أنان في القاهرة تحضيرا لزيارة دمشق

مصادر فرنسية رسمية: يتوجه إلى دمشق دون «أوهام» حول نجاح مهمته

كوفي أنان
TT

وصل إلى القاهرة أمس الأمين العام السابق للأمم المتحدة كوفي أنان المبعوث الأممي العربي المشترك بشأن الأزمة السورية، قادما على طائرة خاصة من جنيف في زيارة لمصر في بداية جولته الأولى بعد اختياره لهذه المهمة، قبيل سفره إلى دمشق يوم السبت المقبل.

ونقلت مصادر فرنسية رسمية واسعة الاطلاع عن أنان أنه «يتوجه إلى سوريا ولكن من غير أوهام»، في إشارة إلى الصعوبات التي يرى أنها تعترض مهمته كممثل للأمم المتحدة والجامعة العربية على السواء.. ورغم أن موعد الزيارة المقرر هو بعد غد السبت، فإن أنان لا يعرف حتى الآن تحديدا من هي الشخصيات التي سيلتقيها في العاصمة السورية، خصوصا «ما إذا كان سيتمكن من تناول الحل السياسي مع النظام» للأزمة القائمة منذ نحو العام.

وقد عين أنان في 23 فبراير (شباط) الماضي «موفدا مشتركا للأمم المتحدة والجامعة العربية»، وقال إنه سيسلم «رسالة واضحة» إلى دمشق مفادها أن أعمال العنف «يجب أن تتوقف، والمساعدات الإنسانية يجب أن تصل» إلى السكان.

وسيلتقي أنان اليوم في القاهرة الأمين العام لجامعة الدول العربية نبيل العربي ثم بعض وزراء الخارجية العرب الجمعة قبل أن يتوجه صباح السبت إلى سوريا كما صرح الأمين العام المساعد للجامعة العربية أحمد بن حلي.

وسيرافقه إلى دمشق مساعده، وزير الخارجية الفلسطيني السابق ناصر القدوة، في هذه المهمة الأولى إلى سوريا، فيما يجتمع وزراء الخارجية العرب السبت في القاهرة مع نظيرهم الروسي سيرغي لافروف لبحث الوضع في سوريا.

وأشار تقرير بصحيفة «حرية دايلي» التركية إلى أن مهمة أنان إلى سوريا ربما تكون مرتكزة على تقديم فرصة أخيرة للأسد من خلال مقترح بـ«خروج مشرف» من السلطة، ودللت الصحيفة على ذلك بتزامن زيارة أنان إلى دمشق مع اجتماع المسؤولين الروسيين مع وزراء الخارجية بالقاهرة في ذات اليوم.

إلى ذلك، قالت مصادر دبلوماسية مقربة من أعضاء مجلس الأمن لـ«الشرق الأوسط» إنه لا يمكن التنبؤ بتحقيق نتائج ملموسة، وعبرت عن أملها في أن يكون هناك نص مشروع قرار يجعل مجلس الأمن يتحدث بصوت واحد بشأن الأزمة السورية.

وذكرت المصادر ذاتها أن الوضعية الراهنة تستوجب أن يكون هناك موقف موحد لمجلس الأمن لاعتماد آليات تضع حدا لأعمال العنف وتساعد على فتح الحوار.

وأشارت المصادر إلى زيارة كوفي أنان إلى دمشق السبت المقبل، بيد أنها شددت على القول إن التوصل إلى موقف موحد في مجلس الأمن سيكون له وقع مهم على مسار الأمور أكثر من أي شيء آخر، وسيحث الجميع على تغيير الوضع على الأرض.

وزادت المصادر قائلة: «نحن أمام ديناميكية لحث الجميع على وقف أعمال العنف، ووصول المساعدات الإنسانية في انتظار بداية مسلسل التوصل إلى حل سلمي وسياسي للأزمة السورية».

وامتنعت المصادر عن الخوض في تفاصيل مشروع القرار الأميركي الجديد بخصوص الأزمة السورية، وقالت إن هناك اتفاقا بين أعضاء مجلس الأمن على عدم الإدلاء بأي تصريحات صحافية حتى تنضج الأمور، وتتبين الملامح الكاملة لمشروع القرار الجديد.