لاريجاني.. من ذراع أحمدي نجاد اليمنى إلى أشد منافسيه

تكهنات بفوزه في الانتخابات الرئاسية في 2013

لاريجاني خلال إدلائه بصوته في الانتخابات التشريعية الجمعة الماضي في قم (أ.ف.ب)
TT

عندما انتخب محمود أحمدي نجاد للمرة الأولى رئيسا للبلاد عام 2005، كان ينظر إلى علي لاريجاني، بوصفه الذراع اليمنى له، ففي ذلك الحين كان الأخير كبير المفاوضين الإيرانيين للملف النووي الإيراني، كما تعامل مع أكثر القضايا الدولية حساسية التي تواجهها إيران. لكن علاقة الرجلين السياسية سرعان ما تعثرت بعد عامين من ذلك، وتحول لاريجاني إلى أشد منتقدي نجاد ثم من أشد منافسيه خلال الانتخابات التشريعية التي جرت يوم الجمعة الماضي.

وعندما أصبح لاريجاني رئيسا لمجلس الشورى في 2008 تنامت الخلافات بين البرلمان وحكومة أحمدي نجاد حول قضايا اقتصادية في بادئ الأمر ثم تطورت إلى سياسية في وقت لاحق. وبرز لاريجاني كزعيم للكتلة المناوئة لأحمدي نجاد والتي تصف نفسها باسم «الأصوليين» ليعكسوا ولاء للمؤسسة الإسلامية.

وخلال الانتخابات التشريعية التي جرت الجمعة الماضي قاد لاريجاني سباق الانتخابات ممثلا للمحافظين المتشددين الموالين للمرشد الأعلى آية الله علي خامنئي، ضد المرشحين الموالين لأحمدي نجاد الذين لم يفلحوا في الحصول على عدد كبير من مقاعد البرلمان كما كانوا يأملون. وحقق فوزا كاسحا عن دائرة قم؛ تلك المدينة المحافظة الواقعة إلى الجنوب من العاصمة الإيرانية طهران.

وحسب تقرير لوكالة الأنباء الألمانية، فإن فوز لاريجاني الكاسح في الانتخابات قد يكون مجرد بداية رحلته السياسية، حيث من المتوقع أن يسعى للفوز بمنصب الرئيس في الانتخابات المقررة عام 2013، لينهي بذلك حقبة أحمدي نجاد. وعلى الرغم من أنه يدعم البرنامج النووي الإيراني، فإن المراقبين يعتبرون لاريجاني أكثر استعدادا للتوصل لحلول وسط مقارنة بأحمدي نجاد فيما يتعلق بالنزاع النووي مع الغرب. وولد لاريجاني عام 1958 في مدينة النجف الواقعة جنوب العراق، حيث كان يعمل والده محاميا. وتخرج في طهران بعدما تخصص في الرياضيات وعلوم الحاسب الآلي قبل أن يحصل على الدكتوراه في الفلسفة.

وبدأ مشوار لاريجاني السياسي في منتصف الثمانينات كوزير للثقافة في حكومة الرئيس السابق أكبر هاشمي رافسنجاني.

وفي عام 1994، عينه خامئني رئيسا لشبكة التلفزيون الحكومي (إيريب). وبعد نحو عشر سنوات، عينه مستشارا له في المجلس الأعلى للأمن الوطني.

وينتمي لاريجاني إلى جيل سياسي أقدم موال لمبادئ الثورة الإسلامية التي اندلعت عام 1979 ويدعم تمتع آية الله خامنئي بدور لا منازع له كالمرشد الأعلى.