سفير بريطانيا لدى سوريا: نظام الأسد قد ينهار قبل نهاية العام

دول أوروبية تغلق سفاراتها في دمشق.. ومسؤول فرنسي: نبحث طرد السفراء السوريين

ملحقان عسكريان من كوريا الشمالية أثناء زيارتهما لمصاب في مستشفى دمشق العسكري أمس (أ.ف.ب)
TT

في حين يتوالى إغلاق السفارات الأوروبية في دمشق، ويناقش سفراء الاتحاد الأوروبي مسألة بقاء سفارات الدول الأعضاء بالتكتل مفتوحة في سوريا، قال مسؤول فرنسي أمس إن الحكومات الأوروبية تنظر في طرد سفراء سوريا من بلدانها، ردا على حملة قمع الانتفاضة المناهضة للرئيس بشار الأسد، فيما اعتبر السفير البريطاني لدى سوريا أمس أن نظام الرئيس بشار الأسد يمكن أن ينهار قبل نهاية العام، أو حتى قبل ذلك بكثير. وبعد إعلان بريطانيا سحب جميع موظفيها الدبلوماسيين من سوريا وتعليق عمل سفارتها هناك الأسبوع الماضي، صرح السفير البريطاني في دمشق سايمون كولينز أمس لصحيفة الـ«تايمز» أنه يعتقد أن نظام الرئيس بشار الأسد يمكن أن ينهار قبل نهاية السنة، أو حتى قبل ذلك بكثير.

وأكد السفير البريطاني، في أول حديث له منذ مغادرة دمشق، أن نظام الأسد «شبيه بجذع شجرة منخور من الداخل.. شبيه بسد متصدع»، مضيفا أن «الضغط يزداد.. وأحد السيناريوهات المحتملة هو أنه (الأسد) عندما يسقط، سيحدث ذلك بطريقة سريعة جدا. شخصيا، أعتقد أنه لن يبقى حتى آخر السنة، وسقوطه يمكن أن يحدث حتى قبل نهاية السنة». وقال كولينز، الذي شغل منصب السفير في دمشق لأربع سنوات، إن «خوف السوريين يتضاءل من الأجهزة الأمنية، وعدد الانشقاقات عن الجيش يزداد، والقوات التي يعتمد عليها النظام تتناقص، ورجال الأعمال يبتعدون عنه سرا»، مضيفا أن «ثمة انهيارا اقتصاديا، ولا يتوقع أحد إصلاحا يتسم بالمصداقية».

وأشار كولينز إلى أن هناك «عددا كبيرا من الأشخاص الذين لا يجرؤون على التخلي علنا عن النظام، خوفا على عائلاتهم وأعمالهم، لكنهم ينتظرون اللحظة المناسبة للكشف عن مواقفهم». لكنه أوضح أنه «من الممكن أن يحدث حدث يؤدي إلى انهيار سريع جدا. دعائم النظام باتت هزيلة؛ ويزداد عدد الأشخاص الذين يدركون أنه متجه إلى الزوال ولا يريدون الغرق معه».

