العميد حسام العواك: نسعى لمنطقة عازلة تمكن من إدخال السلاح للمعارضة السورية

قائد العمليات بتجمع «الضباط الأحرار» لـ«الشرق الأوسط»: إجراءات لتوحيد الصفوف ضد كتائب الأسد

مظاهرة في قرية عدوان بحوران تحت عنوان «أربعاء الغضب» (أوغاريت)
TT

كشف العميد حسام العواك، قائد العمليات بتجمع الضباط الأحرار السوريين، والمنشق عن المخابرات الجوية السورية، عن وجود مساع يجري بحثها مع أصدقاء سوريا؛ من بينها دول عربية، لإيجاد منطقة عازلة تساعد على إدخال السلاح للمعارضة السورية، على الرغم من موقف بعض دول الجوار السوري بالنأي بنفسها عن هذا الموضوع، قائلا في حديث مع «الشرق الأوسط» أمس إن غياب المعارضة الموحدة يؤخر نجاح الثورة، وأضاف أنه يجري العمل حاليا لتوحيد الصفوف ضد نظام الأسد وكتائبه العسكرية.

وعن كيفية تدبير السلاح للمعارضة السورية، قال العميد حسام العواك: «أحيانا لا نستطيع توصيل السلاح من خارج البلاد إلى داخلها.. فنقوم بضرب المستودعات، وكذا المراكز العسكرية للحصول على السلاح»، مشيرا إلى أن «آخر عملية لنا كانت في مستودعات 401 - 2 التي تقع في تل منين، وهي تبعد تقريبا 55 كيلومترا عن دمشق».

وأوضح أن تل منين كانت تحوي تقريبا 800 مستودع.. و«قمنا بمهاجمة المخافر التي تحمي تلك المستودعات، ودخلناها وحصلنا على كمية كبيرة من السلاح الخفيف والمتوسط.. وأثناء قيامنا بالانسحاب اشتبكنا مع عدد من العناصر، وكان أقوى اشتباك في مزرعة تتبع اللواء إبراهيم الحويجي، مدير إدارة المخابرات الجوية السابق».

وفي ما يخص المناطق التي يمكن من خلالها إدخال أسلحة إلى سوريا، خاصة مع رغبة أطراف إقليمية ودولية في تسليح المعارضة، أوضح العواك: «نحن نبحث هذا الموضوع مع أصدقائنا.. خاصة أن هناك من دول الجوار التي تنأى بنفسها عن الدخول في هذا الموضوع.. نحن الآن نتباحث ونتشاور مع أصدقائنا العرب في الدول الخليجية وعدد من الدول الأخرى لتمكيننا من الحصول على منطقة عازلة.. (سوف) نقوم بالحصول عليها بأنفسنا والاعتماد على إمكاناتنا الذاتية، وهناك حديث الآن عن السيطرة على بعض المناطق من جهة معينة وفصلها، ومن ثم تأمين الحظر الجوي لها لاحقا».

وحول مدى التعاون بين القيادات العسكرية المعارضة على الأرض في الداخل السوري، أوضح العواك قائلا: «الآن نحن نوحد الصفوف.. والآن يقود العمليات على الأرض العميد قاسم سعد الدين، الذي نوجه له التحية لأنه فعلا الآن يقود أكبر الكتائب في مواجهة كتائب الأسد». وفي سؤال حول الكيفية التي يمكن بها الفرز بين المعارضين الحقيقيين والمندسين، كما يسميهم البعض، خاصة في ظل هذه المعمعة التي تمر بها سوريا، قال العواك: «نقوم بتزويد (المعارضين) بالمعلومات.. لدينا أجهزة، ولدينا ضباط ما زالوا عمليا على رأس عدد من الأجهزة الأمنية، ولا نريد أن نفصح أكثر من ذلك، وهم يزودوننا بالمعلومات أولا بأول ويعطوننا أسماء المندسين».

وعن استمرار عدم التوحيد السياسي للمعارضة السورية في المرحلة الراهنة، وتأثير ذلك على معنويات وعمليات الجيش السوري الحر، أوضح العواك بقوله إن عدم وجود معارضة موحدة، وعدم صرف الأموال التي تأتي إلى المجلس (الوطني)، على الداخل السوري لتأمين احتياجات المواطنين وتأمين العائلات، يؤخر الثورة ويؤخر نجاحها، وأضاف: «العسكريون مرتبطون بالمدنيين، خاصة أن نسبة المدنيين المنخرطين في الكتائب العسكرية أصبحت أعلى من نسبة العسكريين».

وحول رؤيته لعلاج مثل هذه الخلافات السياسية بين المعارضين، قال العواك: «نحن نأمل الآن، ونحاول.. وأنا الآن أعمل داخل مجموعة العمل الوطني برئاسة الأستاذ هيثم المالح (تحت مظلة المجلس الوطني)، ونتمنى أن يكون هناك قريبا توحيد للصفوف وإعادة الحياة للمجلس بحيث يقوم بدوره بشكل أفضل، خاصة في الداخل السوري، لأن نجاح الثورة لا يتم إلا من الداخل الآن». وعن حقيقة ما تتناوله بعض التقارير التي تشير إلى أن قيادات من رجال الأعمال من الأغلبية السنية تقف مع نظام الأسد دفاعا عن مصالحها الاقتصادية، أوضح العواك: «الآن النظام يضع الجميع في حالة رعب ويقلقهم ويخيفهم، وهو بالإضافة إلى تحريضه على الطائفية، كانت آخر مقولاته أنه يقول للتجار يجب أن تدفعوا وتتبرعوا، بما لا يقل عن عشرة آلاف دولار شهريا من كل تاجر، وذلك لدعم النظام.. وحين يسألون لماذا، يقول لهم النظام لأن تجارا من الخارج سوف يأتون إلى الداخل بحجة الثورة، ويستولون على مواقعكم وعلى مكاسبكم وعلى مصانعكم، و(يقول لهم النظام أيضا) يجب أن تناصرونا بالمال لكي ندافع عنكم وعن مصالحكم.. وهذه حجة النظام». ومنذ شهر مارس (آذار) من العام الماضي، شكل العواك وضباط آخرون ممن أصبح يطلق عليهم «الضباط الأحرار» تكتلا، وأوضح: «لدينا كتائب مقاومة شعبية، بالإضافة إلى مدنيين أهلناهم، وأعدنا ضباطا بعد أن كانوا قد خرجوا إلى التقاعد تعسفيا من الجيش السوري (النظامي)، برتبهم التي خرجوا بها».

وقال العواك إنه يتعرض لهجوم شديد من قبل النظام السوري بسبب ما لديه من «معلومات عن نظام الأسد وتحركات النظام وأهم قياداته»، مشيرا إلى أن النظام يسعى لاغتياله بمساعدة عناصر غير معروفة من الأجانب.