العربي يتوقع تحولا في الموقفين الروسي والصيني مع اتصالات الجامعة بالجانبين

بكين تقدم خطة تدخل في سوريا

TT

توقع الأمين العام لجامعة الدول العربية الدكتور نبيل العربي تحولا في الموقفين الروسي والصيني بشأن سوريا، وقال إن الوضع في سوريا أصبح غير مقبول ومتأزما للغاية، مؤكدا على أهمية تضافر الجهود من أجل مساعدة وإغاثة الشعب السوري الذي بات في حاجة إلى مساعدات عاجلة في ظل الوضع المتأزم الراهن.

وأشار العربي في كلمته أمام مؤتمر «الاستجابة الإنسانية وتنسيق العمل التعاوني من أجل الشعب السوري»، الذي عقد في مقر الجامعة العربية صباح أمس، إلى أن الوضع في سوريا يخرج عن المقبول بجميع المعايير، لافتا إلى أن الدول العربية تسعى منذ 13 يوليو (تموز) من العام الماضي إلى مطالبة النظام السوري بوقف العنف والإفراج عن المعتقلين والدخول في إصلاح حقيقي، بينما الجانب السوري يعطي كلمات فيها القبول لكن على الأرض لم يتحقق شيء.

وأضاف العربي: «هناك أوراق ضغط استخدمت، وهناك أفكار طرحتها الجامعة العربية، ونحن الآن لدينا اهتمام بصدور قرار من مجلس الأمن بوقف العنف وفتح المجال للمعونات الإنسانية، ونأمل أن يتحقق ذلك خلال أسبوع».

وأوضح العربي أن هناك مؤشرات إيجابية للتغيير في الموقفين الصيني والروسي تجاه الملف السوري، لافتا إلى أن هناك اتصالات تجريها الجامعة العربية مع الجانبين، وقال إن وزير الخارجية الروسي سيرجي لافروف سوف يشارك في أعمال المجلس الوزاري العربي في دورته السابعة والثلاثين بعد المائة التي ستنطلق بالجامعة العربية يوم 10 مارس (آذار) الحالي.

إلى ذلك، ناشد المؤتمر الذي نظم بالتعاون والتنسيق مع المنتدى الإنساني الدولي، بمشاركة عدد كبير من منظمات المجتمع المدني وبرنامج الأمم المتحدة الإنمائي ومنظمة المؤتمر الإسلامي، الحكومة السورية توفير ممرات إنسانية آمنة للمنظمات الإنسانية بما يمكنها من إيصال المساعدات الإنسانية إلى المحتاجين.

وأكدت السفيرة سيما بحوث، الأمين العام المساعد لجامعة الدول العربية للشؤون الاجتماعية، أن الجامعة العربية منذ بداية الأحداث في سوريا في العام الماضي سعت إلى إيجاد مخرج سلمي لإنهاء الأزمة هناك حقنا لدماء الشعب السوري والحيلولة دون تفاقم الأوضاع الإنسانية على الأرض، وأشارت إلى أنه حرصا من الجامعة العربية على إيجاد الحل السياسي في سوريا قدمت المبادرة العربية التي دعت إلى الوقف الفوري للعنف والقتل والسماح بوصول المساعدات الإنسانية وكل وسائل الإعلام العربية والدولية. وأشارت بحوث إلى أن الجامعة العربية حرصت ولا تزال على التعاون والتنسيق مع كل الأطراف الدولية والإقليمية والمنظمات الدولية والإقليمية الحكومية وغير الحكومية لبحث سبل إيصال المساعدات والإغاثة الإنسانية داخل سوريا.

ومن جانبه قال ممثل الندوة العالمية الإسلامية في المؤتمر إن هناك تبرعات موجودة لدعم الشعب السوري، وهناك استعداد لمزيد من التبرعات، ولكن المشكلة في كيفية توصيل المساعدات الإنسانية، مقترحا استخدام طرق غير تقليدية مثل التجار ذوي المصالح.

من جهة أخرى، قدمت الصين مقترحا أمس يهدف إلى وضع حد للعنف في سوريا، ويدعو المقترح إلى وقف فوري لإطلاق النار ومحادثات من قبل جميع الأطراف، ولكنها وقفت بحزم ضد أي تدخل من جانب قوى خارجية.

ويأتي المقترح الذي أعلنت عنه الخارجية الصينية بينما يدعو الأمين العام للأمم المتحدة بان كي مون نظام الرئيس السوري بشار الأسد إلى السماح بالوصول الفوري للعاملين في المجال الإنساني، في وقت يمارس فيه النظام حملة قمعية ضد معارضيه. وواجهت الصين انتقادات حادة بعد معارضتها مع روسيا لصدور قرار من الأمم المتحدة يدين النظام السوري، خشية التدخل الخارجي على غرار ما حدث في ليبيا.

ويعكس المقترح الصيني الجديد تلك المخاوف، إذ ينادي بوضع حد فوري لجميع أعمال العنف في سوريا، فضلا عن السماح بأعمال الإغاثة الإنسانية وبدء مفاوضات بين جميع الأطراف، إلا أنه في ذات الوقت يقف ضد أي تدخل خارجي، أو فرض عقوبات أو محاولات لتغيير الحكومة السورية. وقال مسؤول صيني بارز للموقع الإلكتروني الخاص بوزارة الخارجية الصينية، من دون الكشف عن اسمه: «نحن نعارض أي تدخل في الشؤون الداخلية السورية تحت ذريعة القضايا الإنسانية»، مشيرا إلى اعتقاده أن «استخدام القوة أو التهديد بفرض عقوبات لا يساعد على حل المشكلة».