أنصار الزعيم الروحي للجماعة الإسلامية يتهمون «الإخوان» بالتخلي عن عمر عبد الرحمن

بالتزامن مع الحديث عن تقارب بين مكتب الإرشاد والمجلس العسكري

TT

اتهم الشيخ محمد، نجل الدكتور عمر عبد الرحمن، الزعيم الروحي للجماعة الإسلامية والمسجون في الولايات المتحدة منذ 19 عاما، جماعة الإخوان المسلمين في مصر بالتخلي عن والده الضرير والمطالبة بالإفراج عنه وعودته إلى مصر، وقال محمد لـ«الشرق الأوسط»: «الإخوان رغم ثقلهم في البرلمان ولدى السلطة التنفيذية يخشون المطالبة الصريحة بعودة والده حتى لا يصور أمام الرأي العام العالمي على أنه تابع للإخوان رغم أن أصوله إخوانية».

ويقضي عبد الرحمن، عقوبة السجن مدى الحياة في كلورادو بالولايات المتحدة بتهمة التورط في تفجيرات نيويورك عام 1993، وقد أيد عبد الرحمن مبادرة وقف العنف التي أعلنتها الجماعة الإسلامية في مصر عام 1997.

ويتهم الكثير من القوى السياسية جماعة الإخوان باتخاذ مواقف متقاربة مع المجلس الأعلى للقوات المسلحة، الذي يدير البلاد منذ سقوط الرئيس السابق حسني مبارك العالم الماضي، وأنها باركت الكثير من قراراته وآخرها السماح بسفر المتهمين الأميركيين في قضية التمويل الأجنبي، فيما تنفي جماعة الإخوان الحديث عن أي تقارب في المواقف أو وجود صفقة مع العسكري، مشيرة إلى أن لها الكثير من المواقف التي تنتقد فيها المجلس العسكري.

واستنكر محمد نجل عبد الرحمن «دور البرلمان المخزي» تجاه السجناء المصريين في الولايات المتحدة، ومنهم والده، مشيرا إلى أنه ينبغي على الدكتور سعد الكتاتني رئيس مجلس الشعب، والدكتور عصام العريان رئيس لجنة العلاقات الخارجية بالمجلس أن يلعبا دورا أكثر قوة في الملف. ويعتصم محمد وأخواته وعدد من أنصار الجماعة أمام السفارة الأميركية في القاهرة منذ سبعة أشهر للمطالبة بعودة والده. وبرر موقف الجماعة «المتراخي» بالقول إن «جماعة الإخوان لا تريد تبني القضية بشكل واضح بسبب خشيتها من أن يصور أمام الرأي العام العالمي بأن هناك رابطا بين الشيخ والإخوان المسلمين وأنه تابع لهم»، مؤكدا أن «الشيح رجل مصري وعالم إسلامي بعيدا عن أفكاره وآيديولوجياته مهما اختلفوا معه.. وللعلم فإن الشيح والذي لا يعلمه الكثير من أصول إخوانية»، وتابع محمد، للأسف فإن «السياسة لها دور كبير في تأخير بعض الملفات وربما تجاهلها». وقال محمد إن والده، الذي ناهز الرابعة والسبعين عاما، فضلا عن أنه كفيف البصر، يعاني من عدة أمراض منها السكري والضغط ولا يشعر بأطرافه ولا يتحرك إلا على كرسي متحرك، وهو موجود في زنزانة انفرادية منذ 18 عاما لا يكلم أحدا ولا يكلمه أحد.

وكان الدكتور عبد الله، الابن الآخر للشيخ عبد الرحمن، صرح في وقت سابق أن «جماعة الإخوان باعوا قضية أبيه للأميركان»، مشيرا في حوار تلفزيوني إلى «أن الإخوان سيلاقون نفس المصير ما لم ينصروا الله والعلماء، ولأنهم باعوا أبي، وعليهم أن ينتظروا ولا تحتموا بكراسيكم فمرحلة الاستبداد قادمة».

من جهة أخرى، قال محمد حسان، المتحدث باسم الجماعة الإسلامية لـ«الشرق الأوسط»: إن «المجلس العسكري تجاهل المطالبة بتبادل 50 مواطنا مصريا في السجون الأميركية، وعلى رأسهم الشيخ عمر عبد الرحمن مقابل الإفراج عن المتهمين الأجانب في قضية تمويل الجمعيات الأهلية»، مشددا على «ضرورة الاهتمام بقضية المصريين المسجونين في الولايات المتحدة مثلما اهتمت أميركا بأبنائها».