هناء من سجنها: سأواصل الإضراب.. ومعنوياتي عالية

الإضراب عن الطعام يتسع ويتحول إلى سلاح المحكومين بالإداري وبالمؤبد أيضا

TT

ألهم انتصار الأسير خضر عدنان على سجانيه، الشهر الماضي، الحركة الأسيرة الفلسطينية بتغيير قواعد اللعبة مع إدارة مصلحة السجون الإسرائيلية، وجهاز المخابرات، وأحدث منعطفا مهما في تاريخ الحركة الأسيرة، وشجع آخرين على مواجهة الظلم بطرائق سلمية مختلفة يبدو أنها تؤتي ثمارها.

وبينما تواصل الأسيرة هناء الشلبي إضرابها المفتوح عن الطعام غير آبهة بقرار المحكمة الإسرائيلية تخفيض مدة اعتقالها الإداري إلى 4 شهور بدلا من 6، استلهم آخرون تجربة خضر وهناء ودخلوا في إضراب مفتوح عن الطعام، بينما امتنع الأسرى «الإداريون» عن التعاطي مع المحاكم الإسرائيلية، وسجلوا أول من أمس أول حالة من نوعها. وكلها توجهات جديدة قد تكون أكثر من مقلقة للإسرائيليين.

دخل إضراب المعتقلة هناء الشلبي عن الطعام، أمس، يومه الـ20، وسط إصرار على مواصلة معركتها ضد اعتقالها إداريا. وأرسلت الشلبي من سجنها رسالة عبر مؤسسة «مهجة القدس»، أكدت فيها أنها تتمتع بمعنويات عالية رغم الضغوطات التي تتعرض لها من إدارة السجن، التي تحاول بشتى الطرق فك إضرابها، بما في ذلك إجبارها على الوجود في غرف الطعام وتهديدها بتغيير المعاملة معها.

وقالت الشلبي إنها تشعر بأوجاع شديدة في مختلف أنحاء جسمها، بعدما وضعت في زنزانة باردة جدا عقابا لها. لكنها ستواصل الإضراب في انتظار أن تبت المحكمة الإسرائيلية، اليوم، في الاستئناف المقدم من قبل نادي الأسير ضد قرار إبقائها شهورا في الحبس الإداري. وأعلنت حركة الجهاد الإسلامي، التي تنتمي إليها شلبي، دعمها لقرارها المضي في معركتها لتحقيق «انتصار مشرف» كالذي سبقها إليه الشيخ الأسير خضر عدنان.

وقال بيان للجهاد «لقد عهدنا عن عدونا الخداع والمراوغة، وعليه نرى أن أجهزة مخابراته قد حاكت لعبة ماكرة بهدف كسر إضراب الأسيرة هناء، من خلال تخفيض مدة الاعتقال الإداري من دون تحديد موعد الإفراج عنها، الأمر الذي يمنح بالضرورة الاحتلال حق العودة مجددا لتجديد الاعتقال بحقها». وأشارت الحركة إلى أن معركة الإرادة في وجه السجان آخذة في الاتساع، مؤكدة أن إضراب أسرى آخرين يمثل عنوانا لحالة الاشتباك التي بدأها عدنان وتواصلها اليوم شلبي ومعها كل الفرسان الذين يتلاحمون معها تباعا.

والشلبي واحدة من بين نحو 310 أسرى محكومين بالإداري، وهو قانون بريطاني من أيام الانتداب، مستخدم في إسرائيل ويعطي الحق للمحكمة في تحويل أي معتقل فلسطيني للسجن الإداري دون تهم ومحاكمات، واستنادا لملف تقول المخابرات إنه سري.

في سياق المعركة نفسها، دخل العقيد طيار الأسير كفاح الحطاب، في إضراب مفتوح عن الطعام منذ أسبوع، فاتحا بذلك ملف أسرى الحرب مرة أخرى. وقال رائد الأطرش، المتخصص في شؤون الأسرى، إن الأسير الحطاب أعلن من جديد رفضه التعاطي مع الأوامر العسكرية والإجراءات الداخلية لإدارة المعتقلات، ويطالب بحقه القانوني والإنساني كأسير حرب وفق اتفاقيتي جنيف الثالثة والرابعة، فيرفض الوقوف على العد اليومي، ويرفض ارتداء ملابس السجن سواء عند الخروج للزيارة أو للمحامي، ليفتح معركة قانونية وإنسانية يصرخ فيها بصوت حر عال أنه ليس إرهابيا أو مجرما، بل مقاتل نظامي وقانوني، قاوم الاحتلال حسب القوانين الدولية الكافلة لحق المقاومة المشروعة.

والحطاب درس الطيران في يوغوسلافيا، وعمل في الطيران الفلسطيني في قطاع غزة، ثم انتقل إلى مدينة طولكرم وعمل مساعدا للمحافظ، ثم تولى منصب مدير الدفاع المدني في طولكرم واعتقل فيما كان على رأس عمله في 2003، وحكم عليه بالسجن المؤبد مرتين، وقد مضى على اعتقاله نحو تسع سنوات.

من جهة أخرى، قالت عائلة المعتقل الفلسطيني في سجن عسقلان المركزي، علاء أحمد صلاح (39 عاما) من بلدة «جباليا»، شمال قطاع غزة، إن علاء أرسل وصية موته مع معتقل فلسطيني أطلق سراحه مؤخرا، يدعى رأفت أبو شلوف، الذي أكد أن علاء يعاني من تآكل في عظامه، ويشعر كل ثانية بتحول جسمه للون الأزرق وقرب وفاته في زنزانته الانفرادية. وطالب مركز الأسرى للدراسات، الذي يعنى بشؤون الأسرى الفلسطينيين في سجون الاحتلال، المؤسسات الحقوقية المعنية بقضية الأسرى، بأن تقوم بزيارة عاجلة للمعتقل علاء صلاح للاطمئنان على وضعه، وإنقاذ حياته من براثن الموت البطيء، وطمأنة أهله الذين يعيشون قلقا شديدا، كونهم لم يروه منذ اعتقاله بسبب منع الزيارات لأهالي أسرى قطاع غزة. وطالب المركز المؤسسات الدولية وعلى رأسها الصليب الأحمر بالقيام بدوره والضغط على دولة الاحتلال لتأمين إدخال طاقم طبي لعلاجه، وتأمين زيارة عاجلة