عائلة «شيخ المعتقلين» بسوريا تعلن عن خطوات تصعيدية.. وابنته تقول: سنتوجه للقضاء الدولي

عميد منشق لـ«الشرق الأوسط»: العيسمي في شقة تابعة للمخابرات العسكرية

TT

أعلنت ابنة نائب الرئيس السوري الأسبق المعارض شبلي العيسمي، الذي اختطف منذ أكثر من 9 أشهر من منطقة عالية في جبل لبنان، أنها وعائلتها «قرروا اتخاذ خطوات تصعيدية حتى يتم إطلاق سراحه سالما»، لافتة إلى أنه «سيتم التوجه للقضاء الدولي لأن عملية اختطافه من لبنان باتجاه سوريا تندرج في إطار الإرهاب الدولي».

وأشارت رجاء شرف الدين إلى أنه «بعدما تم استنفاد كل الجهود الرسمية اللبنانية وحتى الدبلوماسية منها بعد لقاءات مع السفراء الروسي والأميركي والصيني والبريطاني وغيرهم في بيروت من دون التوصل إلى أي نتيجة، تقرر اللجوء للقضاء الدولي»، وقالت لـ«الشرق الأوسط»: «لم تصل إلينا أخبار عن الوالد منذ 4 أشهر وآخر المعلومات كانت تتحدث عن أنه ما زال على قيد الحياة ولكن حالته الصحية كانت تتدهور».

وأوضحت شرف الدين أنه «تم التوسط لدى الجمعيات الإنسانية وجمعيات حقوق الإنسان من صليب أحمر وغيرها وصولا إلى جنيف، حيث ستنطلق الدعوى القضائية الدولية»، مذكرة بأن «شبلي العيسمي هو أكبر المعتقلين في السجون السورية لذلك بات يطلق عليه تسمية (شيخ المعتقلين)».

من جهته، كشف العميد المنشق عن المخابرات الجوية السورية حسام عواك، لـ«الشرق الأوسط»، عن أنه «بعدما تم اختطاف العيسمي من منطقة عالية في مايو (أيار) الماضي على يد مجموعة لبنانية، اقتيد إلى مفرزة الزبداني ونقل بعدها إلى فرع فلسطين 235 (المخابرات العسكرية السورية) الواقع بين المزة وكفرسوسة عند فندق (الكرلتون)»، موضحا أنه «يحتجز حاليا في شقة مشددة الحراسة تابعة للفرع نفسه». وأشار العميد عواك إلى أن «سبب احتجازه هو رفضه إعطاء تصريحات مؤيدة للرئيس السوري بشار الأسد»، كاشفا عن أن «أكثر من مسؤول سوري محتجز حاليا في شقق مماثلة وتحت الإقامة الجبرية».

وقد أطلق الناشطون السوريون عبر صفحات موقع التواصل الاجتماعي «فيس بوك» تسمية «ثلاثاء الوفاء لشبلي العيسمي شيخ المعتقلين» تذكيرا بعملية اختطاف أكبر المعتقلين السوريين سنا (88 عاما). وتوجهت «عائلة العيسمي» في بيان إلى «شرفاء أمتنا العربية، وإلى شعبنا المناضل في سبيل حريته، وإلى أبناء بني معروف في لبنان وسوريا والأردن والوطن العربي كافة»، مشددة على أن «اختطاف الرمز العربي الكبير شبلي العيسمي، من قلب جبل لبنان ومن بين أهله، يشكل إهانة كبيرة للشرفاء من أبناء وطنه ورفاقه ومحبيه في كل من لبنان وسوريا والأردن وجميع الأقطار العربية»، وقالت «ما كان سكوتنا خلال الأشهر التسعة الماضية إلا لفسح المجال أمام الجهود الدبلوماسية والسياسية عبر القنوات المحلية والدولية، ولكن مع الأسف لم تسفر عن أي نتيجة فعالة»، كاشفة عن أنها «بصدد اتخاذ خطوات تصعيدية حتى يتم إطلاق سراحه سالما».

وطالبت عائلة العيسمي «بشدة وبإصرار المسؤولين في الدولة اللبنانية السياسيين والأمنيين بتحمل مسؤولياتهم، والتدخل لدى النظام السوري لإطلاق سراحه فورا»، داعية «الشرفاء والمخلصين من أهلنا وإخوتنا في جبل العرب بسوريا ولبنان والأردن إلى التحرك الميداني للضغط على النظام السوري لفك أسره فورا».

وكان السفير السوري لدى لبنان، علي عبد الكريم، نفى الاتهامات حول تورط السفارة السورية بخطف معارضين سوريين في لبنان ومنهم العيسمي، معتبرا أنها اتهامات «من دون أي دليل وتشكل إضرارا كبيرا بالتنسيق بين البلدين وضرورة التكامل في العمل الأمني بينهما».

يذكر أن العيسمي كان قد اختطف في مايو الماضي من مدينة عالية بجبل لبنان، وهو أحد مؤسسي حزب البعث العربي الاشتراكي أواسط أربعينات القرن الماضي، شغل منصب نائب الرئيس السوري خلال حكم أمين الحافظ. كما شغل العيسمي منصب نائب الأمين العام للحزب لفترة طويلة خلال مكوثه في العراق بعد أن منع من دخول وطنه سوريا منذ ستينات القرن الماضي.