الاتحاد البرلماني العربي يتجه لتجميد عضوية سوريا ونقل مقره من دمشق

أحمد السعدون يندد بالمجازر التي ترتكب بحق الشعب السوري «على يد نظام مستبد جائر»

TT

يتوقع أن يوافق الاتحاد البرلماني العربي الذي يختتم أعماله اليوم في الكويت على مقترح إماراتي بتجميد نشاط سوريا على المستوى البرلماني العربي ونقل مقره من العاصمة السورية دمشق إلى أي عاصمة عربية أخرى، أو إلى عاصمة كل دولة تترأس دورة من دورات الاتحاد.

وكان أمير الكويت الشيخ صباح الأحمد الصباح افتتح أمس المؤتمر البرلماني الـ18 للاتحاد البرلماني العربي، وسط تنديد بالأعمال الوحشية التي تحدث في سوريا. وندد رئيس مجلس الأمة الكويتي أحمد عبد العزيز السعدون، الذي تولى رئاسة الاتحاد البرلماني العربي بالمجازر التي «ترتكب بحق الشعب السوري على يد نظام مستبد جائر»، وقال: «لا تزال أجهزة الأمن والجيش السوري تمارس أبشع أنواع البطش والتعذيب بحق أبنائه». كما ندد باستخدام روسيا والصين لحق النقض (الفيتو) داخل مجلس الأمن ضد قرار يدين أعمال العنف في سوريا، وقال إن هذا الموقف تسبب «في منع إصدار قرار يدعو إلى اتخاذ إجراءات فورية وصارمة لإنقاذ الشعب السوري». من جانبه دعا رئيس البرلمان العربي الانتقالي علي الدقباسي الدول العربية كل الى سحب السفراء من سوريا وقطع العلاقات معها.

وتختتم اليوم أعمال الاتحاد البرلماني العربي الذي يشارك فيه رؤساء البرلمانات والمجالس الوطنية ومجالس الشورى في 18 دولة عربية. وكان الوفد البرلماني العراقي قد تساءل في اجتماع اللجنة التنفيذية للاتحاد أمس عن غياب الوفد البرلماني السوري وعدم دعوة رئيس برلمانها لحضور المؤتمر الثامن عشر للاتحاد، في حين تقدم الوفد البرلماني الإماراتي لوضع بند في جدول أعمال المؤتمر يتعلق بتجميد نشاط سوريا على المستوى البرلماني العربي ونقل مقر الاتحاد البرلماني العربي من العاصمة السورية، وحظي الاقتراح بتأييد الوفد البرلماني الكويتي.

وفي الجلسة الافتتاحية التي حضرها أمير الكويت، تحدث رئيس مجلس الأمة الكويتي أحمد عبد العزيز السعدون عن مسؤولية البرلمانات العربية في دعم الطموحات الشعبية، وفي مقدمتها محاربة الفساد الإداري والمالي والعمل على بسط الأمن واستتبابه، وإعادة عجلة الحركة الاقتصادية، وصولا إلى الحكم الرشيد وسيادة القانون.

وقال: «إن التحول إلى الديمقراطية وبناء نظام ديمقراطي سليم ليس عملا سهلا ولا يتحقق بخطوة واحدة، ذلك أن مجتمع الحزب الواحد أو الحزب المسيطر أو الديكتاتورية المستبدة إلى نظام ديمقراطي حقيقي يقوم على انتخابات حرة نزيهة وعلى حرية التعبير ونظام تحترم فيه إرادة الأفراد وكرامتهم من الطبيعي أن تصحبه تغيرات جذرية اجتماعية واقتصادية وسياسية تعيد بناء المجتمع ومكوناته».

وفي الشأن السوري قال السعدون: «نجتمع اليوم ولا تزال المذابح والمجازر والمحرمات ترتكب بحق الشعب السوري على يد نظام مستبد جائر، ولا تزال أجهزة الأمن والجيش السوري تمارس أبشع أنواع البطش والتعذيب بحق أبنائه بانتهاك سافر لتعاليم ديننا وقيمنا وأخلاقنا العربية».

وأضاف السعدون: «كم كانت خيبة أملنا من موقف مجلس الأمن الدولي عندما استخدم بعض أعضائه الدائمين حق النقض وتسببوا بذلك في منع إصدار قرار يدعو إلى اتخاذ إجراءات فورية وصارمة لإنقاذ الشعب السوري، في حين تنقل لنا وسائل الإعلام يوميا وعلى مدار الساعة مشاهد التخريب والدمار والقتل، ونسمع عن طريقها أنين الشباب والكهول ونحيب الأمهات الثكالى تستصرخ ضمائرنا ونخوتنا العربية الأصيلة».

وأضاف: «وإذا كانت خياراتنا في هذا الشأن محدودة فلا أقل من إدانة وشجب ممارسات النظام السوري والعمل على اتخاذ قرارات فعالة حيال الأوضاع في سوريا الشقيقة، وأن ننسق ونتعاون كمجموعة برلمانية عربية أمام الاتحاد البرلماني الدولي والمنظمات البرلمانية الإقليمية الأخرى بما يحقق معالجة الأوضاع في سوريا وكيفية حماية شعبها وإيصال المساعدات الإنسانية للمتضررين من أبنائها».

وكان أمين عام الاتحاد البرلماني العربي نور الدين بوشكوج قد تحدث في كلمته في افتتاح المؤتمر إلى أن إرهاصات الربيع العربي لا تزال تتسع وتنتشر من مغرب العالم العربي إلى مشرقه. وقال بوشكوج: «إذا كانت هذه الانتفاضات قد نجحت في بعض البلدان العربية بإحداث تغيير في هرم الأنظمة القديمة فإن الطريق لا يزال أمامها طويلا لتحقيق ما أرادته، ولا يزال عليها أن تواجه محاولات الاحتواء الداخلي من الأنظمة المنهارة ومحاولات التدخل الخارجي الذي يريد أن يفرض عليها سياسات بعيدة عن أهدافها».

واعتبر أن «أخطر ما تواجهه البلدان العربية في المرحلة الراهنة هو عجز النظام العربي الحالي عن معالجة أمراضه ومواجهة الأخطار التي تهدد أطرافه». وأضاف: «وفي مقدمة هذه الأخطار غياب التضامن العربي والإرهاب الذي يزداد استشراء، مهددا الاستقرار الداخلي في الكثير من البلدان العربية». كما تحدث عن الأوضاع في سوريا، وحذر من تداعيات الحراك الشعبي الذي بدأ في سوريا وتحول إلى مواجهات دامية، وأدى إلى وقوع الآلاف من القتلى والجرحى المدنيين والعسكريين.

وفي كلمته في افتتاح المؤتمر دعا رئيس البرلمان العربي الانتقالي علي الدقباسي الدول العربية لاتخاذ قرارات تتناسب مع حجم المأساة والكارثة التي يعيشها الشعب السوري.

دعا المشاركين إلى «اتخاذ مواقف وقرارات تتناسب مع حجم المأساة والكارثة التي يعيشها الشعب السوري بما يمكنه من أن يشهد عصرا جديدا يقوم على الحرية والعدالة والديمقراطية والدفاع عن حقوق الإنسان». وقال الدقباسي: «إن البرلمان العربي بادر بالدعوة إلى ضرورة وقف المجازر التي يرتكبها النظام السوري في حق شعبه»، مطالبا الدول العربية بسحب السفراء من سوريا وقطع العلاقات كافة».