عشرات القتلى والجرحى في هجمات منسقة استهدفت رجال الأمن في حديثة

50 مسلحا يرتدون الزي الرسمي جالوا شرق المدينة وغربها على متن عربات رسمية.. وإقالة قائد عمليات الأنبار

رجال شرطة يعاينون نقطة تفتيش في حديثة بعد تعرضها لهجمات مسلحة منسقة فجر أمس (أ.ف.ب)
TT

أسفر هجوم مسلح نُفذ بحرفية عالية في قضاء حديثة بمحافظة الأنبار، غرب العراق، استهدف نقاط تفتيش للجيش والشرطة ومركزا أمنيا، عن مقتل وجرح أكثر من 35 شخصا، بينهم اثنان من الضباط أحدهما برتبة مقدم والآخر برتبة نقيب. وأعلنت محافظة الأنبار أن منفذي الهجمات المسلحة في قضاء حديثة، غرب الرمادي، أمس، دخلوا عن طريق بيجي بسيارات مصفحة تم شراؤها من الجيش الأميركي.

وقُتل 27 شرطيا في الهجمات التي شنها أكثر من 50 مسلحا استهدفوا نقاط تفتيش للشرطة ومنازل مسؤولين أمنيين في المدينة، مما تسبب بإقالة قائد عمليات الأنبار في القوات الأمنية العراقية.

وأعلن نائب رئيس مجلس محافظة الأنبار، سعدون عبيد شعلان، أنه تم الاستبدال بقائد عمليات الأنبار، الفريق الركن عبد العزيز محمد جاسم، الفريق الركن قحطان العزاوي، على خلفية هجمات الأمس.

وفي ما لم تعلن بعدُ أي جهة مسؤوليتها عن الحادث، أكد قائمقام قضاء حديثة، باسم ناجي عجيل، تورط الفرع العراقي من تنظيم القاعدة «دولة العراق الإسلامية» بهجمات حديثة، محملا الحكومة مسؤولية عدم التنسيق في أوامر القبض بين الأجهزة الأمنية. وأضاف، في تصريحات صحافية، أن الهجمات حصلت في تمام الساعة الثانية من فجر أمس؛ حيث دخلت قوة ترتدي زيا رسميا وتستقل ما يقرب من 10 سيارات تحمل علامة «سوات»، رمز قوات التدخل السريع، وبحوزتهم أوامر قضائية «مزورة» باعتقال عدد من الضباط.

وأوضح أن هذه القوات دخلت حديثة عن طريق بيجي، وقامت بسحب الهواتف الجوالة من عناصر نقطة تفتيش بروانة، ونفذوا عملية إعدام جماعية بحقهم رميا بالرصاص. وتابع: كما توجه المسلحون إلى نقطة تفتيش ثانية، وقاموا بالفعل السابق نفسه، وقد تم تركيب أسلحة متوسطة فوق سياراتهم، مشيرا إلى أن هذه القوات خطفت قائد قوات «سوات» حديثة، خالد دحام الحديثي، وقامت بقتله، ومن ثم توجهت إلى آمر فوج الطوارئ السابق، العقيد محمد حسين شوفير، وخطفته مع اثنين من حمايته من منزله وتم قتلهم بمسدسات بها كواتم للصوت. وبعد أن أتم المسلحون عمليتهم انسحبوا باتجاه البحيرة في الطريق إلى بيجي، مؤكدا مقتل أحد المسلحين واعتقال آخر مصاب تم نقله إلى مستشفى مع حراسة مشددة.

وقال مدير شرطة بروانة جنوب حديثة، عويد خلف: إن الهجمات استهدفت نقاط تفتيش للشرطة ومنازل مسؤولين وقد بدأت عند الساعة 02.00 (23.00 تغ) واستمرت لساعات. وأوضح خلف أن «مسلحين يرتدون زي الجيش ويقودون سيارات عسكرية مسروقة هاجموا حديثة من شرقها وغربها في وقت متزامن، وقتلوا 6 من أفراد الشرطة في هجوم على نقطة تفتيش في الشرق و6 آخرين في الغرب». وتابع أن «المسلحين دخلوا وتوزعوا في المدينة؛ حيث كان ينتظرهم مسلحون آخرون في سيارات مدنية، وأصبح عددهم حينها أكثر من خمسين، وشنوا هجمات ضد نقاط تفتيش للشرطة».

من جهته أكد الشيخ نعيم الكعود، أحد شيوخ عشائر الأنبار التي قاتلت تنظيم القاعدة، في تصريح لـ«الشرق الأوسط»، أن «السبب في ما حصل من هجمات في الأنبار، أمس، يعود إلى عدم اختيار الرجل المناسب في المكان المناسب»، مشيرا إلى أن «معظم القادة والضباط الذين تم اختيارهم للعمل في أنحاء الرمادي المختلفة لا يتمتعون بالكفاءة والأهلية، فضلا عن أنهم يفضلون مصالحهم الخاصة ومصالح الجهات التي ينتمون إليها ولا تهمهم مصلحة المواطن».

وردا على سؤال عما إذا كان المسؤول الأول عما يحصل من خروقات في الأنبار هو قائد العمليات هناك، قال الكعود: «لقد مل أهالي الأنبار من المطالبة، سواء بتغيير هذا القائد أو غيره، لكن بسبب المحسوبيات والانتماءات الحزبية فإن أحدا لم يحرك ساكنا بهذا الاتجاه». وحول ما إذا كان ما حدث مؤشرا على عودة تنظيم القاعدة قال الشيخ الكعود: «إن الاختراقات وضعف الإمكانات وعدم الإحساس بالمسؤولية من شأنها أن تجعل الخصم أكثر قدرة على اتخاذ القرار المناسب، وإلا كيف نفسر ما حدث بهذه البساطة التي وقع بها ولم تكن توجد قوات جيش ولا شرطة؟ وهو أمر مؤسف». وأشار إلى أن «أهالي الأنبار بدأوا يشعرون بعد هذه الحوادث بالإحباط واليأس التامين»، متهما جهات سياسية لم يكشف عنها بأنها هي من «قامت بتجهيز السيارات المصفحة لهم والتي نفذوا فيها جريمتهم».