طهران قدمت عرضا للأسد بالتنحي عبر مسؤول عراقي كبير

«ويكيليكس»: أم الأسد «محبطة» بسبب الفوضى التي تسبب فيها بشار وماهر

TT

أفادت معلومات جديدة من مجموعة أخبار سربها موقع «ويكيليكس» عن شركة استخبارات خاصة، بأن الإيرانيين كانوا قد قدموا عرضا لبشار الأسد يطلبون من خلاله أن يتنحى عبر مسؤول عراقي كبير ، ولم يرد الإيرانيون تقديم هذا العرض بشكل مباشر للأسد، وأن يصدر عنهم، لذلك حاولوا تمريره عبر المسؤول العراقي الذي تجمعه علاقة شخصية بعائلة الأسد. وتقول الوثيقة، إن الأسد لم يكن ليثق بأي مبادرة مشابهة لو أنها جاءته من العرب السنة، لكنه من الممكن أن يستمع لهذا المسؤول العراقي. وحسب المصدر، فإن الأميركيين عارضوا هذه الخطة لأنها ستسمح لإيران بمواصلة نفوذها في سوريا بعد الأسد. وأبدى كاتبها استغرابا لأنه عند عرض الفكرة أبدى الأسد انفتاحا على التنحي حسب المصادر.

وحسب البرقية، فإن «الإيرانيين يقيمون الوضع في سوريا بعناية كبيرة، ويجب قراءة ما وراء البيانات الرسمية، فخامنئي وأحمدي نجاد وصلا إلى نتيجة أن هذا نظام غير قابل للإنقاذ، وسينهار النظام هناك على طريقة انهيار نظام القذافي في ليبيا، إلا إذا كان هناك انقلاب في دمشق سواء كان سياسيا أو عسكريا». ويقول المصدر إنه يجب أن لا يتم التقليل من براغماتية خامنئي، فطهران تبدو مستعدة لاستخدام نفوذها في سوريا لتشجيع انقلاب، وقد توجهوا إلى الأميركيين في هذا الشأن، ولهم تجربة سابقة عندما تعاونوا مع واشنطن في الإطاحة بصدام حسين، ولن يمانع الإيرانيون في التعاون إذا حصلوا على نتائج جيدة، ويشعر الإيرانيون بأن عليهم التحرك بسرعة في سوريا لأن الأتراك لديهم خططهم في سوريا، ولا يتعاونون مع طهران، ولا تريد إيران أن تحصل تركيا على سوريا، وبينما يتعاون الأتراك مع الجيش الحر والإخوان المسلمين، فإن الإيرانيين يفضلون «انقلاب قصر» حتى يحافظوا على علاقاتهم مع النظام الذي سيأتي بعد الأسد، وما يؤخر المسألة هو أن الولايات المتحدة لم تقرر بعد شكل النظام الذي سيأتي بعد الأسد. وتسرد البرقية المسربة نقاشا حول مصداقية المصدر الذي تحدث عن أن إيران تستطلع رأي الولايات المتحدة في «انقلاب قصر» بدلا من الاستراتيجية التركية في تقوية المعارضة. وفي النقاش، يقول أحد المصادر إنه يعتقد أن نظام الأسد سيسقط في 2012، عكس الشائع بأنه سيصمد، معتبرا أن ذلك أصبح شيئا من الماضي، وأن نقطة التحول ستبدأ عندما تشعر المؤسسة العسكرية أن الأسد يجب أن يرحل، وأن هناك علامات على أن المؤسسة العسكرية بدأت في التفكك. ويقول المصدر إنه تحدث إلى شخصيات أبلغته أن ضباطا علويين بدأوا ينضوون تحت الجيش الحر، وأن هذا يعد تطورا مهمّا، وأن الضباط العلويين منقسمون وكثير منهم ليسوا سعداء بالاستخدام المفرط للقوة ضد المحتجين السنة. كما أن الضباط العلويين على وعي بأن الأسد يحاول البحث عن ملجأ له ولعائلته إذا أصبح نظامه غير قابل للإنقاذ، وأن هذا يشكل إحباطا كبيرا لكثير من العلويين الذين يشعرون أن الأسد سيتخلى عنهم، وأنه إذا حدث ذلك، فسيكون من قبيل الانتحار محاولة الانتصار على غضب السنة، وأن هناك مسؤولا كبيرا في الحكومة ذكرت اسمه البرقية عرض استقالته ورفضت، وهو دليل واضح على أن رجال الأسد يشعرون بأنهم يخوضون معركة خاسرة.

كما تحدثت الوثيقة عن أن والدة بشار الأسد، والتي كانت تحكم العائلة بشكل متواز مع أم زوجها، محبطة بسبب الفوضى التي تسبب فيها كل من بشار وماهر، مما جعلها تردد عبارات مثل «لو كان والدكما على قيد الحياة لما وصلت الأمور لما هي عليه الآن»، وبأنها قلقة جدا من أن يلقى ولداها نفس مصير القذافي وأبنائه، وهي تضغط على ماهر وبشار لأن يبحثا عن «مخرج استراتيجي» قبل أن تغلق بسرعة النوافذ أمامهما تماما. وحسب نفس الوثيقة يذكر مصدر أن الصحافة التركية تناقلت وفي عدة مرات مدى تأثير أم الأسد وأنها هي التي كانت تتخذ القرارات المهمة. وأن لها تأثيرا كبيرا على ابنيها.

كما تحدثت الوثيقة عن الدور الذي لعبته جدة بشار الأسد في العائلة، حيث كانت تلعب دور الوسيط بين رفعت وحافظ، وعرفت الجدة كذلك بدورها الفعال في العائلة، وكتب كُتاب حول الحاكمين في عائلة الأسد. وقد كتب الكثير حول الجدة والدور الذي لعبته، والذي أدى لإرسال رفعت إلى أوروبا بعد أن حاول الانقلاب على أخيه.