بكين توفد مبعوثا إلى سوريا لتخفيف الأزمة

سفير الصين بالقاهرة: نتبع سياسة «النفس الطويل» مع الجميع

TT

بينما أعلنت الصين أمس أنها ستوفد مبعوثا إلى سوريا في مسعى جديد لوقف العنف وإنهاء الأزمة التي عزلت بكين عن دول غربية وعربية تطالب بإجراءات أقوى لكبح جماح قوات الرئيس السوري بشار الأسد.. أكد السفير الصيني في القاهرة سونغ آي قوه استعداد بلاده لإجراء مشاورات مع كل الأطراف المعنية بالأزمة السورية لتنفيذ الحل السلمي. وقال: إنه سوف يشارك في الجلسة الافتتاحية لوزراء الخارجية العرب التي تعقد يوم 10 الشهر الجاري بمقر الجامعة العربية، موضحا أن بلاده تتبع سياسة «النفس الطويل» مع الجميع لحل الأزمة السورية.

وقالت وزارة الخارجية الصينية أمس إن لي هوا شين، سفير الصين السابق في دمشق، سيقوم اعتبارا من اليوم بزيارة لسوريا مدتها يومان لدفع خطة من 6 نقاط طرحتها بكين مؤخرا كأساس للتسوية وإنهاء العنف.

من جهته، شدد السفير الصيني في القاهرة سونغ آي قوه على اتفاق الصين مع الدول العربية على أهمية وقف إطلاق النار وتسهيل مهمة المبعوث المشترك للأمم المتحدة والجامعة العربية كوفي أنان لإيجاد حل شامل وتسوية سياسية للموضوع السوري.

وردا على سؤال لـ«الشرق الأوسط» حول إمكانية تصويت الصين في مجلس الأمن على قرار وقف إطلاق النار وتبني الحل السلمي، خاصة أن الأسد يرفض الالتزام بكل الحلول السلمية، قال: نحن نعمل مع المجتمع الدولي للوصول إلى حل سلمي ورفض التدخل الخارجي، ووقف إطلاق النار وإدخال المساعدات الإنسانية.

وأضاف «آي قوه» أنه جرى اتصال بالأمس بين الدكتور نبيل العربي الأمين العام للجامعة العربية ووزير الخارجية الصيني للتنسيق والتشاور فيما يتعلق بجهود وقف إطلاق النار وتوصيل المساعدات والإغاثة وإمكانية إطلاق الحوار بين المعارضة والحكومة السورية. وحول الجديد في المبادرة الصينية، قال السفير الصيني لـ«الشرق الأوسط» إنه بالنظر إلى ما تحتوي عليه البنود الستة يتأكد أنها يمكن أن تؤدي إلى حل سلمي، وبما لا يؤدي إلى التدخل في الشأن السوري.

وأشار السفير الصيني مجددا إلى ما طرحته بلاده وهو، وفقا لما ذكره، أولا: يجب على الحكومة السورية والأطراف المعنية وقف فوري وشامل وغير مشروط لكافة أعمال العنف، وخاصة التي تستهدف المدنيين الأبرياء. ثانيا: إطلاق الحوار تحت الوساطة النزيهة للمبعوث الخاص المشترك للأمم المتحدة والجامعة العربية، وثالثا: دعم بلاده للأمم المتحدة في تنسيق جهود الإغاثة وضمان النقل والتوزيع السريع للمعونات الإنسانية وذلك على أساس احترام سيادة سوريا، مشيرا إلى أن بلاده مستعدة لتقديم مساعدات إنسانية إلى الشعب السوري.

أما البند الرابع فينص على أنه «يجب على الأطراف المعنية في المجتمع الدولي الاحترام الكامل لاستقلال سوريا وسيادتها ووحدتها وسلامة أراضيها واحترام حق الشعب السوري في اختيار النظام السياسي ورفض الصين التدخل العسكري ضد سوريا أو فرض ما يسمى بتغيير النظام»، مشيرا إلى أن بلاده ترى أن فرض العقوبات أو التهديد بها لا يساعد في حل المسألة سلميا.

وقال «آي قوه» إن البند الخامس من الطرح الصيني يتعلق بـ«ترحيب بلاده ودعمها لجهود الجامعة العربية والأمم المتحدة لإيجاد الحل السياسي»، بينما ينص البند السادس على وجوب التزام أعضاء مجلس الأمن الدولي بمبادئ ومقاصد ميثاق الأمم المتحدة والقواعد الأساسية التي تحكم العلاقات الدولية.

وأضاف السفير الصيني أن بلاده تقوم بمشاورات مع جميع الأطراف بما في ذلك المعارضة السورية، وأن الصين تعرب عن قلقها الشديد لخطورة الوضع في سوريا، وأن هذا يتطلب حوارا سياسيا مغلقا يؤدي إلى آفاق جديدة للحل.

وتابع «آي قوه» قائلا: إن الصين دولة صديقة للشعب السوري وتحرص على مصالحه وتدعو الجميع للتعبير عن حقوقه بالطرق السياسية، وردا على سؤال حول تأثير استخدام الصين للفيتو ضد المشروع العربي في مجلس الأمن على علاقات بلاده بالعرب، قال السفير الصيني: لدينا تنسيق وتواصل وتشاور جيد مع كل الدول العربية وفي المقدمة مصر والسعودية والجامعة العربية وقطر والإمارات.. كما زادت المبادلات التجارية والاستثمارية بمبالغ كبيرة.

وكرر السفير الصيني أكثر من مرة العمل مع المجتمع الدولي والعربي لإيجاد حل سلمى للأزمة، وردا على سؤال لـ«الشرق الأوسط» حول إمكانية تصويت الصين على قرار في مجلس الأمن على نقطة واحدة هي وقف إطلاق النار الفوري وترك الحل بعد ذلك للمبعوث السياسي كوفي أنان، اكتفى السفير الصيني بالقول: نحن ندعو كل المجتمع الدولي للعمل من أجل الوقف الفوري لإطلاق النار.

وأضاف «آي قوه» قائلا: نسعى إلى حل عادل ومقبول لدى الجميع «ونتبع سياسة النفس الطويل» في مشاورات مطولة مع كافة الأطراف.