إدلب في عين المواجهات.. والمظاهرات تجتاح ساحة العباسيين بدمشق

المرصد السوري: نحو 8500 قتيل منذ اندلاع الثورة

لاجئات سوريات من بلدة القصير القريبة من حمص يلوحن بعلامة النصر بعد وصولهن الى البقاع اللبناني أمس (إ ب أ)
TT

بالتزامن مع إعلان المرصد السوري لحقوق الإنسان أن «8458 شخصا قتلوا منذ بدء الاضطرابات في سوريا في منتصف مارس (آذار) 2011، بينهم 6195 مدنيا»، دخلت الثورة السورية وقبل أيام من الذكرى السنوية الأولى لاندلاعها مرحلة جديدة بعد خروج المئات من المتظاهرين ليل الثلاثاء الأربعاء إلى ساحة العباسيين التي تعد ثاني أهم الساحات العامة وسط دمشق والتي تربط جغرافيا ما بين الريف الثائر (القابون – برزة – دوما – حرستا - مناطق الغوطة) والعاصمة السورية دمشق.

في هذا الوقت، أعلنت لجان التنسيق المحلية في سوريا أن 54 شخصا قضوا في سوريا يوم أمس معظمهم من حمص.

وقال المجلس الوطني السوري إنه رصد «42 دبابة و131 ناقلة جند انطلقت من اللاذقية متوجهة إلى مدينة سراقب» في محافظة إدلب، و«أرتالا عسكرية متوجهة نحو المدينة»، مشيرا إلى استمرار القصف على معرة النعمان في إدلب التي «سقط فيها العديد من الشهداء»، ولافتا في الوقت عينه إلى أن مدينة حمص تحولت إلى «مدينة أنقاض تحت قصف آلة النظام العسكرية».

وأفادت الهيئة العامة للثورة السورية أن قوى الأمن حاصرت المدنيين في جبل الزاوية بإدلب، فيما نقلت تقارير إخبارية أن «القوات السورية هددت بإعدام 30 رهينة في قرية عين لاروز بجبل الزاوية، في حال عدم تسليم 3 من الجنود المنشقين لأنفسهم»، ولكن لم يتسن لـ«الشرق الأوسط» التأكد من مدى دقة الخبر.

وقال ناشطون سوريون إن أربعة أشخاص على الأقل قتلوا في القصير بحمص أمس، مع استمرار حملات الاقتحام والدهم والاعتقال. بينما قال المتحدث باسم تنسيقية المنطقة إن من بين القتلى شخصا قضى تحت التعذيب، لافتا إلى أن أكثر من نصف السكان البالغ عددهم خمسين ألفا نزحوا منها خوفا من تكرار تجربة بابا عمرو، مشيرا إلى الحالة الاقتصادية المزرية التي تعيشها المدينة مع نقص الوقود والمواد الغذائية والطبية.

وأفادت لجان التنسيق المحلية بأن قوات النظام قتلت ثمانية أشخاص من عائلة واحدة بينهم طفل في منطقة البساتين في حي بابا عمرو.

وبيّن أكثر من مقطع فيديو بثّ على صفحات لجان التنسيق المحلية عبر موقع «فيس بوك» أن أصوات الطلقات النارية كانت تدوي خلال ليل الثلاثاء الأربعاء في مناطق بريف دمشق مثل الكسوة ويلدا وجسر مسرابا، فيما ارتفعت وتيرة الاحتجاج في قلب العاصمة دمشق فخرجت مسيرات متزامنة في عدة أحياء وهتف المتظاهرون في حي العسالي ضد نظام الأسد رافعين يافطات تؤكد عدم التخلي عن دماء أطفال سوريا.

بدورها قالت الشبكة السورية لحقوق الإنسان إن الأمن قتل عسكريا منشقا في منزله فجر أمس ببلدة حاس بريف إدلب.

