وجه الادعاء العام في النرويج أمس للمتهم أندرس بيرينغ برييفيك الذي اعترف بارتكاب مذبحة العام الماضي، تهم الإرهاب والقتل العمد، بالتفجير وإطلاق النار عشوائيا، مما أودى بحياة 77 شخصا في العاصمة أوسلو وجزيرة قريبة.
وجاء في لائحة الاتهام أن «المدعى عليه ارتكب جرائم خطيرة للغاية على نطاق لم تشهده بلادنا من قبل في العصور الحديثة».
وجاء فيها أن برييفيك فجر قنبلة في منطقة بها مبان حكومية، في أوسلو، مما أسفر عن مقتل ثمانية أشخاص، ولاحقا لقي 69 شخصا حتفهم في مخيم صيفي لحزب العمال في جزيرة بالقرب من العاصمة بعد أن أطلق النار بشكل عشوائي.
وتوفي 67 شخصا جراء إصابتهم بأعيرة نارية، في حين لقي اثنان حتفهما جراء الغرق أو السقوط على الأرض أثناء محاولتهما الفرار.
وقال ممثلا الادعاء إنجا بيجير إنج وسفين هولدين، للصحافيين إن الهجومين يصنفان «أعمالا إرهابية» حيث إنهما استهدفا بث الفزع بين المواطنين وزعزعة النظم الأساسية للمجتمع». وقال هولدين إن مئات الأشخاص كانوا على مقربة من موقع الانفجار الذي تسببت فيه قنبلة محلية الصنع تزن 950 كيلوغراما. وقالت إنج إن 564 شخصا كانوا في جزيرة «أوتوياه». ودفع برييفيك خلال جلسات الاستجواب التي جاءت أخراها في فبراير (شباط) الماضي، بأنه بريء، وقال إن الأفعال التي ارتكبها كانت دفاعا عن النفس وتهدف لمعاقبة الحكومة على سياساتها المؤيدة للهجرة. وقال اثنان من فريق الدفاع عنه بعد لقائه إنه استجاب بهدوء عندما تليت عليه الاتهامات في السجن.
يخضع برييفيك، 33 عاما، لتقييم نفسي جديد، حيث قضت محكمة جزئية في أوسلو بالحاجة لرأي ثان بشأن القدرات العقلية للمتهم. وكان تقييم أولي خلص إلى أن برييفيك مجنون من الناحية القانونية، واقترح احتجازه في وحدة نفسية آمنة في حال إدانته.
وقال الادعاء إنه أخذ في الاعتبار التقييم النفسي الأولي وإنه سيسعى لوضع برييفيك قيد الرعاية النفسية، مشيرا إلى إمكانية ارتكابه أفعالا مماثلة.
ورغم هذا، فإن الادعاء سيحتفظ بحقه في طلب توقيع عقوبة السجن بحق برييفيك 21 عاما، أو احتجازه وقائيا أثناء المحاكمة التي من المقرر أن تبدأ في 16 أبريل (نيسان) المقبل. ويمكن بموجب شروط الاحتجاز الوقائي سجن المتهم لمدة غير محددة في حال وجود خطورة كبيرة من إعادة ارتكابه جرائم عنف.
وقال المحامي جير ليبيستاد، الذي قاد فريق الدفاع عن برييفيك منذ يوليو (تموز) الماضي، إن موكله «محبط للغاية» بسبب إمكانية إعلان أنه مجنون من الناحية القانونية. وقال المحامي لمحطة «إن آر كيه» التلفزيونية خلال زيارته لمدينة بيرجن، غربي النرويج: «إنه (بريفيك) يرغب في أن توقع عليه عقوبة السجن لأنه يعتبر نفسه مسؤولا عن أفعاله». ولم يلتق ليبيستاد موكله أمس.
وضمت اللائحة أسماء القتلى السبعة والسبعين بالإضافة إلى اثنين وأربعين آخرين لحقت بهم إصابات خطيرة جراء الانفجار أو إطلاق النار.
وقال الادعاء إن بين القتلى في جزيرة أوتوياه 34 ضحية تتراوح أعمارهم بين 14 و17 عاما، و22 أعمارهم بين 18 و20 عاما، بالإضافة إلى إصابة 33 آخرين بجروح جراء الأعيرة النارية. كان برييفيك يحمل سلاحين لدى اعتقاله؛ بندقية نصف آلية، ومسدسا نصف آلي.
وقال الادعاء إنه اختار أن لا يذكر أسماء كل الأشخاص المصابين أو الذين تأثروا بصورة فورية جراء الهجمات، الذين يتراوح عددهم بين 600 و800 شخصا. وفي حال تسميتهم جميعا، يمكن من الناحية العملية استدعاؤهم للشهادة؛ الأمر الذي سيؤدي إلى «محاكمة طويلة جدا».
ورحب تروند بلاتمان، رئيس مجموعة دعم وطنية لضحايا الأحداث، بقرار اتهام برييفيك بالإرهاب، وذلك في تصريح لمحطة «تي في2» التلفزيونية.
وقال بلاتمان إنه يفهم الأسانيد وراء عدم تسمية كل المتضررين من الهجومين، رغم أن البعض سيجد ذلك قاسيا.