جرح 23 رجل أمن في هجوم انتحاري بجنوب الجزائر

فصيل منشق عن «القاعدة» تبنى التفجير

TT

تضاربت الأنباء أمس حول حصيلة التفجير الذي نفذته مجموعة مسلحة، تنتمي لـ«القاعدة» في صحراء الساحل، والذي استهدف مقر الدرك الجزائري بمدينة تمنراست، بأقصى جنوب الجزائر. وبينما قالت مصادر محلية إن الهجوم خلف قتيلين على الأقل، ذكرت مصادر رسمية أن 23 دركيا جرحوا في التفجير الذي نفذه انتحاري.

لم تكن قوات الأمن بتمنراست السياحية تتوقع أن تتعرض لاعتداء بواسطة سيارة مفخخة، كون المنطقة قد ظلت بمنأى عن أعمال التفجير التي تعرفها مناطق الشمال والشرق؛ حيث توجد المعاقل الرئيسية للتنظيمات المسلحة، المنضوية تحت راية «القاعدة ببلاد المغرب الإسلامي».

وقالت مصادر من تمنراست لـ«الشرق الأوسط» إن الهجوم تم بواسطة سيارة رباعية الدفع في الصباح الباكر، وإن التفجير دمر أجزاء كبيرة من مبنى الدرك الذي يتكون من 3 طوابق. ووقعت العملية في وقت كان أغلب رجال الدرك نياما، وأصيب بعضهم بجروح بليغة. وأسرعت عشرات سيارات الإسعاف إلى مكان التفجير الموجود بحي «تاهقارت». ورجحت مصادر أن التفجير نفذه انتحاري لقي حتفه في العملية. وقد سمع دوي الانفجار على بعد عشرات الكيلومترات.

يُشار إلى أن تمنراست شهدت في 2003 أكبر عملية اختطاف نفذها إرهابيون في الساحل؛ إذ احتجزت «الجماعة السلفية للدعوة والقتال» 32 سائحا أوروبيا قبل أن تفرج عنهم مقابل فدية قيمتها 5 ملايين يورو.

وأعلنت جماعة مسلحة تسمى «التوحيد والجهاد في أفريقيا» مسؤوليتها عن التفجير الانتحاري. وذكرت وكالة الأنباء الفرنسية أن مكتبها بمالي تلقى بيانا من الجماعة جاء فيه: «نعلمكم أننا وراء التفجير الذي وقع هذا الصباح في تمنراست بجنوب الجزائر»، من دون أي تفاصيل أخرى.

ولا يعرف الشيء الكثير عن هذه الجماعة، التي كشفت عن نفسها لأول مرة في أكتوبر (تشرين الأول) الماضي، لما تبنت خطف 3 رعايا أوروبيين بمخيمات اللاجئين الصحراويين بجنوب غربي الجزائر. وتقول مصادر أمنية إنه فصيل انشق عن «القاعدة ببلاد المغرب الإسلامي» بسبب صراع حول الزعامة. وهددت الجماعة نهاية العام الماضي بتوسيع عملياتها إلى خارج منطقة الساحل الأفريقي؛ حيث ينشط تنظيم «القاعدة في بلاد المغرب الإسلامي»، لتشمل كل غرب أفريقيا.

ونشرت «التوحيد والجهاد» في 12 ديسمبر (كانون الأول) الماضي شريط فيديو يظهر فيه مسلحون يحيطون بسيدتين، إيطالية وإسبانية، وكذلك إسباني، وهم الرهائن الثلاثة الذين اختطفوا من تندوف. وترجح أجهزة الأمن أن التنظيم تربطه صلات بجماعة «بوكو حرام» الإسلامية المتطرفة الناشطة في نيجيريا.