وقد بث ناشطون على الإنترنت صورا لما قالوا إنها مجزرة ارتكبت بحق عائلة سورية في بلدة الحراك بدرعا، وأضافوا أن قوات الأمن قتلت أربعة أفراد، هم أب وثلاثة من أبنائه أمام النساء والأطفال، وذلك بسبب دعمهم للثورة.

كما شيّع أهالي مضايا في ريف دمشق ثمانية أشخاص قال ناشطو الثورة إن الأمن السوري اعتقلهم ثم قتلهم.

ميدانيا أيضا، قالت لجان التنسيق المحلية إن قوات الجيش مدعومة بالدبابات والحافلات اقتحمت مدينة قارة في ريف دمشق. كما دوت أصوات انفجارات في يبرود في ثاني اقتحام للمدينة.

وتحدث ناشطون عن اقتحام بلدة كفرنبل في إدلب ترافق مع عمليات إطلاق نار عشوائي واعتقالات.

وفيما أفاد الناشطون أيضا عن اقتحام بلدتي سلمى والمارونيات في ريف اللاذقية، قالت صفحة «الثورة السورية ضد بشار الأسد» إن قصفا عنيفا استهدف بلدة شيزر في حماه مما أدى لتهدم أكثر من خمسة عشر منزلا وإلحاق أضرار كبيرة بالقلعة الأثرية، بعد حديث ناشطين عن التجاء عدد من المنشقين إليها.

وبالتوازي، استمرت المظاهرات ناشطة في المدن السورية كافة، إذ خرجت في دمشق مظاهرة طلابية من حي الزاهرة هتفت للمدن المنكوبة وطالبت بإسقاط النظام، فيما خرجت أخرى في بلدة احتيملات في حلب رفع خلالها المشاركون إعلام الثورة السورية. وفي بانياس، فرّقت قوات النظام بالقوة مظاهرة انطلقت من مسجد الرضوان تضامنا مع المدن المنكوبة داعية لمحاكمة الرئيس السوري بشار الأسد.

وفي سياق متصل، أعلن العقيد الركن عدنان قاسم فرزات انشقاقه عن الجيش، وقال إنه انضم لقوات المعارضة اعتراضا على «قصف بلدته الرستن بالمدفعية». وقال في تسجيل فيديو بث على موقع «يوتيوب»، إنه يعلن انشقاقه عن الجيش بسبب القصف المدفعي الكثيف للمناطق التي تسيطر عليها المعارضة، مؤكدا أن «هذا ليس من أخلاق الجيش السوري». بالمقابل، قالت وكالة «سانا» إن الجهات المختصة اشتبكت في معرة خان شيخون أمس مع مجموعة إرهابية مسلحة مما أدى إلى مقتل نقيب واثنين من الإرهابيين. وفي درعا، قالت إن إرهابيين قتلا بانفجار عبوة ناسفة كانا ينقلانها على دراجة نارية. وأضافت: «كما قتل ثلاثة إرهابيين آخرين في ناحية الصورة بريف درعا بانفجار عبوة ناسفة خلال محاولتهم زرعها».

وتحدثت «سانا» عن أنّه وفي حماه «ألقت الجهات المختصة بعد التحري والمتابعة القبض على 10 إرهابيين في أحد الأوكار بحي المناخ في المدينة وصادرت أسلحتهم كما عثرت أيضا على مشفى ميداني مجهز بكل الأجهزة الطبية.

من جانب آخر، قالت وكالة الأنباء السورية التابعة للنظام إن مجموعة إرهابية مسلحة اختطفت 11 طالبا ضابطا من مدرسة الشرطة بحلب خلال توجههم في باص نحو قريتي حورين شطحا في الغاب لافتة إلى أن المجموعة الإرهابية اعترضت الباص قرب قرية الشيخ أحمد على الحدود الإدارية لمحافظة إدلب واختطفت الطلاب الضباط تحت تهديد السلاح.