دفن جثمان المدرس الأميركي الذي قتله أحد طلابه بملابسه الكردية في مقبرة السليمانية

والدا الضحية حضرا المراسم حاملين وصيته بأن يدفن في كردستان

مراسم دفن المدرس الأميركي جيريمايا سمول الذي قتله أحد طلابه الأسبوع الماضي في السليمانية بإقليم كردستان أمس (رويترز)
TT

جرت أمس في مدينة السليمانية مراسم تشييع جثمان المدرس الأميركي جيريمايا سمول الذي قتله أحد طلابه قبل عدة أيام، بحضور والد الضحية ووالدته اللذين قدما من الولايات المتحدة حاملين وصية ابنهما التي تقضي بدفنه في كردستان.

ونقل مصدر حضر مراسم توديع الجثمان بقاعة الفن بمدينة السليمانية بحضور القنصل الأميركي في أربيل في تصريح لـ«الشرق الأوسط» أن عائلة المدرس «عبرت عن اعتزازهم بإقليم كردستان، وأكدوا أنهم نذروا ولدهم لخدمة الشعب الكردي الذي كان يحبهم كثيرا، ولذلك أوصانا قبل وفاته بأنه يرغب بدفنه في كردستان إذا مات فيها، ولذلك جئنا لتنفيذ وصيته، وسيتم دفنه بملابسه الكردية التي كان يعتز بها في مقبرة (سيوان) في الجزء المخصص للطائفة المسيحية». وقال المصدر «إنه من العادات المتبعة في الدول الغربية أن يتم دفن الأشخاص بكامل أناقتهم، وهذا ما جرى بالنسبة لجيريمايا الذي كان دائما يرتدي الملابس الكردية ويختلط بسكان المدينة ويحضر احتفالاتهم القومية والوطنية بتلك الملابس».

وشارك في مراسيم التوديع والد الطالب الجاني بيار سرور رشيد (18 عاما)، وقدم اعتذاره لعائلة المدرس الأميركي، وقال في كلمته: «لقد أثار الحادث حزننا العميق، وكنا نعتبر الأستاذ جيريمايا بمثابة ابننا، ولكن للأسف وقع هذا الحادث غير المرغوب فيه، وعليه فإنني أتقدم باعتذاري الشديد إلى عائلة الفقيد، فقد كان جيريمايا مثال الابن البار والمخلص لهذه المدينة، وقدم خدمات جليلة بتنشئة أبنائها، وأدعو زملاء ولدي وكل الآخرين بعدم استغلال هذا الحادث المؤسف للترويج لاتهامات أو إشاعة الأخبار غير الصحيحة عبر شبكات الإنترنت، لأن الحادث كان عرضيا ولم يكن مقصودا، ولم يكن هناك أي دافع ديني أو سياسي وراء الحادث».

يذكر أن الطالب الكردي بيار سرور قد انتحر إثر إطلاقه النار من مسدسه الشخصي على المدرس، ونقل إلى المستشفى لكنه توفي فيها بعد ساعتين بسبب إصابته البالغة بالرأس.