السلطات الليبية تمنع 850 سوريا عند الحدود المصرية من دخول أراضيها

ناشط سوري لـ«الشرق الأوسط»: الأسد لعب دور «القاتل الذكي»

TT

قال مواطنون سوريون عالقون بمعبر السلوم الحدودي بين مصر وليبيا، إن أوضاعهم تتفاقم في ظل غياب المساعدات الإنسانية لهم من أطعمة وأدوية إلا ما يقدمه لهم أهالي المدينة المصرية الصغيرة في أقصى غرب البلاد، وأوضح أحد السوريين العالقين على الحدود منذ شهر، أنه ينام في الشارع ولا يجد طعاما أو دواء.

ومنعت السلطات المصرية بمنفذ السلوم البري نحو 850 سوريا من مغادرة الأراضي المصرية إلى الأراضي الليبية، لعدم حصولهم على تأشيرة مسبقة من السلطات الليبية تطبيقا لقرارات طرابلس، وهو ما تسبب في تجمهر المسافرين السوريين بمدخل مدينة السلوم وأمام بوابة المنفذ أعلى هضبة السلوم.

وقال علي العلي في اتصال هاتفي مع «الشرق الأوسط»، إن السوريين على الحدود المصرية - الليبية هم من «طالبي اللجوء في الأراضي الليبية أتوا هاربين من سوريا عبر الحدود اللبنانية أو التركية، قسم منهم عائلات». وأضاف «ينامون بالشارع من دون أي رعاية طبية بلا أموال ولا أغطية، هناك جزء منهم ينام بجامع، وبعض النساء والأطفال ينامون بالفنادق التي يدفع أجرها متبرعون».

وعن دوافعهم في التوجه نحو ليبيا تحديدا، قال العلي «أعتقد أن الثورة التي حصلت بليبيا، وقرب شخصية القذافي من شخصية الأسد، والمجلس الوطني السوري معترف به من المجلس الوطني الليبي - جعلهم يأملون خيرا في ليبيا».

وأكد العلي المقيم بالقاهرة حاليا وعدد من السوريين الموجودين على بوابة منفذ السلوم، أن السلطات المصرية بالمنفذ أبلغتهم بالقرار الليبي، وأنهم ليسوا هم أصحاب المنع.

وقال مازن رشيد، (30 عاما)، مدرس لغة عربية، «إن أوضاع السوريين العالقين في المعبر سيئة للغاية وتتفاقم مع مرور الوقت، فبعضهم يقيم بمخيمات في معبر السلوم، والبعض الآخر يقيم بالمساجد»، مشيرا إلى وجود نساء حوامل وعجائز، بالإضافة إلى أطفال.

وأضاف رشيد الذي اضطرته الظروف لمغادرة بلاده عقب إيقافه عن عمله بسبب معارضته لنظام الأسد، أنه ينام في الشارع في درجة حرارة منخفضة للغاية ودون وجود أي مساعدات إنسانية من أطعمة أو أدوية، وتابع: «ألتحف غطاء وأجلس على الآخر، والأطعمة والأدوية قليلة للغاية».

وطالب رشيد، الموجود بمنفذ السلوم منذ شهر، السلطات الليبية بالتدخل لحل أزمتهم والنظر إليهم بعين الرحمة، متابعا «السلطات الليبية أبلغتني طوال تلك المدة أنه ممنوع على السوريين دخول ليبيا إلا بتأشيرة مسبقة.. وأنهم ينتظرون تعليمات المجلس الانتقالي بشأننا».

ومنذ بداية الثور السورية، لجأ نحو مائة ألف سوري إلى دول مجاورة لبلادهم لتقيهم ويلات النظام، منهم 80 ألفا لجأوا للأردن المجاورة، و73 ألفا منهم دخلوا بشكل شرعي، بينما دخل 10 آلاف بشكل غير رسمي، وفقا لوزير الإعلام الأردني، في حين لجأ نحو 25 ألفا آخر لتركيا، وتقول السلطات التركية إن عشرة ’لاف منهم يقيمون بمخيماتها في بلدة أنطاكيا على الحدود التركية - السورية.

وفي سياق آخر، قال علي العلي أيضا وهو من أول الناشطين الذين شاركوا في تنظيم الاحتجاجات في سوريا وتأسيس التنسيقيات بالداخل في حديثه لـ«الشرق الأوسط» أمس، إن الأسد في حمص لعب دور «القاتل الذكي». وأضاف «مارست قواته حرب ميليشيات ضمن اختصاصات مخابراتية، ولم يشارك عدد كبير من الدبابات، بل قاموا بعمليات تكتيكية ونوعية ذهب ضحيتها ضحايا بشكل هائل من أبناء هؤلاء الأسر».

وقال العلي إن النظام أراد من السوريين أن «يعتبروا» بما حصل في بابا عمرو، وقال «هي محاولة من النظام لخلق نموذج من حرب طائفية مصغرة بمدينة حمص يهدد من خلالها بقية المناطق». كما أكد العلي أن التراجع الاقتصادي الذي تعيشه سوريا بسبب «الحراك الأمني وليس المتظاهرين أو (الجيش الحر)».