أنف البلكيمي يكسبه شهرة عالمية

النائب السلفي يتراجع عن استقالته من البرلمان ويقول لـ «الشرق الأوسط» : لم أخطئ

أنور البلكيمي بعد إجرائه عملية جراحية في الأنف
TT

نفى النائب عن حزب النور السلفي في البرلمان المصري، أنور البلكيمي، أن يكون قد استقال من مجلس الشعب (الغرفة الأولى للبرلمان)، وشدد الرجل الذي حاز شهرة عالمية بسبب واقعة إجراء عملية تجميل في أنفه، على أنه لم يخطئ، بعد أن تم اتهامه باختلاق واقعة الاعتداء عليه من لصوص، لإخفاء عملية التجميل المنبوذة لدى التيار الديني المتشدد. وقال البلكيمي لـ«الشرق الأوسط»: «ارحموا من في الأرض يرحمكم من في السماء»، مشددا على أنه لم يخطئ في الواقعة التي أثارت الرأي العام في مصر وتناولتها وسائل الإعلام العالمية.

وقال مصدر مسؤول في اللجنة التشريعية في مجلس الشعب إن المجلس لم يتلق استقالة النائب البلكيمي من المجلس، لكنه تلقى إخطارا من حزب النور باستقالة البلكيمي من الحزب، ولفت المصدر، الذي تحدث شريطة عدم ذكر اسمه، إلى أن «(النور) أبلغنا أن البلكيمي سيتقدم باستقالته من البرلمان في أول جلسة عامة»، متابعا «حزب النور أبلغنا أنه في حال لم يستقل البلكيمي فإن (النور) سيجمع توقيعات خمسة أعضاء من المجلس لتقديمه للجنة القيم لإقالته»، وشدد المصدر على أن مجلس الشعب ليس طرفا في الأزمة.

من جهتها، لا تزال النيابة العامة تجري تحقيقاتها في ادعاءات النائب السلفي، بعد أن استأذنت مجلس الشعب لسماع أقواله. وقال البلكيمي في اتصال تليفوني مع «الشرق الأوسط»، إنه يعاني من آلام جراء إصابته بنزيف داخلي، ورفض البلكيمي تناول تفاصيل الاعتداء عليه، مشددا على أنه لم يخطئ، مشيرا إلى أن التحقيقات جارية ولا يجوز أن يتحدث في قضية قيد تحقيقات النيابة.

وشكا البلكيمي من تناول الإعلام المحلي أو الدولي لقضيته، وقال إنه يظلمه ويضعه تحت الضوء لأنه ينتمي للتيار السلفي. وأضاف: «حتى لو حدث خطأ في لحظة لم أكن فيها في كامل قواي العقلية.. فهل أغلق باب التوبة».

وقال البلكيمي «استقلت من حزب النور بإرادتي المنفردة وليس بسبب أي ضغوط حزبية»، متابعا «لم أستقل من مجلس الشعب ولا أفكر في ذلك»، لكنه استدرك «لو رأى أهل دائرتي أنني لا أصلح سأستقيل.. رغم أني يمكن أن أقول ليس لأحد دخل في ذلك». وأوضح البلكيمي أنه عضو مجلس شورى الدعوة السلفية، ويقوم بالدعوة في منطقة السادات غرب القاهرة التي يعيش فيها، قائلا «كل من يتعامل معي يعلم أخلاقي وأمانتي حتى المسيحيون».

وتناول تقرير صحافي في جريدة «التحرير» اليومية بمصر أمس أن النائب البلكيمي بدأ حياته عاملا في مصنع للغزل والنسيج بالبحيرة قبل أن يضيف إلى نشاطه شراء «توك توك» لزيادة دخله، لكن البلكيمي نفى امتلاكه «توك توك» تماما، قائلا «لو كنت أمتلك (توك توك) فهذا شرف لي ودليل على أنني جزء من الشعب المصري البسيط»، مضيفا أنه يكتسب قوته من تحفيظ القرآن في الكتاتيب والحضانات.

ويشتهر البلكيمي بالخطابة في المساجد، ما أكسبه شعبية في منطقته، ما دفع حزب النور إلى اختياره ليخوض المنافسة على مقعد العمال لانتخابات البرلمان في الدائرة، وفقا لرواية زوجته أم عبد الله، التي قالت لـ«الشرق الأوسط» إن «ممثلي حزب النور جاءوا إلينا وأصروا على ترشيحه لشعبيته.. والآن تخلوا عنا»، قبل أن تضيف «أنا أثق في براءة زوجي.. لم أعهده كذابا.. أكذب نفسي ولا أكذبه».

وأعلن حزب النور قبول استقالة البلكيمي بعد تحقيق داخلي من لجنة مشكّلة من أعضاء الحزب للتحقيق مع النائب، وتبين من التحقيقات التي أجراها «النور» برئاسة رئيس الحزب ثبوت عدم صحة ادعاء الاعتداء عليه، وثبوت إجراء عملية جراحية له، وفقا لبيان «النور» على صفحته على «فيس بوك».

وكان أنور البلكيمي، النائب عن حزب النور السلفي، أكد قبل أسبوع أنه تعرض لهجوم أثناء قيادته سيارته عائدا إلى منزله، حيث قام مسلحون بضربه وسرقة مائة ألف جنيه (نحو 16 ألف دولار) منه. إلا أن أطباء في مستشفى «سلمى» للتجميل بضاحية العجوزة بالقاهرة أكدوا أن النائب السلفي خضع لجراحة تجميل للأنف.

وحظيت قضية البلكيمي باهتمام إعلامي محلي وعالمي واسع، حيث أفردت لها صحف أميركية مثل «واشنطن بوست» و«نيويورك تايمز» تقارير واسعة وربطتها بالتيار السلفي المتشدد في أفكاره، الذي يتخذ الشعارات الإسلامية أداة لتحقيق انتصارات سياسية.