طالبان تتبنى هجوما انتحاريا على قاعدة «باغرام» الأميركية

مجلس العلماء الأفغاني يوصي بفرض قيود على سفر المرأة وعملها

أفغاني من حركة طالبان يسلم سلاحه تحت عملية مدعومة من الولايات المتحدة والحكومة الأفغانية في بغلان شمال أفغانستان أمس (إ.ب.أ)
TT

قال مسؤولون أفغان إن مفجرا انتحاريا قتل مدنيين اثنين على الأقل، أمس، بعد أن فجر مواد ناسفة عند بوابات قاعدة لحلف شمال الأطلسي أحرقت فيها مصاحف.

وقال كبير أحمد رحيل، حاكم المنطقة، إن المفجر استهدف مركبة تابعة لقوة المعاونة الأمنية الدولية (إيساف) التي يقودها حلف الأطلسي، مضيفا أن من المحتمل وجود إصابات في صفوف القوات الأجنبية، على الرغم من أن متحدثة باسم الحلف قالت إنه لم تقع إصابات في صفوف قوات التحالف في الهجوم على مطار باغرام.

وأعلن المتحدث باسم طالبان، ذبيح الله مجاهد، في رسالة نصية إلى وسائل الإعلام، مسؤولية الحركة عن الهجوم، قائلا إنه «انتقام» لإحراق المصاحف. وأدى إحراق المصاحف الشهر الماضي في قاعدة الحلف، الذي تقول الولايات المتحدة إنه كان تصرفا غير مقصود، إلى مزيد من التدهور في العلاقات الأفغانية - الأميركية، وأطلق شرارة احتجاجات واسعة النطاق مناهضة للغرب، أسفرت عن مقتل ثلاثين شخصا بينهم جنود أميركيون بنيران جنود أفغان.

إلى ذلك، قال الأمين العام لحلف شمال الأطلسي (ناتو)، أندرس فوغ راسموسن، أمس، إن حرق نسخ من القرآن في قاعدة عسكرية أميركية بأفغانستان «لم يكن مقصودا»، وهو ما يتعارض مع النتائج التي خلص إليها تحقيق أفغاني.

وقال راسموسن للصحافيين في بروكسل: «تشير النتائج الأولية للتحقيقات التي بدأت (في هذا الصدد) إلى أن هذا الحادث لم يكن مقصودا. وتكشف الحقائق عن أنه لم تكن هناك أي نوايا لإساءة التعامل مع الكتاب الديني (المصحف)».

ووصف راسموسن هذا الحادث بأنه «مؤسف للغاية»، مضيفا: «قادتنا العسكريون في أفغانستان سيتخذون قرارات حول الخطوات المناسبة التالية.. لتجنب مثل هذه الحوادث في المستقبل». ومن جهة أخرى، أوصى مجلس بارز للعلماء المسلمين والملالي في أفغانستان، بمنع النساء من السفر دون محرم أو العمل مع رجال من غير محارمهن.

وقال مولاي خالقداد، العضو في مجلس العلماء الأفغاني، لوكالة الأنباء الألمانية (د.ب.أ): «نريد لأنفسنا ونسائنا وأخواتنا حياة متماشية مع تعاليم الإسلام؛ فهن مسلمات أيضا، وكل من يؤمن بالإسلام يجب أن يحترمه». وأضاف خالقداد: «لا يمكنهن السفر من دون محرم. ولا يمكنهن الجلوس مع غير محارمهن في بيئة يختلطن فيها مع الرجال».

وأوضح قائلا: «ذلك حرام وفقا للشريعة الإسلامية. هذا ما يمليه علينا ديننا، وذلك هو حكمه». وأشار إلى أن هذه التوصية قدمت إلى الرئيس الأفغاني حميد كرزاي الأسبوع الماضي لتنفيذها. وقال خالقداد إن النساء الأفغانيات لهن حقوق وعليهن واجبات وفقا للشريعة الإسلامية.

وأضاف: «تلك الواجبات من المفترض أن تؤديها المرأة حيث يلزمها بها الدين، فكل ما حرمه ديننا وحرمه القرآن ونبينا لا يمكننا أن نسمح به».

وأوضح قائلا: «لقد أوضح الإسلام من يستطيع أن يتزوج من، وأوضح كذلك اللقاءات التي يسمح للمرأة حضورها؛ فالمحرمات واضحات في الإسلام، والحلال بيّن والحرام بيّن».

كانت الحكومة الأفغانية طلبت الشهر الماضي من مقدمات برامج تلفزيونية ارتداء أوشحة الرأس وتجنب استخدام أدوات التجميل بشكل كثيف بعد أن شكا أعضاء في مجلس الشيوخ الأفغاني من عدم الامتثال لتعاليم الإسلام.

وقال ناشطون حقوقيون أفغان إن الحكومة الأفغانية ترضخ تدريجيا لمتمردي حركة طالبان التي تسعى للتفاوض معهم بشأن اتفاق سلام. أثناء حكم طالبان قبل الغزو الأميركي في عام 2011، لم يكن مسموحا للنساء بمغادرة المنزل دون ارتداء البرقع ورفقة أحد المحارم.