بارزاني في ذكرى الانتفاضة الكردية: بوحدتنا انتصرنا وبها سننتزع حقوقنا الدستورية

برلمان كردستان دعا إلى «حماية المكاسب».. والحكومة تقر بالإخفاقات وتعد «بمواصلة الإصلاحات»

TT

احتفلت كردستان أمس الخامس من مارس (آذار) بالذكرى السنوية الـ21 للانتفاضة الكردية ضد النظام البعثي الذي قاده الرئيس السابق صدام حسين، وبدأت احتفالية الذكرى بمدينة رانية الحدودية التي انطلقت منها شرارة الانتفاضة حين هاجم جموع من المواطنين مديرية أمن البلدة واستولوا عليها، ليمتد لهيب الانتفاضة إلى بقية مناطق كردستان بظرف عدة أيام وصلت إلى حد السيطرة الكاملة على مدينة كركوك الغنية بالنفط في 21 مارس من عام 1991.

وبهذه المناسبة وجه رئيس الإقليم مسعود بارزاني برسالة إلى شعبه هنأهم في بدايتها بذكرى الانتفاضة، واصفا إياها بدرس كبير يحمل معاني كثيرة للشعب الكردي وللشعوب الأخرى، خصوصا أنها توجت نضالا مريرا خاضه الشعب الكردي من أجل نيل حقوقه القومية المشروعة وقدم من أجلها تضحيات جسيمة.

وقال بارزاني في رسالته: «إن العامل الأهم لنجاح الانتفاضة كان وحدتنا، فبها حققنا ذلك الانتصار العظيم، وبها سنتمكن من انتزاع بقية حقوقنا الدستورية في العراق»، مستعرضا المكاسب التي حققتها الانتفاضة، من أهمها إجراء أول انتخابات برلمانية حرة في كردستان وتشكيل حكومة الإقليم وإعلان الفيدرالية وحق تقرير المصير للشعب الكردي، وهي مكاسب ينبغي أن نفتخر بها».

من جهته أصدر برلمان كردستان بيانا بالمناسبة دعا فيه الشعب الكردي إلى «تمتين وحدة الصف من أجل حماية المكاسب الديمقراطية التي تحققت بدماء الآلاف من أبناء الشعب الكردي، والسير معا نحو بناء مستقبل أفضل، وترسيخ أسس الحكم الديمقراطي في كردستان». وأشار بيان البرلمان إلى «أنه من دواعي الفخر لشعب كردستان أنهم يعيشون بمختلف فئاتهم وشرائحهم ومكوناتهم الدينية والمذهبية كشعب موحد يمارس حياته في ظل تجربة ديمقراطية تسمح للجميع بأن يمارسوا حرياتهم الإنسانية بكل أشكالها».

وأصدرت حكومة الإقليم أيضا بيانا بالمناسبة أشارت فيه: «إن الانتفاضة التي اندلعت شرارتها من مدينة رانية كانت بداية ليوم جديد في تاريخ الشعب الكردي، حيث تحررت كردستان من قبضة النظام البعثي، وبدأ شعبها بخوض تجربة فريدة من نوعها بالمنطقة لبناء الديمقراطية في هذا الجزء من العراق. ورغم أن هذه التجربة لم تخل من الإخفاقات ولكن المهم أن حكومة الإقليم لم تتخل يوما عن إرادتها بإجراء الإصلاحات الضرورية لتقويم العملية السياسية، وقد حققت حكومة الإقليم إنجازات كبيرة على صعيد إعادة إعمار البلد في مختلف مجالات الحياة السياسية والاقتصادية والاجتماعية والإنمائية، وستواصل هذا النهج لحين تحقيق جميع أهداف الانتفاضة التي قام بها أبناء الشعب بكافة أرجاء كردستان. ونأمل أن تكون ذكرى الانتفاضة حافزا للجميع من أجل بذل جهود أكبر نحو توحيد الصف الكردي بغية مواصلة النضال الديمقراطي والمدني من أجل انتزاع بقية الحقوق التي أقرها الدستور العراقي لشعبنا».

يذكر أنه نتيجة لسياسة الأرض المحروقة التي مارسها النظام السابق بقيادة صدام حسين ضد كردستان وشعبها، انتفضت جماهير بلدة رانية الحدودية بوجه المؤسسات الأمنية والعسكرية بالمنطقة، وسرعان ما امتد لهيب انتفاضتهم إلى بقية أرجاء كردستان حيث تتابع تحرير بقية المدن الأخرى يوما بعد يوم. ولكن سرعان ما لملم النظام قواته من الحرس الجمهوري وأرسل بعدة ألوية إلى كردستان لقمع انتفاضتها، حيث هرب مليونا مواطن من سكانها إلى إيران وتركيا، ما أدى بمجلس الأمن الدولي إلى إقامة منطقة آمنة في كردستان محظور الطيران فيها على النظام البعثي، الذي اضطر إلى سحب جميع قواته العسكرية والأمنية من محافظات كردستان الثلاث ما مكن الأكراد من تنظيم أول انتخابات برلمانية انبثقت عنها تشكيل أول حكومة محلية أدارت شؤون المنطقة لحد الآن. وقد اعترف الدستور العراقي الذي سن بعد سقوط النظام بإقليم كردستان كجزء من الدولة العراقية الجديدة.