رحيل السياسي المغربي أبو بكر القادري.. أحد قادة الكفاح ضد الاستعمار

الملك محمد السادس نوه كثيرا بدوره الوطني

الأمير مولاي رشيد لدى حضوره صلاة الجنازة على الراحل أبو بكر القادري وبدا إلى يمينه عبد الإله بن كيران رئيس الحكومة ومحند العنصر وزير الداخلية وإلى يساره نجل الراحل خالد القادري («الشرق الأوسط»)
TT

ووري الثرى أمس في مدينة سلا المجاورة للرباط جثمان أبو بكر القادري، أحد القادة التاريخيين لحزب الاستقلال، الذي يعد كذلك من آخر قادة الحركة الوطنية في المغرب الذين كانوا على قيد الحياة. وكان القادري أحد الذين وقّعوا على مذكرة سياسية شهيرة تعرف باسم «عريضة المطالبة بالاستقلال» في عام 1944، وهي المبادرة التي أدت إلى انطلاق حركة قوية في مختلف أنحاء المغرب للكفاح ضد الاستعمار. وسجن القادري خلال الفترة الاستعمارية عدة مرات وتعرض لتعذيب شديد، كما ظل القادري، ولسنوات طويلة يترأس «الجمعية المغربية لمساندة الكفاح الفلسطيني».

ووصف العاهل المغربي الملك محمد السادس القادري بأنه «من الرعيل الأول لرواد الحركة الوطنية، الذين شاركوا بتفانٍ وإخلاص في مختلف أطوارها، والذين هيأتهم الأقدار ليكونوا في طليعة المجاهدين والمناضلين في سبيل استرجاع حرية المغرب وسيادته، وإرساء أسس الدولة المغربية الحديثة». وقال العاهل المغربي في برقية تعزية مطولة، على غير المعتاد، بعث بها إلى أسرة القادري، إنه ظل «مدافعا عن الهوية المغربية الأصيلة والقضايا المصيرية للأمة العربية والإسلامية، وفي طليعتها القضية الفلسطينية». وتحدث العاهل المغربي مسهبا عن دوره الوطني.

وحرص القادري، رغم تقدمه في السن، على حضور بعض المناسبات السياسية، لكنه انقطع في الأسابيع الأخيرة عن ذلك.

وكان القادري عضوا في مجلس رئاسة حزب الاستقلال، الذي يعتبر بمثابة لجنة حكماء، ويضم القادة التاريخيين للحزب، بيد أنه لم يكن يمارس نشاطا سياسيا يذكر.

وكانت مراسم تشييع جثمان القادري (97 سنة) حاشدة، وشارك فيها عدد كبير من رسميين وغير رسميين.