روسيا تنتخب رئيسها.. وبوتين الأوفر حظا بين 5 متنافسين

السلطات حشدت نصف مليون من قوات الأمن تحسبا لاحتجاجات المعارضة

صورة مركبة لموظف يزيل إعلانا انتخابيا لبوتين في مدينة ستافروبول جنوبي روسيا أمس (رويترز)
TT

يتوافد ناخبو روسيا اليوم على ما يزيد عن 94 ألفا و332 من مراكز الاقتراع في مختلف أرجاء الدولة الروسية لانتخاب رئيسهم من بين المرشحين الخمسة الذين يتصدرهم رئيس الحكومة فلاديمير بوتين، الذي ترشحه كل نتائج استطلاعات الرأي للفوز من الجولة الأولى بنسبة أصوات تزيد على الستين في المائة.

واستعدت الأجهزة الأمنية لاحتمالات شغب واحتجاجات من جانب ممثلي المعارضة الذين أعلنوا سلفا عن عزمهم إلى الخروج إلى الشارع تعبيرا عن احتجاجهم ضد عدم نزاهة العملية الانتخابية وانفراد بوتين بالسلطة وإعلانا عن رغبتهم في التغيير. وفي تصريحات نقلتها وكالة «إنترفاكس» قال الجنرال الكسندر غوروفوي النائب الأول لوزير الداخلية إن تعداد قوات الأمن المدعوة لتأمين العملية الانتخابية ومراكز الاقتراع يزيد على 440 ألف شخص منهم 380 ألفا من القوات النظامية. ومن جانبه، أكد سيرغي سوبيانين عمدة العاصمة أن السلطات المحلية اكتفت بمنح تصريح التظاهر إلى عدد من المنظمات المعارضة في منطقة ميدان بوشكين في وسط المدينة دون السماح بإقامة أي مخيمات على غرار مخيمات الثورة البرتقالية كما كان يريد زعماء بعض التنظيمات المعارضة.

وشهدت موسكو والمدن الروسية الأخرى أمس ما سمي بيوم الصمت المحظور خلاله بموجب القانون الدعاية الانتخابية، بعد ثلاثة أشهر استغرقتها الحملات الانتخابية للمرشحين الخمسة. وأشارت صحيفة «روسيسكايا غازيتا» (روسيا السوفياتية) إلى أن بوتين مرشح الحزب الحاكم والمرشح الأوفر حظا للفوز بالمنصب كان أكثر المرشحين الخمسة إنفاقا حيث بلغت نفقات حملته الانتخابية ما يعادل 13 مليون دولار، مقابل 11 مليون دولار أنفقها المرشح المستقل الملياردير ميخائيل بروخوروف. أما غينادي زيوغانوف مرشح الحزب الشيوعي فقد بلغت نفقات حملته الانتخابية ما يعادل ثمانية ملايين دولار متقدما عن فلاديمير جيرينوفسكي مرشح الحزب الليبرالي الديمقراطي الذي لم تتعد نفقات حملته ستة ملايين ونصف المليون دولار. ويأتي في ذيل القائمة سيرغي ميرونوف مرشح حزب «العدالة الروسية» بنفقات يبلغ مجملها أربعة ملايين دولار.

ورغم أن النتيجة تكاد تكون محسومة سلفا لصالح بوتين الذي تسنم قمة السلطة في صيف عام 1999 رئيسا للحكومة الروسية حتى جرى انتخابه رسميا رئيسا للدولة خلفا لسلفه بوريس يلتسين في مارس (آذار) 2000، فإن أجواء التوتر المشوب بالقلق تسيطر على الشارع الروسي تحسبا لما أعلنته المعارضة عن عزمها على الخروج إلى الشارع احتجاجا على استمرار بوتين تحت شعارات تطالب بالتغيير وبانتخابات نظيفة. وكان بوتين قد أعلن عن تزويد مراكز الاقتراع بكاميرات مراقبة والسماح بأكبر عدد من المراقبين لمتابعة العملية الانتخابية في محاولة للحيلولة دون أي احتجاجات تشكك في نزاهة العملية. وكشف فلاديمير تشوروف رئيس اللجنة المركزية للانتخابات الذي فشلت احتجاجات ومظاهرات المعارضة في الإطاحة به بعد الانتخابات البرلمانية في نهاية العام الماضي، أن عدد المراقبين الدوليين المعتمدين يقترب من 700 مراقب يمثلون عددا من المنظمات الدولية منها منظمة الأمن والتعاون في أوروبا ومنظمة «الجمعية البرلمانية لبلدان الكومنولث».

وفيما تتوقع كل نتائج استطلاعات الرأي فوز بوتين بأكثر من 60 في المائة من الأصوات من الجولة الأولى، نقلت وكالة أنباء «إنترفاكس» عن ميخائيل فينوغرادوف خبير الشؤون الاستراتيجية السياسية قوله: «إن الانتخابات نفسها ليست حدثا سياسيا رئيسيا هذا العام. لكن الحركة المعارضة التي أصبحت ملموسة في موسكو وسان بيطرسبورغ والمدن الكبرى أصبحت تعني أكثر من نتيجة هذه الانتخابات. أشك في أن بوتين سيتمكن من الحصول على أكثر من 30 في المائة من الأصوات في موسكو بسبب الأجواء المعارضة في العاصمة، ولذا فان إعلان فوز بوتين في الجولة الأولى سيثير عدم المصداقية عند الناخبين في موسكو».