أوباما يؤكد أن العقوبات تؤثر على طهران التي «تدفع ثمن تحدياتها للمجتمع الدولي»

وزير الدفاع الأميركي: سنستخدم الخيار العسكري ضد إيران إذا فشلت الوسائل الأخرى

الرئيس الإيراني الأسبق أكبر هاشمي رفسنجاني (يسار) لدى حضوره مؤتمر الخبراء في طهران أمس (رويترز)
TT

في أول مؤتمر صحافي له منذ بداية السنة، قال الرئيس الأميركي باراك أوباما إن إيران «تدفع بدرجة متزايدة ثمن تحديها للمجتمع الدولي» حول برنامجها النووي. وكرر ما كان قاله من قبل بأن الولايات المتحدة «تضع كل الخيارات على الطاولة». وقال إنه لن يتردد في استعمال القوة لمنع إيران من الحصول على سلاح نووي. لكنه فرق بين مرحلة إنتاج سلاح نووي واستخدام إيران السلمي للطاقة النووية. وقال إن الاستخبارات الأميركية والإسرائيلية «متفقة حول هذه النقطة».

وقال إن الولايات المتحدة «لن تتردد أبدا في الدفاع عن أمن إسرائيل». وإنه سيبذل كل ما هو ممكن لاستمرار تفوق إسرائيل العسكري النوعي. وفي إجابة عن سؤال عن عدم زيارته لإسرائيل منذ أن صار رئيسا، قال، في تردد: «لست أول رئيس أميركي لم يزر إسرائيل خلال الأربع سنوات الأولى في البيت الأبيض». وقال إن تأييده لإسرائيل لا يعتمد على زيارته لها، وإنه، رغم أنه لم يزر إسرائيل منذ أن صار رئيسا، زارها عندما كان عضوا في الكونغرس، حيث زار أماكن تعرض اليهود لصواريخ الفلسطينيين، كما تحدث إلى جنود إسرائيليين على الحدود مع لبنان.

وفي إجابة عن أسئلة عن انتقادات من الجمهوريين بأنه لا يؤيد إسرائيل تأييدا قويا، انتقد الذين «يدقون طبول الحرب ولا يعرفون ما هي الحرب، الذين يتحدثون من دون أن يتحملوا مسؤولية أحاديثهم». وأيضا انتقد «الذين يستغلون علاقة إسرائيل مع واشنطن لخلق انقسامات وسط الأميركيين». وقال: «أنا الذي أعزي ضحايا الحروب في الخارج، وأنا أعرف معنى الحرب، ومعنى التضحيات التي يقدمها الجنود وعائلاتهم، وليس السياسيين».

وعن الخطر الإيراني على إسرائيل، قال إنه لا توجد حكومة إسرائيلية تقبل أن تكون هدفا لدولة قالت إنها ستقضي عليها. وبينما قال إن «إيران النووية تهدد أمن إسرائيل. وأيضا، أمن الولايات المتحدة»، قال: «مصلحة الولايات المتحدة في المنطقة يجب أن توضع في الاعتبار بالإضافة إلى مصلحة إسرائيل».

ومن جهته، أكد وزير الدفاع الأميركي، ليون بانيتا، أن الولايات المتحدة ستقوم بعمل عسكري لمنع إيران من امتلاك سلاح نووي إذا فشلت الجهود الدبلوماسية وكل الوسائل الأخرى، مؤكدا على التزام الولايات المتحدة الذي لا يتزعزع بأمن إسرائيل وضمان تفوقها العسكري على أي دولة في الإقليم أو مجموعة الدول مجتمعة. وأعلن وزير الدفاع في كلمته أمام المؤتمر السنوي لـ«آيباك»، صباح أمس، توفير الجيل الخامس من مقاتلات «F35» لسلاح الجو الإسرائيلي، موضحا أن إسرائيل هي الدولة الوحيدة في المنطقة التي تملك هذه التكنولوجيا مما يضمن تفوقها العسكري لسنوات مقبلة.

وقال بانيتا: «لا يظن أحد أننا نقوم بتهديد أجوف، فإننا سنتحرك بالتأكيد إذا اضطررنا إلى ذلك، ولا نقوم باتخاذ هذه القرارات باستخفاف، وبالطبع نفضل الحلول الدبلوماسية، لكن الحل العسكري متاح إذا فشلت بقية الوسائل». وأضاف «لا يوجد تهديد لأمن إسرائيل وأمن إقليم الشرق الأوسط وأمن الولايات المتحدة أكثر من إيران نووية».

وركز بانيتا في خطابه على التأكيد على التعاون الوثيق مع الأجهزة الاستخباراتية الأميركية ونظيرتها الإسرائيلية، وأفاض في الحديث عن صداقته أثناء توليه منصب مدير الاستخبارات الأميركية (سي آي إيه) مع المسؤولين بجهاز الموساد الإسرائيلي، وأن أول مكالمة هاتفية للتهنئة بنجاح عملية مقتل بن لادن جاءت من أصدقائه بالموساد. واستمرار تلك العلاقات الوثيقة بعد توليه منصب وزير الدفاع. وقال بانيتا: «حجر الزاوية في التعاون بين البلدين هو ضمان تفوق إسرائيل العسكري، وإن الولايات المتحدة ستقدم كل المساندة الضرورية حتى تظل إسرائيل متفوقة على أي دولة في الإقليم أو مجموعة دول مجتمعة».

ومن جانبه حذر رئيس الوزراء الإسرائيلي، بنيامين نتنياهو، من أن الوقت بدأ ينفد لوقف البرنامج النووي الإيراني. وقال نتنياهو في كلمته أمام آيباك: «أنا لن أتحدث عما ستقوم به إسرائيل أو ما لا تقوم به، وإنما سأوضح لماذا يجب ألا نسمح لإيران بامتلاك سلاح نووي»، مشيرا إلى تشابه كل من سياسة الإدارة الأميركية وسياسة الحكومة الإسرائيلية في منع إيران من امتلاك سلاح نووي، وأن كل الخيارات متاحة باستثناء خيار الاحتواء.