بينما انطلقت بمقر الجامعة العربية بالقاهرة أمس، اجتماعات الدورة السابعة والثلاثين بعد المائة لمجلس الجامعة العربية على مستوى المندوبين الدائمين بمقر الأمانة العامة لجامعة الدول العربية، برئاسة الكويت خلفا لقطر وبحضور الدكتور نبيل العربي الأمين العام لجامعة الدول العربية، يناقش المجلس في دورته الجديدة 18 بندا، تتناول مختلف قضايا العمل العربي المشترك في المجالات السياسية والاقتصادية والأمنية، وفي مقدمتها التحضير لاجتماعات مجلس الجامعة العربية على مستوى وزراء الخارجية العرب المقرر عقدها بالجامعة العربية «السبت» المقبل برئاسة نائب رئيس الوزراء ووزير الخارجية والدولة لشؤون مجلس الوزراء الكويتي الشيخ صباح خالد الصباح.
ويتصدر أعمال المجلس إعداد مشروع جدول أعمال القمة العربية في دورتها الـ23، المقرر عقدها في بغداد 29 مارس (آزار) الحالي، كما يتضمن جدول الأعمال بندا حول قضية فلسطين والصراع العربي الإسرائيلي، ويشتمل هذا البند على عدة مواضيع أساسية منها: «متابعة التطورات السياسية للقضية الفلسطينية، وتفعيل مبادرة السلام العربية، والإجراءات الإسرائيلية في القدس، وسرقة إسرائيل للمياه العربية في الأراضي العربية المحتلة، وتقرير حول المقاطعة العربية لإسرائيل، والوضع في الجولان، والتضامن مع لبنان، ومشروع قرار حول البند المتعلق بالتضامن مع لبنان، ومشروع قرار قدمت الإمارات من أجل الحصول على دعم الدول العربية لاستضافة معرض (اكسبو) الدولي 2020».
كما يناقش مجلس الجامعة على مستوى المندوبين الدائمين على مدى يومين كذلك، رفع العقوبات الأميركية أحادية الجانب المفروضة على سوريا، وبندا حول الحصار الجائر المفروض على سوريا والسودان من قبل الولايات المتحدة الأميركية بخصوص شراء أو استئجار الطائرات وقطع الغيار، ونتائج هذا الحصار الذي يهدد سلامة وأمن الطيران المدني، كما يتضمن جدول الأعمال بندا حول معالجة الأضرار والإجراءات المترتبة على النزاع حول لوكيربي، بالإضافة إلى بند حول مخاطر التسلح الإسرائيلي على الأمن القومي العربي والسلام الدولي، وآخر حول الإرهاب الدولي وسبل مكافحته، إلى جانب بند يتعلق بالحل السلمي للنزاع الجيبوتي - الإريتري، بالإضافة إلى بند حول العلاقات العربية مع التجمعات الإقليمية خاصة في أفريقيا وآسيا وأوروبا ودول أميركا الجنوبية، بالإضافة إلى إنشاء المحكمة العربية لحقوق الإنسان.
إلى ذلك، يعقد وزراء الخارجية العرب جلسة خاصة يوم السبت المقبل بالقاهرة، برئاسة نائب رئيس الوزراء الكويتي وزير الخارجية ووزير الدولة لشؤون مجلس الوزراء الشيخ صباح خالد الصباح، بحضور وزير خارجية روسيا سيرجي لافروف، لبحث تطور الأوضاع في سوريا والاستماع إلى رؤية وزير الخارجية الروسي خاصة في ضوء تفاقم الوضع الإنساني والمعيشي في سوريا، كما يعقد وزراء الخارجية العرب جلسة تنسيقية تشاورية حول الوضع في سوريا قبيل لقائهم لافروف.
ويستمع الوزير الروسي لتقييم من الجانب العربي لما يحدث من تطورات في سوريا والرؤية العربية لحل الأزمة السورية سلميا في إطار المبادرة العربية المقترحة لحل هذه الأزمة بشكل سياسي.
وقال السفير جمال الغنيم، المندوب الدائم لدولة الكويت لدى الجامعة العربية، إن «الأجواء التي تحيط بانعقاد الدورة الحالية للمجلس بالغة الأهمية والحساسية، حيث إن الوضع المأساوي في سوريا يلقي بظلاله على افتتاح أعمال الدورة»، لافتا إلى أن «هذا الوضع لن يغيب عن التدارس والتشاور خلال اجتماع مجلس الجامعة العربية على المستوى الوزاري الذي سيعقد يوم السبت المقبل».
وأكد الغنيم أن الاستعداد والتحضير للقمة العربية في بغداد المقررة نهاية الشهر الحالي التي غابت عن الحضور العام الماضي، يزيد من أهمية هذه الدورة التي سوف تضطلع بمهمة إعداد جدول أعمال القادة العرب.
وقال أكد الغنيم (الذي ترأس بلاده الدورة الحالية للمجلس) إن «الوضع العربي والتحديات التي تواجه الأمة العربية يتطلب من الجميع النهوض بمسؤولياته لمواجهتها، من خلال خلق الآليات والوسائل التي تمكن الجميع من إنجاز الأهداف وتحقيق وحدة الصف العربي»، مشددا على أنه ليس هناك من وسيلة لذلك أفضل من تنفيذ القرارات التي ستصدر وتفعيل ما تم اتخاذه مسبقا.
وأضاف الغنيم أن «وزراء الخارجية ينتظرون تجهيز مشاريع القرارات التي سوف تناقش خلال جلسة مجلس الجامعة على المستوى الوزاري السبت المقبل»، مشيرا إلى أن هناك أربع لجان سوف تتفرع عن هذا المجلس (سياسية وقانونية وإدارية ومالية وثقافية واجتماعية)، وأنه على المجلس اعتماد توصيات هذه اللجان المتفرعة عن المجلس في شكل مشاريع قرارات، تمهيدا لرفعها إلى اجتماع مجلس الجامعة على المستوى الوزاري.
من جانبه، قال السفير صالح عبد الله البوعينين، المندوب الدائم لدولة قطر لدى جامعة الدول العربية (الذي ترأست بلاده الدورة الماضية للمجلس)، إن «الاجتماع ينعقد في ظل ظروف وتحديات بالغة الأهمية، حيث أصبحت الشعوب العربية اليوم أكثر تقاربا، نظرا لتنامي الوعي الجماعي بضرورة الإصلاح وتحقيق العدالة الاجتماعية من خلال زيادة التواصل والتفاعل بينها»، مضيفا أن «هذا يتطلب فتح كل قنوات الحوار الإيجابية التي تخدم متطلبات الشعوب العربية».
وعبر البوعينين عن بالغ الأسف لاستمرار الأحداث التي تمر بها سوريا، لافتا إلى حرص الجميع على أمن واستقرار ووحدة سوريا، قائلا «تحملنا جميعا كدول عربية جهودا هامة كانت الغاية منها التوصل إلى حل لوقف القتال واستخدام السلاح ووضع حد لإراقة الدماء واللجوء للحكمة والحوار».