تخفيف مدة احتجاز المعتقلة الفلسطينية إلى 4 أشهر

الشلبي تواصل إضرابها عن الطعام حتى الإفراج عنها من سجون الاحتلال الإسرائيلي

فلسطينيون من قرية برقين القريبة من جنين في الضفة الغربية يتظاهرون تضامنا مع المعتقلة هناء الشلبي (أ.ب)
TT

قررت محكمة إسرائيلية، أمس، تخفيف مدة الاعتقال الإداري لهناء الشلبي، التي تواصل إضرابها عن الطعام، إلى 4 أشهر بدلا من 6. وأكد المحامي جواد العيماوي، مدير الدائرة القانونية في وزارة شؤون الأسرى الفلسطينية، لوكالة «فرانس برس»: «اليوم قررت قاضية إسرائيلية تخفيض مدة الاعتقال الإداري للمعتقلة هناء الشلبي، من ستة أشهر إلى أربعة».

وكانت هناء الشلبي (30 عاما) بدأت إضرابا عن الطعام منذ اليوم الأول لاعتقالها في 16 فبراير (شباط) الماضي، مستلهمة نموذج الأسير الفلسطيني، خضر عدنان، الذي اضرب عن الطعام مدة 65 يوما، احتجاجا على وضعه قيد الاعتقال الإداري لمدة 4 أشهر، مما اضطر المحكمة الإسرائيلية إلى إعلان قرارها الإفراج عنه في أبريل (نيسان) المقبل مقابل وقف إضرابه عن الطعام.

وكانت الشلبي، تعبر بإضرابها المماثل، عن احتجاج على وضعها قيد الاعتقال الإداري، مطالبة بمعاقبة الجنود الذين اعتقلوها وقاموا بضربها.

وأشار المحامي العيماوي إلى أن وضع هناء الشلبي الصحي متوسط، وأن القاضية قالت في حيثيات القرار: «في حال تردي وضع هناء الصحي، فإن بالإمكان إعادة بحث قضيتها مجددا». وأكد في الوقت نفسه أن هناء تواصل إضرابها عن الطعام رغم الإعلان عن تخفيض مدة اعتقالها.

وتعتقل إسرائيل إداريا نحو 280 فلسطينيا، استنادا إلى ملفات أمنية سرية لا تعرضها أمام المحاكم الإسرائيلية.

وكانت مؤسسات فلسطينية عدة بدأت في مطلع الشهر الحالي حملة ضد الاعتقال الإداري، شملت مقاطعة المحاكم الإسرائيلية من قبل المعتقلين الإداريين.

وذكر تقرير نشرته مؤخرا منظمة «بتسليم» الإسرائيلية للدفاع عن حقوق الإنسان، أن عدد الفلسطينيين الذين يخضعون للاعتقال الإداري سجل ارتفاعا ملحوظا خلال العام الماضي. وهي المرة الأولى التي يرتفع فيها العدد منذ 2008. ويسمح القانون الإسرائيلي الذي يعود لأيام الانتداب البريطاني باحتجاز مشتبه به في الاعتقال الإداري من دون توجيه أي تهمة له لمدة 6 أشهر قابلة للتجديد بشكل متواصل.

من جهته، حذر نادي الأسير الفلسطيني، أمس، من تدهور في صحة الأسيرة هناء الشلبي، فيما طالبت السلطة الفلسطينية بتدخل الأمم المتحدة والاتحاد الأوروبي للإفراج عنها. ونقل نادي الأسير، في بيان صحافي عن محاميه، فواز شلودي، الذي زار الشلبي في سجن «هشارون» الإسرائيلي، أن حالتها الصحية في تدهور. وأوضح أن علامات الهزل والتعب ازدادت وبشكل ملحوظ على الشلبي، لكنها على الرغم من ذلك متماسكة ومعنوياتها عالية جدا. وأضاف أن الشلبي أكدت استمرارها في إضرابها حتى تحقيق جميع مطالبها وإنهاء سياسة الاعتقال الإداري «الظالمة».

في سياق مماثل، نقلت وكالة الأنباء الألمانية عن عضو اللجنة التنفيذية لمنظمة التحرير، صائب عريقات، مطالبته كلا من مبعوث السكرتير العام للأمم المتحدة، روبرت سيري، وممثل الاتحاد الأوروبي في فلسطين، جون جوتيرات، خلال اجتماعه بهما كلا على حدة في أريحا في الضفة الغربية، بضرورة الإفراج الفوري عن الشلبي. كما طالب عريقات بإلغاء إسرائيل قانون الاعتقال الإداري الذي قامت سلطة الانتداب البريطاني بإلغائه عام 1948.

وقال عريقات إن الرئيس محمود عباس يبذل قصارى جهده تجاه ملف الأسرى والمعتقلين، مشيرا إلى أنه «تحدث في مسألة الأسيرة هناء الشلبي المضربة عن الطعام مع القنصل الأميركي العام دانيال روبنستين، وطالب بالإفراج الفوري عن كافة الأسرى والمعتقلين، وخاصة الذين اعتقلوا قبل نهاية عام 1994، والمرضى، وكبار السن، والنساء والأطفال، والقادة».