وكالة الطاقة الدولية: مؤشرات لأنشطة إيرانية تستدعي التحري عنها اليوم قبل غد

أمانو دعا طهران إلى الحوار في «أجواء بناءة»

TT

كرر يوكيا أمانو، أمين عام الوكالة الدولية للطاقة الذرية، دعوته لإيران لتعاون كامل يتيح للوكالة التحقق من طبيعة ما تقوم به من أنشطة نووية، مؤكدا وجود مؤشرات لأنشطة ذات طبيعة تستدعي التحري عنها بصورة مستعجلة اليوم وقبل الغد، كما قال، مشددا في الوقت ذاته على خيار الوكالة الحوار والتعامل مع إيران في أجواء هادفة بناءة.

جاء ذلك في معرض ردود أمانو أثناء مؤتمره الصحافي عقب خطابه الافتتاحي لاجتماعات دورية لمجلس محافظي الوكالة الدولية، تستمر حتى نهاية الأسبوع، وتتسيد أجندتها كالعادة منذ 2003 قضية الملف النووي الإيراني.

وكان أمانو قد وصف التعامل الإيراني الأخير، خلال زيارتين قام بهما وفد من الوكالة على مستوى عال، بأنه تعامل غير موضوعي, موضحا أن الوكالة حضرت طيلة 40 يوما لزيارة موقع بارشين العسكري جنوب شرقي طهران، الذي تدور حوله اتهامات قوية بأنشطة عسكرية الطابع وتجارب وانفجارات، كاشفا عن أن طهران بعد أن تجاهلت تحقيق رغبة الوفد في معاينة الموقع أثناء الزيارة الأولى نهاية يناير (كانون الثاني)، عادت واقترحت قبل ساعتين فقط من مغادرة الوفد زيارته الثانية لطهران أواخر فبراير (شباط), أن يزور موقعا عسكريا بديلا (موقع مارقان). واستطرد أمانو، دون الدخول في تفاصيل، أن هذا التعامل يضاعف من مخاوف الوكالة المتزايدة بشأن أبعاد عسكرية محتملة، خاصة أنها ما تزال غير قادرة على تقديم ضمانات موثوقة، واستنتاج أن جميع الأنشطة والمواد النووية بإيران تستخدم لأغراض سلمية, راجيا أن تتوفر للوكالة فرصة الوصول لأمر إيجابي. وردد أكثر من مرة الحديث عن انفتاح الوكالة واستعدادها للحوار وللعمل في أجواء تمكن من الوصول للهدف الذي يعيد للمجتمع الدولي ثقته المفقودة في سلمية النشاط النووي الإيراني.

إلى ذلك أكدت مصادر أميركية لـ«الشرق الأوسط» أن وفد بلادهم لم يتقدم بأي مشروع قرار لإدانة طهران خلال هذا الاجتماع، كما لم يصلهم حتى أمس مشروع من جهة أخرى. وتمضي المصادر مؤكدة أن الولايات المتحدة تفضل دعم دعوة مجموعة «5+1» (الدول الخمس دائمة العضوية بمجلس الأمن وألمانيا) للعودة لمائدة التفاوض بقيادة مسؤولة الشؤون الخارجية بالاتحاد الأوروبي، كاثرين آشتون، ومشاركة مجموعة «5+1» التي أبدت إيران تأييدها واستعدادها لها دون أن تبدي أي شروط مسبقة، كما دأبت في الجولتين الفاشلتين السابقتين. ولم تنف مصادر أخرى محاولات أكثر تشددا تقودها فرنسا حتى يواصل الأمناء ضغطهم على إيران، محبذة أن يصدر المجلس بالإجماع قرارا بالإدانة، وفي حالة الإجماع تدعو للتصويت.

في سياق مواز رحب أمانو بالتطورات الإيجابية التي حققتها المحادثات الأميركية الكورية الشمالية، والتي بموجبها أبدت حكومة بيونغ يانغ استعدادها لتجميد أنشطتها النووية مقابل مساعدات تموينية، واصفا الاتفاق بأنه خطوة هامة في الطريق الصحيح, ومبديا استعداد الوكالة للعودة لكوريا الشمالية ما إن تصلها دعوة يقبلها مجلس الأمناء، وبموجبها يمنح الوكالة صلاحيات العودة للعمل بعد أن تم طردهم قبل سنوات.