تحدثت أحزاب سياسية معارضة ومنظمة غير حكومية، أمس، عن عمليات تزوير في عدد من مراكز الاقتراع في روسيا منذ الساعات الأولى للتصويت في الانتخابات الرئاسية التي يفترض أن تعيد رجل روسيا القوي فلاديمير بوتين إلى الكرملين.
وقال الحزب الديمقراطي (يابلوكو) الذي نشر عددا من المراقبين في مختلف أنحاء روسيا، على موقعه الإلكتروني، إن «الأشخاص أنفسهم يصوتون في المركزين رقمي 2164 و2166 في موسكو». وأضاف «إنه في المكتب 155 في فلاديفوستوك اكتشف ناخبون (عند وصولهم) أنهم صوتوا قبل وصولهم». وكانت السلطات رفضت ترشيح غريغوري يافلينسكي عن الحزب بسبب مخالفته في جمع توقيع مليوني دعم. وبدأ الروس الإدلاء بأصواتهم أمس (الأحد) في إطار الانتخابات الرئاسية للكرملين في أجواء معارضة غير مسبوقة منذ وصول بوتين إلى الحكم قبل نحو عشر سنوات. ودعي نحو 109 ملايين ناخب إلى الإدلاء بأصواتهم منذ الساعة الثامنة صباحا بالتوقيت المحلي في سائر أرجاء روسيا التي تعد أكبر بلد في العالم يمتد إلى تسع مناطق زمنية. وتحدث الحزب الشيوعي أيضا عن عمليات تزوير بالجملة قال مراقبوه إنها وقعت في مركز للاقتراع في كيروف (شرق موسكو).
أما المنظمة غير الحكومية «غولوس» التي ترصد عمليات التزوير عبر موقعها على الإنترنت بالتعاون مع النسخة الروسية من المجلة الأميركية «فوربس»، فقد تحدثت عن مئات من عمليات التزوير. من جانب آخر، أفاد مراسلو وكالة الصحافة بأن الكاميرات الإلكترونية التي نصبت في كل مكتب اقتراع في روسيا ووعد بوتين بأنها ستتيح التحقق من حسن سير الانتخابات، لم تكن تعمل جيدا أمس (الأحد).
وكان يفترض أن يبث الموقع الرسمي لمراقبة الانتخابات على الإنترنت صورا مباشرة تصل من 180 ألف كاميرا إلكترونية نصبت في 90 ألف مكتب اقتراع، وأنه يمكن لكل من سجل اسمه مسبقا أن يتمكن من الاطلاع عليه، مما يتيح نظريا مراقبة الاقتراع في كل مكتب تصويت.
وفي أربعة مكاتب اقتراع في محج قلعة وداغستان (القوقاز الروسي)، حيث تابع مراسل وكالة الصحافة الفرنسية عمليات التصويت عبر الكاميرات الإلكترونية، فإن نوعية البث لم تكن جيدة لكي يمكن الحديث عن احتمال فعلي بمراقبة الانتخابات عن بعد، حيث لم تتسن رؤية صندوق الاقتراع في حين كانت الصورة تتوقف لعدة دقائق وتختفي مع صعوبات في فتح الإنترنت.
وجهز مكتب الاقتراع رقم 993 في محج قلعة بكاميرتين، إحداهما تظهر المكاتب، والأخرى تظهر صندوقي الاقتراع والعازل الانتخابي، لكن الكاميرا ثبتت بطريقة تتيح فقط مراقبة صندوق واحد. والصندوق الآخر كان خارج إطار الصورة ولا تتيح الكاميرا رؤية ما يحصل.
وتفاوتت نوعية البث خلال فترة قبل الظهر، حيث كانت الصورة تتجمد أو تختفي في بعض الأوقات. وفي المكتب رقم 1090 في محج قلعة، لا تظهر الكاميرا سوى صندوق واحد من اثنين.
وفي ياكوتسك (سيبيريا الشرقية) فإن الوضع كان أفضل في مكتبي الاقتراع 703 و704، حيث نصبت الكاميرات في مواقع جيدة مما يتيح رؤية الصندوقين والتأكد من أن الناخبين يضعون فقط بطاقة اقتراع واحدة. ولم يتسن للجنة الانتخابية المركزية التعليق على المشاكل التقنية التي تعرقل عمل الموقع.