مساع للحصول على إجماع في وكالة الطاقة لإدانة أنشطة إيران النووية

تتصدر أجندة اجتماع أمنائها موافقة بيونغ يانغ على تجميد أنشطتها

TT

يبدأ مجلس أمناء الوكالة الدولية للطاقة الذرية، في العاشرة من صباح اليوم، بمقر الوكالة بالعاصمة النمساوية فيينا اجتماعا دوريا، تتصدر قمة أجندته آخر التطورات الإيجابية، بعد موافقة حكومة بيونغ يانغ الكورية الشمالية تجميد أنشطتها النووية المحظورة، وإبداء قبولها عودة المفتشين الدوليين، مقابل الحصول على غذاء.

وفي سياق مختلف تماما، يبحث المجلس وبكثافة قضية الملف النووي الإيراني، التي تجابه عقبات كأداء، بسبب التعنت الإيراني في تسوية ما تصفه الوكالة بالمسائل العالقة والشواغل الجدية التي تساورها حول أبعاد عسكرية محتملة للنشاط الإيراني النووي، وللرفض الإيراني السماح للوكالة بمعاينة موقع بارشين العسكري، للتحقق من صحة ما يطاله من شكوك، بجانب رفض إيران تقديم ردود لاستفسارات دولية حول معلومات عن خبير أجنبي ساعدها في ذلك الخصوص.

وفي حين يكرر مسؤولون إيرانيون القول إن بلادهم تتعاون مع الوكالة بصورة حسنة بل جيدة, وإن إيران قدمت كل ما لديها من معلومات، نافين أن يكون للنشاط النووي الإيراني أي أغراض عسكرية، ومؤكدين أنه لأهداف مدنية بحتة لإنتاج مزيد من الطاقة لمزيد من التوسع الصناعي، تقول الوكالة، وفقا لمعلوماتها الخاصة بالإضافة لمعلومات استخباراتية وفرتها 10 من دولها الأعضاء، إن بعض المواقع الإيرانية وفي مقدمتها موقع بارشين تشهد تحركات وأنشطة مثيرة للريبة، بما تم داخلها من أبنية وتشييدات، وما يجري من اختبارات وانفجارات.

ووفقا لمتابعة «الشرق الأوسط»، فإن بعض الدول الرافضة للنشاط النووي الإيراني تتلمس إمكانية أن يجمع الأمناء في ختام اجتماعهم على قرار دولي يدين إيران، استنادا إلى ما جاء في تقرير مدير عام الوكالة، يوكيا أمانو، الذي رفعه لهم قبل بضعة أيام لدراسته واتخاذ موقف بشأنه وفيه جأر بالشكوى للفشل الذريع لزيارتين قام بهما وفد رفيع من الوكالة لطهران خلال شهري يناير (كانون الثاني) وفبراير (شباط) الماضيين، بغرض زيارة موقع بارشين، وعاد دون معاينته لرفض إيران التصريح بزيارته. أضف إلى ذلك أن إيران تجاهلت تماما ما أثاره الوفد بشأن مزاعم عن خبير أجنبي وفر لها معلومات ومساعدات عالية التقنية في هذا الخصوص، كما رفضت الحديث عن قضايا أخرى باعتبارها مجرد مزاعم لا أساس لها من الصحة.

من جانبه, كان وزير الخارجية الإيراني, علي أكبر صالحي، قد أشار في تصريحات صحافية إلى أن وفد الوكالة لن يزور موقعا عسكريا, وأن الوفد يزور إيران لمزيد من التعاون والمحادثات، بينما وصف مندوب إيران لدى الوكالة، السفير علي أصغر سلطانية، الزيارتين بـ«الجيدتين» وأجواءهما بـ«الحسنة»، متجاهلا تماما مسارعة الوكالة إعلان فشل الزيارتين مجتمعتين في بيان صحافي صدر من مكتب مديرها العام، معبرا عن خيبة أمله، في حين وصفت مصادر دبلوماسية غربية التصرف الإيراني بصفعة قوية وجهتها طهران لوجه الوكالة ومسيرة تعاونهما.

إضافة إلى ذلك، يشير تقرير المدير العام إلى أن الوكالة لا تزال تنتظر ردا من إيران على طلبات تشييد 10 مرافق جديدة لتخصيب اليورانيوم, كانت الوكالة قد طلبت معلومات بشأنها منذ 18 أغسطس (آب) 2010، وذلك بينما لا تزال إيران تواصل التخصيب, كاشفا أنها حتى 19 فبراير (شباط) 2012 أنتجت 896.5 كلغ من اليورانيوم الطبيعي على شكل ثاني أكسيد اليورانيوم.