العقيد مالك الكردي لـ«الشرق الأوسط»: لو كان لدينا مصنع للأسلحة لقضينا على الأسد ونظامه منذ زمن

قال إن وضع تسليح «الجيش الحر» يزداد تأزما بعد تشديد الرقابة الحدودية

مظاهرة في مدينة إدلب أمس من أحد مواقع المعارضة السورية
TT

وضع نائب قائد «الجيش السوري الحر» العقيد مالك الكردي، إعلان السلطات السورية عن ضبطها معملا للأسلحة في بابا عمرو يحتوي إضافة إلى المتفجرات والصواريخ على طائرة استطلاع، في خانة الأكاذيب التي يبتكرها النظام، وسخر من هذا الخبر بالقول «هو تحفة من تحف بشار الأسد الخيالية».

وقال الكردي لـ«الشرق الأوسط»: «لو كان لدينا هذا النوع من الأسلحة، لكنا قضينا على الأسد ونظامه منذ زمن»، متسائلا «هذا المعمل الذي عجز نظام عمره أكثر من 44 عاما عن إنشائه، سنتمكن نحن بقدراتنا المحدودة وبفترة لا تزيد على 10 أشهر من امتلاكه؟».

وكشف الكردي هن أن قوات النظام كانت تستخدم طائرات استطلاع في بابا عمرو إيرانية الصنع، وتعمد إلى توجيهها لا سلكيا من سيارة على بعد ثلاثة أمتار، وتمكن «الجيش الحر» من استهدافها وتعطيلها مرات عدة.

وأضاف «إذا كان هذا الخبر صحيحا، أين هو هذا النظام الذي يدعي أنه ممسك بالأمن طوال هذه الفترة ولم يكشفه لغاية اليوم؟ ألا يخجلون من أكاذيب كهذه، وهم الذين أعطوا تعليمات للدفاع الجوي السوري بعدم التصدي لطيران الاستطلاع الإسرائيلي الذي خرق الأجواء السورية وحلق فوق مناطق سورية عدة منذ ثلاثة أيام؟».

من جهة أخرى، وعلى صعيد تسليح «الجيش الحر»، وعن مصدر الأسلحة التي يواجه بها قوات النظام، أكد الكردي أن «الإشارات التي نتلقاها من الدول هي متناقضة، إذ إنهم من جهة يقولون إنهم يدعمون الجيش الحر، ومن جهة أخرى يعلنون أنهم ضد تسليحنا». وقال: «يبدو واضحا أن أوروبا وأميركا لم تتخذا أي موقف إيجابي في ما يتعلق بهذا الأمر، وذلك بناء على رغبة إسرائيل التي لا تريد أن تتخلى عن ابنها المدلل بشار الأسد.. وهذا ما يعطي لروسيا والصين ذريعة للتمسك بمواقفهما».

وفي حين أكد الكردي أن الأسلحة التي بحوزة «الجيش الحر»، ليست إلا أسلحة خفيفة، لفت إلى «أن الوضع بالنسبة إلينا يزداد تأزما في المرحلة الأخيرة، بعدما كنا نعتمد على صغار المهربين والشبيحة لشراء بعض الأسلحة الخفيفة، أما اليوم وبعدما عمدت الدول المحيطة إلى تشديد الرقابة وإحكام السيطرة على حدودها صار الأمر بالنسبة إلينا أصعب، وهذا الأمر ينسحب أيضا على الأسلحة التي كانت تصل إلينا من خلال المافيات عبر دول المرور من روسيا، بعدما شددت الرقابة وبات التهريب صعبا».

وكانت وكالة الأنباء السورية (سانا) قد نقلت عن مصدر رسمي قوله إن «الجهات المختصة ضبطت في حي بابا عمرو، الاثنين، معملا للأسلحة تستخدمه المجموعات الإرهابية المسلحة لإعداد المتفجرات والعبوات الناسفة والصواريخ اليدوية التي تطلق على الأحياء السكنية من دون تحديد الهدف، وعثرت بداخله على طائرة استطلاع شبيهة بالتي يستخدمها كيان الاحتلال الإسرائيلي وكاميرات مراقبة وقذائف مضادة للدروع وقواعد لإطلاق الصواريخ وصواريخ متنوعة».

وأضاف المصدر أن الجهات نفسها «ضبطت في الحي دهاليز وأنفاقا استخدمها الإرهابيون لتهريب الأسلحة والتنقل بين الأحياء والاختباء بداخلها، كما تم ضبط أسلحة وذخيرة في شاحنة على طريق حماه حمص»، مشيرا إلى أن هذه الجهات «ضبطت على طريق حماه - حمص شاحنة من نوع (هوندا براد) بداخلها كمية من الأسلحة والقذائف في مخبأ فيها وألقت القبض على السائق ومرافقه»، وموضحا أن «الأسلحة المضبوطة شملت 5 بنادق آلية و10 قذائف (آر بي جي) و10 حشوات (آر بي جي) وكمية من الذخائر المتنوعة».