أوباما يؤكد أن الأسد «سيسقط في النهاية».. ويرفض «هجمة أحادية» ضد قواته

قائد عسكري أميركي: يصعب على المعارضة قلب النظام من دون مساعدة خارجية

لاجئون سوريون ينتظرون الحصول على مساعدات في طرابلس بشمال لبنان أمس (رويترز)
TT

أعلن الرئيس الأميركي باراك أوباما أمس أن بلاده لن تقوم بهجمات عسكرية أحادية ضد قوات نظام الرئيس السوري بشار الأسد، على الرغم من أنه اعتبر أن ما تقوم به تلك القوات «يفطر القلب». واعتبر أوباما أن «الأسد سيسقط في النهاية»، لكنه لم يوضح استراتيجية لدعم المعارضة.

وعبر أوباما، في مؤتمر صحافي، عن رفضه لـ«ضربة أحادية» ضد القوات السورية التي تهاجم المدنيين وتواصل القتل في أرجاء البلاد، في وقت تتعالى الأصوات المطالبة بدعم عسكري واضح للمعارضة السورية، بما فيه دعم عسكري. وكان السيناتور الجمهوري البارز جون ماكين قد طالب مساء أول من أمس بالقيام بضربات عسكرية لإضعاف القوات السورية ومساعدة المعارضة على قلب النظام السوري، ولكن رد أوباما في مؤتمر صحافي بشكل مباشر على هذا الطرح، قائلا «من الخطأ القيام بتحرك عسكري أحادي الجانب أو التصور بأن هناك حلا سهلا لهذه القضية». وأعتبر اوباما ان «ما يحدث في سوريا يفطر القلب.. السؤال ليس ما إذا كان النظام سيسقط النظام أم لا، لكن السؤال هو: متى سيسقط الأسد؟».

وحدد أوباما 3 طرق تتبعها واشنطن في التعامل مع الملف السوري، هي «مواصلة العزلة السياسية والاقتصادية» للنظام السوري، و«تقديم المساعدات الإنسانية» و«العمل مع المجتمع الدولي لدعم المعارضة»، من دون توضيح نوع الدعم. ولكن شدد مسؤول في وزارة الخارجية الأميركية لـ«الشرق الأوسط» على أن «الدعم العسكري غير مطروح حاليا». وأكد المسؤول الأميركي أنه لم يتم اتخاذ قرار بعد حول طبيعة الدعم الذي ستقدمه واشنطن للمعارضة السورية، مقللا من أهمية خبر نشرته مجلة «فورين بوليسي» على موقعها أمس أفاد بأن إدارة أوباما أخذت تتحرك لمنح «مساعدات مباشرة للمعارضة داخل سوريا.. تشمل المساعدات الإنسانية والمساعدات للاتصالات».وكان من اللافت أن القائد العسكري الأميركي الأرفع المختص بمنطقة الشرق الأوسط وآسيا الوسطى الجنرال جيمس ماتيس صرح أمس بأنه من الصعب أن تقوم المعارضة السورية بقلب النظام السوري «من دون مساعدة خارجية». لكن في الوقت نفسه، لفت ماتيس في جلسة استماع في الكونغرس إلى أن أي تدخل عسكري في سوريا سيكون «بالغ الحساسية». وقال أمام لجنة الدفاع في مجلس الشيوخ «لدى النظام السوري إمكانات كبيرة في مجال التسلح الكيميائي والجرثومي، إضافة إلى نظام دفاعي كبير مضاد للطيران، وآلاف المضادات الجوية المحمولة، وقيادة سياسية مزعزعة الوضع». ويلعب التقييم العسكري هذا دورا أساسيا في تحديد سياسة أوباما تجاه سوريا، والخيار العسكري تحديدا. وحذر ماتيس من أن اتساع حملة القمع ضد السكان و«كفاح النظام من أجل بقائه» يدفعان إلى «توقع نشوب حرب أهلية». وتابع أن «شجاعة الشعب السوري جديرة بالاحترام، إلا أن الخيارات المتوافرة لحل هذه المشكلة بالغة الحساسية والدقة». وردا على سؤال ماكين، قال ماتيس إنه رغم تزايد أعداد الفارين من الجيش السوري، سيكون من الصعب على المعارضة قلب النظام من دون مساعدة خارجية. وأوضح ماتيس أن وزارة الدفاع لم تطلب منه «وضع خطط تفصيلية» لإقامة مناطق آمنة في سوريا تستقبل اللاجئين.

وخلال جلسة في مجلس الشيوخ الأميركي أول من أمس، أكد ماكين أن الجهود الدبلوماسية عن سوريا «تجاوزتها الأحداث على أرض الواقع»، داعيا إلى «ضربات جوية لحماية المراكز السكانية الرئيسية»، ولتأمين «ملاذ أمن» في المناطق الشمالية في سوريا. وعلى الرغم من انشغال دوائر سياسية وإعلامية في واشنطن خلال اليومين الماضيين حول إمكانية توجيه ضربات ضد نظام الأسد، تشدد إدارة أوباما على الدبلوماسية في الوقت الراهن، بما في ذلك مناقشة مشروع قرار أميركي جديد لدى مجلس الأمن. وقال الناطق باسم البيت الأبيض تومي فيتور «دعا الرئيس مرارا إلى وقف فوري لأعمال العنف في سوريا. حاليا تركز الإدارة (الأميركية) على التوجهات الدبلوماسية والسياسية وليس التدخل العسكري».وربما الموقف الأكثر تعبيرا عن الانقسامات حيال استخدام القوة لوقف نظام الأسد تجسد في تصريح عضو الكونغرس ورئيسة لجنة الشؤون الخارجية فيه إلينا روس - ليتانان، التي قالت مساء أول من أمس «قلبي يقول لي نعم.. لكن عقلي يقول لي لا».