كثّف تنظيم القاعدة هجماته في اليمن خلال اليومين الماضيين، وطالت معسكرات تابعة للحرس الجمهوري والأمن المركزي، وغيرها. وسقط أمس ما لا يقل عن 45 قتيلا بينهم 35 جنديا يمنيا، في جنوب البلاد. وبدأت الاشتباكات عقب تفجيرين انتحاريين استهدفا موقعين عسكريين في زنجبار في وقت سابق أمس.
وقال مصدر مسؤول في وزارة الدفاع اليمنية، أمس، إن «عناصر إرهابية من (القاعدة) قامت بتنفيذ (اعتداء غادر وجبان) على موقع عسكري للقوات المسلحة في وادي دوفس بمحافظة أبين، مستخدمين السيارات المفخخة مما أدى إلى استشهاد وجرح عدد من أفراد اللواء 39 مدرع بالمنطقة العسكرية الجنوبية». وجاء الهجوم بعد يومين على تعيين اللواء سالم علي قطن، قائدا للمنطقة الجنوبية العسكرية.
وذكرت وزارة الدفاع اليمنية أن «مقاتلي اللواء 39 مدرع و115 مشاة الأبطال قاموا بالرد على الاعتداء الإجرامي لتلك العناصر الإرهابية المارقة موجهين لهم ضربة موجعة تمكنوا من خلالها من استعادة السيطرة الكاملة على الموقع وإخلائه منهم وإعادة فتح الطريق الرئيسي بين زنجبار ودوفس».
وقالت الوزارة إن الهجوم أدى إلى مقتل وإصابة عدد من عناصر التنظيم الذين حاولوا تنفيذ الهجوم. وتعهد مصدر مسؤول بأن «القوات المسلحة والأمن ومعها المواطنون الشرفاء لن تتوانى في الضرب بكل قوة كل من يحاول العبث بأمن واستقرار الوطن وسكينته العامة»، كما دارت مواجهات مسلحة بين الطرفين عقب الهجوم الفاشل، وهي التي سقط فيها القتلى والجرحى من الطرفين، حسب المصادر الرسمية.
ووصف شهود عيان، في اتصالات مع «الشرق الأوسط» المعارك التي دارت بين قوات الجيش وعناصر «القاعدة» عقب الهجوم بأنها عنيفة «وربما الأعنف بين الجانبين منذ فترة طويلة»، وأنها اتخذت طابع المواجهات المباشرة. وذكرت مصادر محلية أن ما لا يقل عن 45 شخصا، من الجانبين، قتلوا وجرح العشرات في المواجهات التي شهدتها المنطقة.
وكان تنظيم القاعدة صعد من عملياته ضد قوات الجيش والأمن اليمنيين، الأيام القليلة الماضية، فقد نفذ، أول من أمس، هجوما انتحاريا في محافظة البيضاء ضد قوات الحرس الجمهوري وهجوما آخر في مدينة المكلا، عاصمة محافظة حضرموت، ضد معسكر الأمن المركزي، وذلك بعد هجوم كبير نفذه في الـ25 من الشهر الماضي، ضد قوات الحرس الجمهوري المرابطة أمام القصر الجمهوري في المكلا.
على صعيد آخر، أعلنت حالة الطوارئ في «قاعدة الديلمي» الجوية، قرب مطار صنعاء، حيث انتشرت العشرات من الدبابات والمصفحات التابعة لقوات الحرس الخاص.