وأعرب السفير البريطاني عن «غضبه واستيائه» من وحشية القمع في سوريا، ووصف الوضع في حمص بأنه «ستالينغراد مصغرة»، مشيرا إلى أن أعمال العنف في هذه المدينة وسواها من البلاد أسوأ مما يتوقعه الغرب. في غضون ذلك، قالت متحدثة باسم الممثلة العليا لشؤون السياسة الخارجية كاثرين آشتون للصحافيين في بروكسل أمس، قبيل اجتماع لسفراء الاتحاد الأوروبي: «سوف تناقش اللجنة السياسية والأمنية قضية الوجود الدبلوماسي في سوريا في وقت لاحق بعد ظهر اليوم (أمس)»، وأضافت أن الاتحاد الأوروبي «ينظر في إمكانية عرض الدعم للدول الأعضاء» من خلال وفدها في سوريا في حال الحاجة إليه. من جهة أخرى، قال مسؤول فرنسي أمس لوكالة «رويترز» إن الحكومات الأوروبية تنظر في طرد سفراء سوريا من بلدانها ردا على حملة قمع الانتفاضة المناهضة للرئيس بشار الأسد. وكان من المقرر أن يعود سفير فرنسا في دمشق إلى باريس أمس بعد إغلاق السفارة في أعقاب قرار الرئيس نيكولا ساركوزي إنهاء الوجود الدبلوماسي في سوريا. وقال المتحدث باسم وزارة الخارجية برنار فاليرو إن السلطات الفرنسية لم تطلب من سفير سوريا لدى فرنسا مغادرة البلاد بعد؛ لكن محادثات تجري لطرد السفراء السوريين من عواصم أوروبية أخرى. وأضاف: «نبحث هذا الأمر مع الأوروبيين. في هذه المرحلة لم نصل إلى قرار بعد»، موضحا أن القرار قد يتخذ من جانب كل دولة على حدة.

وقالت مدريد إنها قد تخفض علاقاتها مع دمشق وفقا لنتيجة اجتماع لسفراء الدول الأعضاء في الاتحاد الأوروبي في بروكسل أمس، وأفاد وزير خارجيتها خوسيه مانويل غارثيا مارجايو أن إسبانيا ستحتفظ بوجود دبلوماسي في إطار وفد الاتحاد الأوروبي لدى سوريا «لمراقبة وضع الإسبان في المنطقة والإبقاء على اتصالات مع المعارضة وإرسال رسالة سياسية بأن ما يحدث في سوريا غير مقبول».

وأغلقت الولايات المتحدة وبريطانيا وسويسرا وكندا بالفعل سفاراتها في العاصمة السورية مع اشتداد العنف في أنحاء البلاد. وقال فاليرو: «لم يعد هذا نظام حكم.. إنه عشيرة تغوص إلى أعماق جديدة في سياسة قمعية تقود البلاد إلى الانهيار». وبعد اجتماع الاتحاد الأوروبي، قال دبلوماسيون إن الدول اجتمعت لبحث تنسيق الموقف الدبلوماسي تجاه سوريا بهدف خفض العلاقات الدبلوماسية في عواصم الاتحاد الأوروبي ودمشق. وعرض الجهاز الأوروبي للعمل الخارجي استضافة دبلوماسيين من الدول الأعضاء في مبناه في دمشق، وقال إن لديه مكانا لخمسة أفراد إجمالا.

وقال دبلوماسي في بروكسل إن إسبانيا أبدت حرصها على قبول العرض، وقالت إنها ستنقل واحدا أو اثنين من دبلوماسييها في سوريا إلى هناك، فيما قال دبلوماسي إن إسبانيا تريد الإبقاء على سفارتها مفتوحة وأن يديرها موظفون محليون؛ في ما يعني أن الدبلوماسيين الإسبان الذين ما زالوا في دمشق ويعملون في الجهاز الأوروبي للعمل الخارجي سيحتفظون بوضعهم الدبلوماسي، بينما قالت دول أخرى إن فكرة الجهاز الأوروبي للعمل الخارجي مثيرة للاهتمام لكنها تريد إبقاء سفاراتها مفتوحة ما دام الوضع الأمني يسمح بذلك. وقالت وزارة الخارجية البريطانية أمس إن سفير سوريا في لندن من المقرر أن يترك منصبه بعد انتهاء فترة عمله في بريطانيا. وقال متحدث باسم الخارجية البريطانية: «السفير السوري السيد سامي خيامي أبلغ وزارة الخارجية بأن فترة عمله انتهت». ولم تعلن تفاصيل أخرى بشأن موعد سفره من بريطانيا. وقال مصدر بوزارة الخارجية البريطانية إن بريطانيا تفهم أن السفارة ستستمر في العمل وسيحل سفير جديد محل خيامي في الوقت المناسب.