بوتين يقر بحدوث مخالفات في الانتخابات.. والمعارضة تدعو لـ«ربيع» روسي

بكين تأمل في تعزيز التعاون مع موسكو إقليميا ودوليا بعد فوزه

رئيس الوزراء الروسي فلاديمير بوتين يزور مركز مراقبة الانتخابات في موسكو أمس (أ.ف.ب)
TT

اعترف فلاديمير بوتين، أمس، بحدوث مخالفات في الانتخابات الرئاسية مطلع الأسبوع الحالي، التي فاز فيها، ودعا إلى إجراء تحقيق. وقال بوتين، في تصريحات أوردتها وكالة «نوفوستي» الروسية للأنباء اليوم «حدثت مخالفات بالفعل.. يتعين علينا أن نحددها ونستأصلها ونوضح كافة الأمور للجميع». وأضاف بوتين «أعول على ضبط النفس لأقصى حد وأراقب الوضع». كما دعت المعارضة الروسية، أمس، إلى مظاهرات جديدة في نهاية الأسبوع، مكررة تصميمها على التظاهر بعد انتخاب بوتين وعلى الرغم من توقيف مئات الأشخاص أمس.

وقال سيرغي بارخومينكو، أحد منظمي حركة الاحتجاج غير المسبوقة التي انطلقت بعد الانتخابات النيابية في ديسمبر (كانون الأول) الماضي: «قررنا تنظيم مظاهرة جديدة في العاشر من مارس (آذار)». ونقلت وكالة «ريا نوفوستي» للأنباء عن بارخومينكو قوله إن قادة المعارضة ينوون تنظيم مسيرة إلى موسكو السبت، على أن تصل إلى جادة أربات الجديدة القريبة من مقر الحكومة الروسية حيث سيقام التجمع. وذكر بارخومينكو أن المنظمين ما زالوا يتفاوضون مع بلدية موسكو على اختيار مكان المظاهرة.

وفي سان بطرسبورغ ثاني مدن البلاد، دعت حركة المعارضة إلى التظاهر اعتبارا من أمس واليوم الأربعاء. كما دعا الحزب الديمقراطي يابلوكو وحركة سوليدارنوست المعارضة إلى التظاهر في العاشر من مارس.

واعتقل في موسكو وسان بطرسبورغ أكثر من 500 شخص، منهم قادة في المعارضة خلال مظاهرات تنديد بانتخاب فلاديمير بوتين رئيسا للبلاد.

وفي العاصمة موسكو، أوقف 250 شخصا، بينهم عدد من قادة المعارضة الكسي نافالني وسيرغي اودالتسوف وايليا ياشين بعد تجمع ضم نحو 20 ألف شخص في ساحة بوشكين، وجرت مفاوضات طويلة مع البلدية للسماح بتنظيمه. وتدخلت الشرطة لتفريق نحو ألفي شخص بقوا في الساحة بعد انتهاء التجمع رسميا.

وتتناقض هذه الاعتقالات مع التسامح النسبي الذي أبدته السلطات منذ ديسمبر حيال المظاهرات، بينما ينتظر المعلقون موقف السلطات بعد عودة بوتين إلى الكرملين.

وكتب المرشح الذي حل ثالثا في الاقتراع الرئاسي الملياردير ميخائيل بروخوروف على موقعه على «تويتر» بعدما شارك في أحد التجمعات «أشعر بالاستياء من اللجوء إلى القوة ضد أشخاص جاءوا ليعبروا عن آرائهم».

من جهته، قال النائب ايليا بونوماريف على مدونته إن «الشرطة نظمت عملية استفزازية.. السلطة تريد الفوضى لتقدم بوتين على أنه مخلص الأمة».

وكانت السلطات فرقت بعنف المظاهرات بعد الانتخابات التشريعية التي جرت في ديسمبر، وشهدت عمليات تزوير لمصلحة الحزب الحاكم روسيا الموحدة، وأوقفت الآلاف. لكن تزايد حجم المظاهرات التي ضمت في موسكو 80 ألف شخص في العاشر من ديسمبر وارتفع العدد في يناير (كانون الثاني) وفبراير (شباط) دفع السلطات إلى التساهل مع هذه المظاهرات. وعنونت صحيفة المعارضة الروسية «نوفايا غازيتا» التي كانت إحدى وسائل الإعلام الداعمة لحركة الاحتجاج في الأشهر الماضية، غداة فوز بوتين بـ64 في المائة من الأصوات تقريبا، «انتهت النزهة». إلا أن السلطات الروسية التي أكدت أنها منفتحة على الحوار مع «جميع الذين يتطلعون على عمل بناء»، قالت إن تدخل الشرطة جرى في إطار احترام الشرعية وبدأ بعدما تجاوز المتظاهرون المدة المسموح بها للتجمع.

وقال ديمتري بيسكوف، الناطق باسم بوتين في تصريحات نقلتها وكالة «ايتار تاس» إن «تحرك المعارضة ينقسم إلى قسمين؛ أحدهما قانوني، والثاني غير قانوني، والشرطة تحركت بمهنية وشرعية وفاعلية».

وأعلن مسؤولون من المعارضة أنه تم الإفراج عن نافالني واودالتسوف لكنهما دعوا إلى المثول أمام المحكمة في 15 و13 مارس، مثل الكاتب إدوارد ليمونوف. ويمكن أن يحكم عليهم بدفع غرامة تبلغ ألفي روبل.

إلى ذلك، قال وزير الخارجية الصيني يانغ جيه تشي إن بلاده ترغب في تعزيز التعاون مع روسيا في الشؤون الإقليمية والدولية، كما توقع أن يقوم الرئيس المنتخب فلاديمير بوتين بزيارة بكين في وقت لاحق العام الحالي.

وقال يانغ «نثق أنه من خلال الجهود المشتركة بين البلدين، ستحقق شراكة التنسيق الاستراتيجي الشامل بين الصين وروسيا نتائج أكبر».

وأثارت صحيفة «غلوبال تايمز» الصينية شكوكا إزاء انتخابات الرئاسة الروسية، وقالت «إن الكثيرين من الصينيين تأثروا بصورة مماثلة معتقدين أن فوز بوتين بصورة سهلة أمر غير عادي». كان المتحدث باسم الخارجية الصينية ليو وي مين قال مساء الاثنين إن الرئيس هو جينتاو بعث برسالة تهنئة لبوتين بعد فوزه في الانتخابات.

وقال ليو في مؤتمر صحافي: «تحترم الصين اختيار الشعب الروسي وتدعم روسيا في اتباع طريق التنمية الذي يناسب وضعها المحلي الخاص». وذكر ليو «نعتقد أن روسيا ستحافظ على استقرارها الاجتماعي والسياسي وستواصل التنمية الاقتصادية وستلعب دورا أكبر على الساحة الدولية».