف الكردستاني في البرلمان العراقي، مؤيد الطيب، في تصريح لـ«الشرق الأوسط»، أن «الأكراد حصلوا فعلا على حقوق في العراق أفضل، بما لا يقاس مما حصل عليه الأكراد في الدول الأخرى ونحن لا ننكر ذلك، ولكن هذا لم يأت منّة من أحد علينا، وإنما جاء بنضال وتضحيات لعشرات العقود من الزمن». وأوضح الطيب «صحيح أن الأكراد في سوريا وتركيا وإيران لا يعترف بهم أو بحقوقهم أصلا، لكن هذا لا يعني أن هناك من تفضل على الأكراد العراقيين بمنحهم حقوقا أفضل، لا سيما العراق الجديد الذي بنيناه نحن الأكراد مع إخوتنا من قادة المعارضة العراقية من القوى والأحزاب الأخرى، وأستطيع هنا القول إن ما حصل عليه العرب أيضا في العراق الديمقراطي الجديد الذي نفتخر، نحن الأكراد، بأننا أسهمنا في وضع أسس بنائه، لم يحصل عليه أشقاؤهم في الدول العربية الأخرى».

وأعرب الطيب عن أمنيته بأن «يكون ما أعلنه السيد المالكي مبنيا على حسن نية وتوصيف واقع حال، وليس شيئا آخر، لأننا إذا فهمناه كتوصيف واقع حال فهذا الأمر لا يمكن إنكاره، أما أن يكون وكأنه تعبير عن فضل يتوجب على الأكراد أن يحمدوا ربهم ويشكروه عليه وألا يطالبوا بشيء آخر، فهذا أمر مرفوض»، مشيرا إلى أن «أساتذة القانون والسياسة البعثيين كانوا يقولون لنا في الماضي نفس الكلام الذي يجري ترداده اليوم هنا وهناك من قبل بعض الجهات أو الشخصيات، ولكننا لا بد أن نأسف أن يكون المالكي الذي كان ولا يزال شريكا للأكراد في بناء العراق الجديد، يردد ما كان يردده على مسامعنا البعثيون الذين كانوا يقولون لنا: ماذا تريدون أكثر مما حصلتم عليه؟ وأين أنتم من الأكراد في الدول الأخرى».

وكان عدد من نواب الأكراد في البرلمان العراقي الاتحادي قد عبروا عن استغرابهم من هذه التصريحات، إذ أكد النائب عن التحالف الكردستاني، محما خليل، في تصريح أن «ما تحقق من إنجازات للشعب الكردي جاء بنضال البيشمركة والأنفال والمقابر الجماعية»، مؤكدا أن «انضمام الشعب الكردي لدولة العراق الجديد جاء بمحض إرادته، لوجود مشتركات كثيرة بين القوميتين العربية والكردية التي كانت ضحية الصراعات الإقليمية والدولية». وأضاف خليل أن «الشعب الكردي لم يتنازل عن حقوقه، على مر العصور وتواتر الحكومات الديكتاتورية على العراق، التي كانت نارا ووبالا عليه»، مشددا على أنه «من المعيب مقارنة نضال الشعب الكردي الآن مع أي شعب آخر من شعوب المنطقة مع اعتزازنا بهم». وأوضح أن التحالف الكردستاني يرى دائما أن العراق يمكن أن يعيش بسلام بمكوناته العربية والكردية واحدا يكمل الآخر، إذا كان به نظام تعددي فيدرالي يلتزم بالدستور والانتخابات»، مشددا على أن «الجميع يرفض أي تجاوز على الدستور، وعلى مكتسبات الشعب الكردي بصورة خاصة، والشعب العراقي بصورة عامة».

وكان رئيس إقليم كردستان العراق، مسعود بارزاني، قد اعتبر، في 19 من فبراير (شباط) 2012، خلال احتفال أقيم في الذكرى الـ66 لتأسيس جمهورية مهباد الكردية في شمال غربي إيران، أن الوقت أصبح مناسبا لممارسة عملية تقرير المصير بالنسبة للأكراد، وأكد أن المنطقة تشهد تحولات سريعة ويجب الاستعداد لها، مشددا على أن حقوق الأكراد لا تمنح من أحد، وإنما من خلال الاعتراف بها.