ناشط علوي لـ «الشرق الأوسط»: الأسد يستخدم الطائفية لتبرير القتل والقمع

قال إن الإعلام يتجاهل مشاركة العلويين في الثورة

TT

قال ناشط علوي لـ«الشرق الأوسط»، إن الكثير من القرى العلوية خرجت في مظاهرات ضد النظام السوري، مشيرا إلى مشاركة الكثير من الشباب العلوي في المظاهرات وفعاليات الثورة. وكشف الناشط عن مشاركة الكثير من شباب الطائفة العلوية في تنسيقيات بعض المدن السورية، إلا أن الإعلام تجاهل دور العلويين في الثورة.

وبينما يحاول نظام الأسد إيهام الرأي العام السوري والعالمي بأن الثورة في سوريا مذهبية الطابع، ليضمن تأييد الطائفة العلوية في سوريا له، قال نشطاء سوريون لـ«الشرق الأوسط»: «إن الشعب السوري فطن لهذه النقطة، وإن الشعب السوري بجميع طوائفه يشارك في الثورة بهدف إسقاط نظام الأسد».

وينتشر العلويون، ثاني أكبر طائفة في سوريا، في الجبال الساحلية السورية، من عقار جنوبا إلى طوروس شمالا، حيث يتوزعون في محافظات اللاذقية، حمص وحماه وبعض أحياء العاصمة دمشق الراقية، حيث يشكلون نسبة من 8 - 9 في المائة من السكان.

وقال الناشط العلوي، علي علي، في اتصال تليفوني مع «الشرق الأوسط»، إن الرئيس بشار الأسد منذ بداية الثورة السورية يتعمد وصف الأحداث داخل سوريا بالمذهبية، حيث تقوم قوات الأمن بقمع الأقليات الدينية في سوريا تحت غطاء ما يدعيه بشار بحماية الطائفة العلوية، إلا أن معظم شباب الطبقة الوسطى والمثقفين بالطائفة العلوية، التي تتمركز على الساحل السوري، يشاركون في الثورة السورية منذ اندلاعها مارس (آذار) الماضي، كما أنهم يقودون تنسيقيات الثورة ببعض المدن.

وأضاف علي (28 عاما)، والذي اعتقل عام في سجون الأسد وشارك في الثورة السورية لـ«الشرق الأوسط»: «أصدرنا عدة بيانات عن الطائفة العلوية، كان آخرها حول الانتهاكات التي يشنها النظام الأسدي على سكان حي بابا عمرو بحمص، فنحن ندين الأساليب القمعية التي يمارسها الأسد ضد الشعب السوري ونتبرأ منه».

وتابع علي، الذي هرب إلى القاهرة قبل شهرين «الشعب السوري يدرك لمحاولات بشار الأسد الإيقاع بين طوائف الشعب السوري، ومنذ بداية الثورة وضع الشعب هذا في اعتباره»، مشيرا إلى أن بعض القرى العلوية خرجت في مظاهرات ضد الأسد وتم قتل بعض شيوخ القرى العلوية، ولكن الإعلام يتجاهل مشاركة العلويين في سوريا، كما أن الإعلام الرسمي يخشى نقلها حتى لا تنقلب عليه سوريا بأكملها.

ويقول البروفسور منذر ماخوس، وهو اقتصادي سوري منتم للطائفة العلوية، إن معظم العلويين لا يناصرون النظام السوري، وقال ماخوس: «النظام السوري ليس نظاما علويا، ولكنه نظام مافيا يخلط الدين بالسياسية من أجل مصالحه الضيقة، ما يحدث هو عبارة عن استغلال سياسي بامتياز للدين»، مضيفا في لقاء مع «الشرق الأوسط»، أن «أغلب العلويين لا يؤيدون النظام السوري، ويقفون ضد أفعاله وتصرفاته بحق الشعب السوري».

وعلى النقيض من ذلك، قال مواطن نازح من مدينة اللاذقية الشاطئية في سوريا، إن النظام السوري يقوم بتسليح القرى العلوية في المدينة وذلك بهدف ترويع أهالي القرى السنة، ومحاولة منع مشاركتهم في فعاليات الثورة السورية.

وقال أبو أحمد (36 عاما)، مواطن سوري من مدينة اللاذقية، إن القيادة السورية، والأجهزة الأمنية سلحت القرى العلوية بريف اللاذقية بكافة الوسائل مثل قذائف الـRBJ والرشاشات والصواريخ المحمولة على الكتف. وقال أبو أحمد، في اتصال عبر الإنترنت من مخيمات اللاجئين بتركيا «شباب تلك القرى يشاركون في تعقب النشطاء باللاذقية، ويبلغون الأمن عنا ويتم التنكيل بنا بناء على معلوماتهم للأجهزة الأمنية».

لكن علياء محفوظ (26 عاما) وهي مواطنة سورية علوية من اللاذقية، أوضحت أن الروايات عن تسليح أهالي اللاذقية العلويين غير صحيحة وعارية تماما من الصحة، وقالت محفوظ لـ«الشرق الأوسط»: «أنا علوية ومن اللاذقية ولم يتلق أهلي أي أسلحة من النظام السوري على الإطلاق».

وقبل ستة أشهر، أصدر مجموعة من كبار مثقفي الطائفة العلوية بيانا أدانوا فيه قمع السلطات السورية للناشطين السوريين والمواطنين المطالبين بالحرية والكرامة الإنسانية.